بقلم: سمر الدسوقي 

 

ما زال بعضنا يتعامل مع شراء السلع الغذائية والمستلزمات العديدة خلال شهر رمضان كأزمة ومشكلة رغم أننا لا نعاني من أي أزمة في هذا الإطار، ومع هذا مازلنا نتكالب على الشراء والتخزين بما يدفع بعض التجار من ضعاف النفوس للتلاعب في الأسعار بل وإخفاء بعض السلع، وهو ما يجعلنا جميعا أمام أزمة حقيقية نختلقها بأنفسنا

لذا دعونا نعود بآلة الزمن للوراء قليل بل ونعود لقراءة التاريخ لعلنا نستفيد رغم أن وضعنا الحالي أمنيا واقتصاديا أفضل بمراحل عدة ففى أعقاب حرب 1967 واجهت مصر ظروفا اقتصادية بالغة التعقيد والخطورة، حيث انخفض معدل النمو خلال فترة الحرب إلى 3% . وأغلقت قناة السويس، وبالتالي فقدت إيراداتها. كما حدث انخفاض في إيرادات قطاع السياحة وبالتالى تراجع مستوى العيشة وانخفضت الأجور، واستمرت هذه الظروف الصعبة حتى قيام حرب أكتوبر 1973، أي لمدة ست سنوات ارتفع خلالها الدين الخارجي لمصر ليتجاوز 5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الأولى من حقبة السبعينيات، وتراجعت الصادرات، وكان الحل الوحيد للاستمرار هو تكاتف المصريين ومشاركتهم فى التحدى حق يمكن الوصول الصناعة ملحمة النصر فيما بعد، من خلال حشد كل الإمكانيات المتاحة لصالح خوض المعركة أولاً. وبالتالي كان على الشعب أن يواجه ارتفاع أسعار بعض السلع كاللحوم والخضراوات، ونقص بعض السلع الغذائية الأخرى مع انخفاض الأجور ومع هذا صبر وأكمل الطريق وتحمل المسئولية. حتى كان نصر أكتوبر 1973، البعض سيقرأ هذا التاريخ بمنطق أننا نعيش ظروفا مغايرة وهذا بالفعل صحيح فنحن نقف على أرض صلبة ولا نواجه أي أزمة في تواجد كافة السلع وغيرها من سبل الحياة العديدة، ولكننا نحتاج إلى دعم جهود

الدولة في هذا الإطار من خلال القيام بدورنا نحتاج إلى البعد عن النظر إلى أي من مناسباتنا الدينية أو الاجتماعية كالاحتفال بشهر رمضان أو الأعياد المختلفة على أنها مناسبات للتكالب على الطعام والإسراف في الاستهلاك، وكامرأة مصرية أدعو كل النساء إلى أن يثبتن أنهن بالفعل أنهن عظیمات مصر كما يصفهن سيادة الرئيس دائما، ويكملن المسيرة بوضع خطة اقتصادية محكمة للتعامل مع هذا الواقع حتى نعير ببلدنا إلى بر الأمان، فالاحتفال بشهر رمضان وغيره من المناسبات ليس من خلال شراء الطعام بكميات مبالغ فيها، أو التباهي بشراء ياميش رمضان بقدر ما هو احتفال ديني وروحاني، إذا أضفنا لهذا أننا نحتاج إلى التعامل مع المرحلة الراهنة بمنطق الاستغناء عن كل الكماليات وتخفيض النفقات ومقاطعة السلع التي ترتفع أسعارها دون مبرر واضح حتى وإن كانت أساسية، بل حشد الطاقة للبناء والتنمية، سنجد أنفسنا بدلاً من أن نهتم بشراء مستلزمات رمضان سنتجه لشراء مشروباتنا المصرية المميزة كالكركديه والعرقسوس والحروب والفول السوداني والأطعمة المصرية الأصيلة.

نصائح لا أقدمها من برج عاجي ولكن أقدمها كامرأة عادية تنتمى للطبقة الوسطى وتنفذ هذا على أرض الواقع، لأن بلدي أهم وأغلى عندي أن نساء بلدي . من أقل وطنية مني، ی بل أكثر قدرة على تحقيق هذا، حماية لهذا الوطن وإكمال الدورهن نحوه.

المصدر: بقلم: سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 538 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,808,360

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز