كتبت: أماني ربيع - تصوير: ابراهيم بشير
نظمت مجلة حواء برئاسة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقي صالونها الشهري حول دور الأسرة في ترشيد استهلاك الكهرباء إكمالا لجهود الدولة في هذا الإطار، بحضور ومشاركة نخبة من الشخصيات العامة والمتخصصين، منهم د. منال متولي خبيرة الطاقة، ود. أماني فاخر، الخبيرة الاقتصادية والأستاذة بكلية التجارة جامعة حلوان، ود. شيماء إسماعيل، خبيرة التنمية البشرية، والسيدة وفاء عبدالفتاح ربة منزل، والأستاذة عبير الغازي مقررة سكرتارية الصحة والسلامة المهنية باتحاد نقابات عمال مصر، والإعلامية انتصار عطية.
تطرق الحضور إلى جهود الدولة لتثبيت أسعار الكهرباء حتى شهر يناير المقبل، وتأثير التغييرات المناخية في ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء عالميا، وكيف واجهت دول العالم ومصر هذه الأزمة، بالإضافة لدور المرأة في تدريب أبنائها على ترشيد استهلاك الكهرباء، ووسائل تحقيق ذلك، والأثر الاقتصادي لترشيد استهلاك الكهرباء على دخل الأسرة.
في كلمتها قالت الكاتبة الصحفية سمر الدسوقي: إن هناك ظرفا عالميا وتغيرات مناخية، تؤثر تداعياتها على كل الدول ما دفع معظم دول العالم إلى توفير الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء لمواجهة الأزمة، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أشار إلى انتهاء الأزمة قريبا.
وأشارت الدسوقي إلى أن مشكلة انقطاع الكهرباء سببها أيضا الضغط على محطات الكهرباء، بسبب زيادة عدد السكان والمقيمين، بالإضافة إلى دور التغيرات المناخية التي تؤثر على زيادة استخدام محطات الطاقة، وأن مصر على عكس دول كثيرة متقدمة اقتصاديا تقف على أرض صلبة فيما يتعلق بهذه الأزمة التي أدارتها الدولة بحكمة، مع قطع الكهرباء وفقا لجدول زمني محدد وتخفيف الأحمال بصورة لا تؤثر على المواطنين، والحمد لله فقد تخطينا المرحلة الصعبة بالفعل، مضيفة أنه مع تثبيت أسعار الكهرباء علينا التفكير في طرق لخفض فواتير الكهرباء.
د. منال متولي: يجب حدوث تغيير حقيقي في سلوك المواطنين
قالت د. منال متولي، خبيرة الطاقة: إن التغيرات المناخية دخلت إلى منعطف غير مسبوق وتحولت إلى تطرف مناخي تأثيراته تطول كل دول العالم بلا استثناء، وأن انقطاع الكهرباء يحدث في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وأوروبا.
وأضافت: التغيرات المناخية يصاحبها ارتفاعا شديدا وغير مسبوق في درجات الحرارة، ولأول مرة مصر التي اشتهرت بالطقس الحار جاف صيفا تصل درجة الحرارة فيها إلى ما فوق الـ 40 درجة، ما يعني استهلاك أكبر للطاقة ومكيفات الهواء، ولتفادي تفاقم الأزمة علينا البدء في ترشيد استهلاكنا للكهرباء، لأنه كلما زاد الاستهلاك زاد الضغط على مولدات الكهرباء واستهلاك الغاز ما يقلل الإنتاج.
وأوضحت خبيرة الطاقة خلال كلمتها أن التغيرات المناخية تشهد انحرافا كبيرا يؤثر على المعيشة والزراعة والصحة، ولعبور الأزمة لابد من تضافر جهود الدولة مع الأسرة، وينبغي حدوث تغيير حقيقي في سلوك المواطنين، وحتى لا نهدر المال العام وجهود الدولة يجب العمل على زيادة الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك وتخفيف الأحمال، لأن هذا يوفر عددا كبيرا من الكيلووات، مدركين أن الأزمة طارئة حدثت بسبب التطرف المفاجئ في ارتفاع الحرارة، وإذا كان هناك نوع من الارتباك الآن فسيتغير هذا مع الوقت ثم يحدث استقرار وتكيف مع الوضع.
وفاء عبدالفتاح: علينا مساندة الدولة في الأزمة
من جهتها قالت السيدة وفاء عبدالفتاح، ربة منزل: علينا أن نتفهم كيفية التعامل مع الأزمات الناتجة عن ظروف خارجية، والأهم أن نتنازل قليلا ونقف بجانب الدولة ونساندها في أي أزمة، خاصة وأن الوطن يهتم بالمواطنين وتبني مشروعات تحترم آدميتهم.
وتحدثت عبدالفتاح عن تجربتها مع صندوق شكاوى مجلس الوزراء الذي تلجأ إليه عند حدوث أي مشكلة، وتجد منهم اهتماما كبيرا رغم أنها مواطنة عادية، وعند بداية أزمة انقطاع الكهرباء اتصلت بهم وأخبرتهم أنهم كمواطنين لديهم استعداد لتحمل الأمر، لكن يجب إعداد جدول بمواعيد الانقطاع في كل منطقة لأن بعض الناس يعلقون في المصاعد، والبعض يكون مريضا وموصولا بأجهزة معينة، لكن المشكلة يمكن تحملها مع بعض التنظيم.
وأضافت عبدالفتاح أن هناك مواطنين دفعوا حياتهم من أجل هذا الوطن فهل نضن عليه بساعة واحدة لتخفيف الأحمال، مشيرة إلى أنها وجدت استجابة سريعة، وقامت بطباعة الجدول وتعليقه في العمارة وعلى باب المصعد، وبعد ذلك بدأت في ترتيب احتياجات البيت بشكل يجعلني لا أحتاج للكهرباء في هذه الساعة، وكذلك ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وإغلاق المكيفات في الأماكن التي لا يتواجد بها أحد، وكذا الأنوار خاصة وأن الإضاءة ترفع من درجة الحرارة، بالإضافة إلى استبدال اللمبات الموجودة فى المنزل بالموفرة للكهرباء.
د. شيماء إسماعيل: الترشيد قضية وطنية والأب والأم عليهما الدور الأكبر
دعت د. شيماء إسماعيل، خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات إلى توحيد الهود لاجتياز الأزمة بسلام، مشيرة إلى أنه إذا كان دور الدول في هذه الأزمة يمثل نسبة 40%، فإن دور الأسرة 60%، مشيرة إلى أن هناك زيادة كبيرة في الرفاهية التي لا تؤدي إلى مشكلات اقتصادية فحسب، وإنما لمشكلات صحية.
ولفتت إسماعيل إلى ضرورة اتباع بعض السلوكيات لترشيد الاستهلاك منها تخفيض سطوع شاشة التليفزيون حيث تستهلك الإضاءة المرتفعة نسبة كبيرة من الكهرباء، وعند شراء أي أجهزة جديدة للمنزل سواء كمبيوترات أو تليفزيونات وغيرها من الأجهزة الحديثة يجب اختيار الموفرة منها للطاقة والتي أصبحت متاحة في كل مكان، وإذا كان ثمنها أغلى فإنها ستوفر المال في فاتورة الكهرباء شهريا.
وأشارت خبيرة تطوير الذات إلى ضرورة الحد من استهلاك الموبايل طوال الوقت، لأن هذا يدفعنا لوضعه فترة أطول على الشاحن، وهناك بعض السلوكيات الأخرى التى تتسبب فى استهلاك طاقة زائدة مثل استخدام الماء الساخن لغسيل الأطباق ما يعني استخدام أكبر للسخان الكهربائي، لافتة إلى أن اتباع هذه السلوكيات يجب أن يبدأ من الأب والأم لأنهم قدوة للأبناء وعليهما دور كبير في توعية الجيل الأصغر بأن سلوكيات الترشيد بالإضافة للحفاظ على عمر أطول للأجهزة ستعود عليهم بالنفع، لأن التقليل من ميزانية الكهرباء يعني توفير هذا المال لبنود أخرى مثل النزهات والخروجات وغيرها من سبل الترفيه.
د. أماني فاخر: ترشيد الاستهلاك مسئولية مجتمعية
قالت د. أماني فاخر، الخبيرة الاقتصادية، والأستاذة بكلية التجارة جامعة حلوان: إن أزمة الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء قضية تشغل الرأي العام العالمي، وأنه بجانب دور الدولة في توفير الخدمات للمواطن، والتي تنفق من أجل ذلك المليارات لتطوير البنى التحتية اللازمة سواء للكهرباء وغيرها من المرافق، فهناك شق آخر يجب الانتباه إليه وهو دور المواطن في استهلاك هذه الخدمات والمحافظة عليها، وهذا من أساسيات العلاقة بين المواطن والدولة.
وتابعت فاخر: الترشيد مسئولية مجتمعية وليس فكرة مرتبطة بوجود مشكلة بل سلوك يجب أن يلازمنا في كل شيء، وعند نشأة علم الاقتصاد كان الهدف منه الوصول إلى المستهلك الرشيد، أي أن كل فرد عليه استهلاك الموارد الخاصة به في حدود دخله، وهذا في الظروف الطبيعية وليس في الأزمات فحسب، إذا الترشيد في استهلاك أي مورد هو سلوك لابد أن يتصف به كل إنسان.
ساحة النقاش