حوار: جلال الغندور
التحاق الطفل بمرحلة رياض الأطفال "كي جي" لأول مرة تجربة جديدة على كل أم وكذا الطفل نفسه، لأنه أول انفصال حقيقي بين الأم وابنها، انفصال يمتد لساعات طويلة، فكيف تستعد الأم لهذه التجربة؟ وكيف تعبرها بنجاح مع أبنائها؟ وما الطريقة التي تحافظ بها على نفسية سليمة للأطفال؟ هذه الأسئلة وأكثر طرحناها على د. حاتم صبري، أخصائي الطب النفسي فى هذا الحوار.
فى البداية هل الطفل في حاجة نفسية إلى التعليم ما قبل المدرسة أو "KG"؟
هناك عدد من الأسباب التي تجعل مرحلة رياض الأطفال أو الحضانة مرحلة مهمة، أولا بداية من سن الثلاث سنوات يبدأ الطفل الاحتياج للبعد عن مقدم الرعاية أو الأم، هذا البعد يحتاج لزيادة مهاراته، والحضانة لها دور مهم جدا في إكسابه تلك المهارات وزيادة اعتماديته على نفسه، وبالإضافة للمهارات الاجتماعية التي يكتسبها الطفل في رياض الأطفال من خلال تعامله مع آخرين وأشخاص كبار غير الأم يكتسب مهارات تعليمية كتعلم الحروف والأرقام، وهذا يساعده في تطوير لغته ومعلوماته التي ستشكل شخصيته طوال العمر، كما أن تعامل الطفل مع عدد كبير من الأطفال سيزيد أيضا من حصيلته اللغوية.
وما السن المثالي لإلحاق الطفل بمرحلة ""kg؟
هناك أطفال يكون لديهم استعداد للاستقلالية أكثر من ذويهم، لكن السن المناسب لأغلب الأطفال هو 3 أو 4 سنوات.
كيف تعد الأم طفلها نفسيا لهذه المرحلة خاصة أنه سيمر خلالها بتجربة انفصاله عنها لوقت طويل نسبيا؟
يجب أن يبدأ الاستعداد النفسي لهذه التجربة قبل أسابيع من بداية دخول الحضانة، فتبدأ مثلا في تركه مع الجد أو الجدة لساعة ثم ساعتين، بعد ذلك تبدأ أيضا أثناء الحضانة في قضاء يوم معه ثم تبدأ في الغياب عنه لفترات متدرجة، حتى يألف غيابها ويبدأ في التفاعل بشكل سليم مع بقية الأطفال، وهذه أيضا الطريقة المثلى التي ننصح بها لضمان عدم رفض الطفل انفصاله عن والدته.
إذا كان الطفل كثير البكاء خلال وجوده في الحضانة، فكيف يمكن علاج ذلك؟
كما وضحنا التدرج في الانفصال عن الأم له مفعول السحر، بالإضافة أيضا لدور الحضانة في توفير ألعاب شيقة للأطفال خلال الفترة الأولى، وضمان التفاعل الجديد والسليم بين الأطفال، وتوفير مربيات حنونة ومتفهمة، كل ذلك كافي لتحبيب الطفل وضمان تقبله للتجربة بشكل أسرع.
كيف أعود طفلي طلب احتياجاته كالذهاب للحمام او تناول الطعام أو المحافظة على متعلقاته الشخصية؟
عادة يبدأ الطفل في طلب الطعام بداية من السنة الثانية، ويبدأ في التعبير عن رغبته في الذهاب للحمام بداية من السنة الثالثة، وذلك من خلال تقديم أنفسنا كنموذج للطفل فيبدأ في تقليدنا، أما الجزء الخاص بالمتعلقات الشخصية، ففي العمر المبكر يعتقد الطفل أن كل العالم ملكه ومن الطبيعي أن يحافظ على متعلقاته، لكن مع زيادة العمر يجب على الأم أن تبدأ في المتابعة لضمان محافظته على متعلقاته، وأفضل طريقة لذلك هى المحاولة والخطأ، بمعنى أنه إذا فقد جزءا من متعلقاته أبدأ في لفت نظره بهدوء، وعادة ما يتعلم الطفل تلك المهارة بسهولة إلا إذا كان يعاني بعض الاضطرابات النفسية.
وكيف نحمي أطفالنا من التنمر أو الاعتداء عليهم أثناء تواجدهم بالحضانة؟
من الصعب جدا أن يحدث في هذا السن أي تنمر، لأن الأطفال في هذا العمر لا يدركون الفروق الفردية بينهم بشكل يجعلهم يتنمرون على بعضهم البعض، لكن إذا حدث ذلك يجب أن أعزز في طفلي ثقته بنفسه من خلال التركيز على مميزاته، وكذلك لفت نظره أن من قام بهذا التصرف شخص خاطئ، أما بخصوص الاعتداء فيجب أن أقدم لطفلي تربية جنسية سليمة، بالإضافة للمتابعة بشكل مستمر والتحدث معه في تفاصيل كل ما حدث خلال غيابه عني.
كيف أتعامل مع تعلم طفلي سلوك خاطئ ممن حوله من الأطفال؟
من الوارد جدا حدوث ذلك خاصة مع اختلاف البيئة والتربية من طفل لآخر، لذلك يجب التعامل مع هذا الأمر بهدوء واتباع أسلوب الثواب والعقاب مع الطفل بعد لفت نظره للسلوك الخاطئ الذي ارتكبه، مع ملاحظة ألا يتضمن العقاب أي أذى جسدي.
وما المهارات التي من المفترض أن يتعلمها الطفل في هذه المرحلة؟
في هذا العمر عادة ما تكون للمهارات التى يتعلمها الطفل علاقة بالألعاب كتركيب المكعبات بشكل سليم ومبتكر، وتنمية مهاراته في الألعاب التخيلية أو تكوين الأشياء، أما باقي المهارات فتكون إعداد أولي لمهارات التعلم مثل الحروف والأرقام وتكوينها
ساحة النقاش