سماح موسى
دخول الجامعة نقطة تحول في حياة أي شاب وفتاة، يودعون بها عالم المدرسة، ويبدأون مرحلة جديدة في بناء شخصيتهم وحياتهم، وكثيرا ما يتعرض الطلبة في بداية مشوارهم الجامعي لاضطرابات نفسية ومشكلات في التأقلم مع الحياة الجديدة واكتساب أصدقاء جدد وطرق التعليم المختلفة، وهي مشكلات ذات أهمية وفي بعض الأوقات يؤدي عدم حلها إلى تأثيرات سلبية كبيرة على مستقبل هؤلاء الطلبة.
"حواء" تستعرض أبرز المشكلات وتسمع حكايات الطلبة وتستعين بآراء الخبراء للتغلب على هذه المشكلات.
في البداية تقول د. هويدا مصطفي، أستاذ الإعلام والعميد السابق لإعلام جامعة القاهرة: المرحلة الجامعية مرحلة مهمة جدا للطالب لأنها انتقالية من مستوى تعليمي وبيئة تعليمية بسمات وخصائص ومتطلبات مختلفة إلى بيئة أخرى لها متطلباتها وسماتها، يجب أن يمهد لها الطالب ويستعد لها، وأول الخطوات أن يدرك أن هذه المرحلة مهمة في بناء الذات وتحديد المستقبل وتأكيد الاهتمامات وتنمية القدرات والمهارات، فالعبء الذاتي والمسئولية سيأخذان حيزا أكبر، لذا فإن علية الاجتهاد لأن النجاح مرهون بأشياء كثيرة معظمها يتوقف عليه، وأول خطوة أن يحسن تحديد أهدافه وقدراته ففكرة كليات القمة مصطلح خادع لا توجد تخصصات أفضل من أخرى، بل يجب أن يكون الاختيار نابعا من عوامل مختلفة منها الاستعداد لهذا التخصص ووجود الاهتمام وبعض المهارات التي تتطلبها الدراسة الجامعية، بجانب سعة الاطلاع لأن مصادر المعرفة متنوعة وعليه البحث عنها من خلال التكليفات والقراءات في التخصص وليس التلقين أو الاكتفاء بمعلومات محددة.
وتضيف: تتطلب الجامعة أيضا اهتمام الطالب بالبيئة التي تربطه بالمجتمع من خلال الفعاليات والأنشطة والانخراط بالعمل الجماعي، كما أن طبيعة التحصيل ومراجعة المقررات مختلفة عن المدرسة، لذا عليه تنظيم الوقت وأن يتقن استخدام الوقت المتاح لمراجعة المناهج وليس مجرد قضاء وقت طويل في المذاكرة، لكن الأساس التركيز وإضافة بعض المعلومات من خلال التكليفات والاطلاع على مراجع مختلفة.
الأنشطة الطلابية
أما د. أماني الشريف، عميد كلية الصيدلة جامعة الأزهر فتقول: يجب أن يحرص الطالب على اختيار الكلية التي تناسب طموحه وليست مجموعه فقط، وأن يدرك الفارق بين الدراسة في الجامعة والمدرسة، وعليه المشاركة في الأنشطة المختلفة التي توفر نمو المهارات الحياتية والثقافية، وتكوين علاقات مع زملائه، ومن أكبر الصعوبات التي تواجه الطلاب فى الفرقة الأولى عدم الاهتمام بالمذاكرة منذ بداية العام، فتتراكم المحاضرات ويصعب معها المذاكرة، وأهم نصيحة هي الاستثمار الدقيق للوقت وتخصيص وقت للاستذكار وآخر للأنشطة، وتختلف الكليات العملية عن الكليات النظرية وذلك لاحتواء المنهج على مقرر عملى يحتاج للاستذكار أولا بأول، وعند مواجهة أية صعوبات في موضوع دراسي أفضل طريقة هي البحث عن عبر الانترنت حيث تتوافر العديد من المصادر والفيديوهات التي يمكن الاستعانة بها سواء للدراسة النظرية أو العملية.
المجموع ليس الأساس
يقول د. محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: المجموع عامل مهم جدا في اختيار الكلية لكنه ليس الوسيلة الوحيدة لاختيار الكلية، إنما الفيصل هو ميول الطالب وقدراته ومهاراته وخلفيته التي كونها خلال سنوات الدراسة، ولابد عند اختياره للكلية مراعاة احتياجات سوق العمل، حيث توجد وظائف كثيرة مستحدثة معظمها تعتمد على الرقمنة والتكنولوجيا والبيانات الضخمة وتختلف تماما عن بعض الوظائف الموجودة الآن التي ستختفي معظمها في المستقبل، ولا يجب أن يقتصر اختيار الكلية على "استخسار" المجموع حتي لا يواجه الطالب الفشل، وسنوات الدراسة بالجامعة أفضل سنوات في عمر الإنسان حيث يبني فيها شخصيته، لذا يجب استثمارها أفضل استثمار.
ويتابع: بطبيعة الحال تتطلب الكليات العملية مجهود أكبر وعدد ساعات مذاكرة أكثر من النظرية، كما أن العام الأول بالجامعة الأصعب لأن الطالب غير معتاد على طبيعة الحياة الجامعية لكن بالوقت والتعرف على زملائه وأساتذته تقل الصعوبات ويتأقلم على الوضع.
معايير اختيار الكلية
يوضح د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس المعايير التى على أساسها يختار الطالب كليته قائلا: اختيار الكلية يخضع لمعايير متعددة أهمها متطلبات سوق العمل ورغبة الطالب وآراء الآباء والأمهات والمعارف، والفرق بين التعليم الثانوي والجامعي أن الأول يقتصر على معلم وكتاب وفصل "تعليم تقليدي"، أما الجامعي فقوامه البحث العلمي والمكتبة الإلكترونية والمعامل البحثية، وعلى الطالب أن يكون أكثر التزاما ومسئولية واستقلالية مع الالتزام بحضور المحاضرات والتواصل مع الأساتذة من خلال المنصات الإلكترونية الخاصة بكل كلية.
ويضيف: أما عن الصعوبات التي تواجه الطالب فأولها القدرة المادية لشراء الكتب والملازم وعمل الأبحاث، كما أن الدرجات التراكمية تحتاج إلى التزام بالوقت والتعاون بين الطلبة بعضهم البعض وكذا الأساتذة، والاطلاع المستمر على كل ما هو جديد، وتعلم آداب النقاش العلمي، وأنصح طلبة الجامعة بالالتزام في السلوك الاجتماعي والأخلاقي وحسن إدارة الوقت.
أما د. أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر فيقول: لابد أن تتناسب الكلية مع اختيار مهنة الطالب بصرف النظر عما يسمى بكلية القمة عن غيرها، الحرص على حضور المحاضرات ومعرفة المراجع ذات صلة بموضوع الدراسة، والتردد على مكتبة الجامعة للاستزادة العلمية.
ساحة النقاش