أماني ربيع
يعتقد البعض أن كثرة الإنجاب أمرا إيجابيا فالطفل يأتي معه رزقه، كما يؤمن الكثير من المصريين، لكن بالإضافة إلى تأثير كثرة الإنجاب على الزيادة السكانية وضغطه على موارد البلاد، فهناك جانبا سلبيا آخر يتعلق بصحة المرأة التي مع تكرار مرات الحمل والولادة لا تجد وقتا كافيا للتعافي جسديا أو نفسيا.
"حواء" تستعرض مع الخبراء والأطباء في عدة تخصصات أضرار كثرة الإنجاب على الأم جسديا ونفسيا.
فى البداية يقول د. أحمد خالد استشاري النساء والولادة: الحمل والإنجاب المتكرر يستنزف صحة المرأة، وكذلك الرضاعة الطبيعية التي تؤثر على العناصر المغذية في جسد الأم وهو ما يعرضها أحيانا للإصابة بالأنيميا والولادة المبكرة وزيادة فرص التعرض للإجهاض وسكري الحمل وتسممه، كما أن كثرة الإنجاب لا تؤثر سلبا على صحة المرأة فحسب، بل لها أيضا تأثير سلبي على صحة الطفل فقد يحدث انخفاض لوزن الأطفال عند الولادة، كما تزيد فرص الإصابة بالعيوب الخلقية، وهذا ما تناولته بعض الدراسات التى تحدثت عن ارتفاع احتمالات الإصابة بالتوحد لدى الطفل الثاني خاصة إذا كانت الفترة بين الحملين أقل من سنة.
ولفت د. خالد إلى أن الصحة النفسية للأم أيضا معرضة للخطر مع كثرة الإنجاب، لأن جسدها منهك ومسئوليتها تزيد ولا تجد وقتا للراحة، مما يؤدي للإصابة باكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة، ولفت أيضا إلى أن هناك بعض النساء يكن عرضة لالتهاب الجهاز التناسلي خلال فترة الحمل، ومع كثرة الإنجاب لا يشفين تماما من هذا الالتهاب مما يعرض صحتهن للخطر.
خطر على صحة القلب
يقول د. هشام عيسوي، استشاري الباطنة والقلب: يبذل القلب والأوعية الدموية جهدا أكبر خلال فترة الحمل التي يصاحبها تغير كبير في جسد المرأة، وتزداد نسبة ضخ الدم من أجل تغذية الجنين خلال المراحل المختلفة لنموه، وتزداد أيضا سرعة نبض القلب، وخلال مرحلة الولادة أيضا يتعرض القلب لإجهاد شديد بسبب تغيرات ضغط الدم خلال المخاض وهو أمر طبيعي يزول أثره بعد أسابيع من الولادة.
لكن وبحسب استشاري الباطنة والقلب قد يؤدي الإنجاب المتكرر، وما يرتبط به من متاعب صحية إلى إجهاد أكبر لعضلة القلب ويصبح النبض غير طبيعي سواء أسرع أو أبطأ، وهي مشكلة قد تؤدي إلى تكوين جلطات دموية تزيد خطر الإصابة بمشكلات أكبر في القلب أو الإصابة بالسكتة الدماغية.
الاكتئاب
توضح د. أمنية عزمي، استشارية الصحة النفسية والجسدية أن الكثير من الناس يهملون التأثير النفسي السلبي لكثرة الحمل والإنجاب على المرأة، ويتهمون محاولاتها للشكوى بـ "الدلع"، وبالتالي تضطر الكثير من النساء للصمت ولا يطلبن مساعدة هن في أمس الحاجة إليها، ويقعن فريسة للاكتئاب نتيجة للإرهاق الجسدي ورعاية أطفال في مراحل سنية مختلفة لهم احتياجاتهم المختلفة، ولا تحصل على النوم الكافي، بينما تستهلك الرضاعة الفيتامينات والمعادن الأساسية في جسدها، ما يشعرها بالعصبية طوال الوقت، يصحب ذلك أيضا شعورا بالذنب والتقصير.
وتلفت عزمي إلى تبعات تغير مظهر المرأة نتيجة كثرة الإنجاب على صحتها النفسية، فهي تنسى الاعتناء بنفسها وبمظهرها وبشرتها نتيجة لانشغالها برعاية الأطفال، ومن ثم تشعر بأنها أصبحت كبيرة في السن، وتبدأ دون أن تدري في إهمال الزوج والمنزل، وهذا الشعور المستمر بالفوضى يجعلها عرضة أكثر للحزن والاكتئاب.
أمراض اللثة والأسنان
تقول د. إسراء الخراشي، استشارية طب الأسنان: آلام الأسنان لا تعد مرضا يحدث نتيجة للحمل المتكرر، لكن ما يحدث هو تغير العادات الصحية للمرأة بالإضافة إلى حدوث تغيرات في الجسم خلال الحمل، وهو ما ينتج عنه التهاب اللثة وتسوس الأسنان، فالكثير من النساء يهملن صحة الفم خلال فترة الحمل، ومع تكرار الولادة تتراكم طبقات البلاك على الأسنان وتزيد البكتيريا التي تعد المسبب الأول للتسوس والتهابات اللثة، لأنها تفرز أحماض تعمل على تآكل مينا الأسنان.
وبحسب استشارية الأسنان، تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة تعرض اللثة للبكتيريا، كما أن تسوس الأسنان خلال فترة الحمل غير مرتبط بالحمل، وإنما مرتبط بالعادات الغذائية الخاطئة وتناول الأطعمة الغير صحية، أما تآكل الأسنان فيحدث بسبب جفاف الفم وكثرة القيء والارتجاع الذي يؤدي تعرض الأسنان بشكل مستمر لأحماض المعدة وهو ما يؤدي إلى تآكلها.
خلل الجهاز التناسلي
د. محمد لطفي، استشاري الأمراض التناسلية والعقم يشير إلى الأثر السلبي لكثرة الحمل والإنجاب على صحة الجهاز التناسلي للمرأة، قائلا: ينتج عن الولادة المتكررة اتساع المهبل خاصة إذا كانت المرأة صغيرة السن وتلد ولادة طبيعية، حيث يتمدد المهبل بشكل كبير خلال الولادة ويحدث له تمزقات لكن بسبب مرونة الأنسجة عادة ما تلتئم الجروح الصغيرة في خلال شهر ونصف أو أقل، ومع تكرار الإنجاب تضعف أنسجة المهبل وتصبح أقل مرونة ما يؤدي إلى اتساع المهبل بعد الولادة وقد يحدث تلف في عضلاته ما يسبب في تأثير سلبي على نفسية المرأة.
ساحة النقاش