تحقيق: سمر عيد
تحرص الأمهات خلال فترة الامتحانات على مذاكرة الأبناء لساعات طويلة فهل كل ما تفعله الأمهات في تحقيق هذا الهدف ومن ورائه النجاح صائب؟ وهل المشاجرات المستمرة مع أطفالنا من أجل كثرة ساعات المذاكرة تفيدهم أم تضرهم؟ وكيف يستطيع الطالب الاستذكار والمراجعة بتركيز؟ وما أفضل الطرق للاستيعاب وتحقيق أعلى الدرجات في الامتحانات؟
أسئلة كثيرة تدور بأذهاننا قبيل الامتحانات "حواء" تجيبك عنها خلال هذا التحقيق، وتقدم لك نصائح المختصين كي يحقق ابنك النجاح والتفوق.
البداية مع سوسن جمال، مترجمة لغة ألمانية وتقول: أحد أبنائي يحب العلوم والرياضيات والآخر يتقن اللغات على الرغم من أنهما توأم، أحدهما يفهم بسرعة كبيرة بينما يحتاج وقتا للحفظ، والآخر يحفظ بسرعة كبيرة ويحتاج وقتا أطول للفهم، لذا فصلتهما عن بعضهما حتى لايتأثر كل منهما بالآخر، ووضعت جدولا لكل منهما للاستذكار والمراجعة، وخصصت وقتا أطول لنفس المادة مع أحدهما بينما خصصت وقتا أقصر مع الآخر وفقا لقدراتهما المختلفة، وهنا يكمن ذكاء الأم، فمن خلال مراقبتها لطريقة استذكار أبنائها تدرك ميول كل طفل وقدراته وتتعامل معه على أساسها.
أما نجيب أمجد، معلم رياضيات بإحدى المدارس الخاصة فيرى أن إجبار الطفل على المكوث لساعات طويلة للاستذكار لا يساعده على الحفظ والاستيعاب بل على العكس يشتته أكثر، وينصح بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، ويحذر من اتباع طرق التلقين والتهديد وحرمان الطفل من هواياته أو ألعابه لإجباره على المذاكرة مؤكدا أنها تأتى بنتائج عكسية.
وتقول نيفين سالم، مشرفة اجتماعية بإحدى المدارس: أضع جدولا يوميا لأبنائي يتضمن 3 ساعات للمذاكرة، وساعة للعب الكرة والتحدث مع أصدقائهم، وأخرى لزيارة أبناء عمهم حيث يقطنون بالطابق الأعلى بنفس العمارة، باقى اليوم مابين مشاهدة برامج الأطفال وتناول الطعام والتحدث معهم قليلا، بالإضافة إلى الاستعانة بالمنصات التعليمية لفهم كل المواد ومراجعتها، كما يمكننا سؤال أي معلم مباشرة عن أية معلومة وقتما نريد، وحل جميع الامتحانات على المواقع التعليمية المختلفة .
مهارات التنظيم الذاتي للتعلم
يرى د. السيد أحمد صقر، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة كفر الشيخ ضرورة جلوس الأم مع الطفل ومعرفة المواد التي ينجزها ويستوعبها بسهولة، وما يجد صعوبة في تحصيلها، ويقول: يجب مراعاة تنمية مهارات التنظيم الذاتي للتعلم؛ بمعنى إعطاء الطفل الحرية في تنظيم وقته، بجانب توفير بيئة نفسية صحية وغذاء مناسب للطفل يجعله أكثر استيعابا وتركيزا، مع ضرورة الابتعاد عن الصراخ المستمر والمشاحنات الزوجية والتى من شأنها تشتيت انتباه الأبناء، وعدم مقارنتهم بالإخوة أو الأقارب لأن من شأن ذلك أن يصيبهم بالاكتئاب فيشعرون بالفشل.
طرق متعددة للاستيعاب
يرى د. حسن شحاتة، أستاذ تطوير المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ومؤلف الكتب المدرسية أن تعدد طرق المذاكرة تجعل الطالب يستوعب أكثر، ويقول: هناك طالب يستوعب صوتيا، بينما يستوعب آخر بالكتابة والتلخيص، وثالث بتكرار الشرح، وآخر يستعين بالرسم والنماذج التوضيحية، ومن المهم أن تساعد الأم ابنها على تنظيم وقته، وتجعله يحاول أن يستوعب بأكثر من طريقة، ويفضل تعويد الطفل على المذاكرة لنفسه وتحمل مسئولية تنظيم وقته حتى لا يصبح شخصا اعتماديا ينتظر أن ينجز له أهله كل ما يحتاجه، فتربية الطفل على تنظيم الوقت والدمج بين المواد الصعبة والسهلة خلال ساعات المذاكرة يخلق فيه حب التنظيم والترتيب، وينمي لديه القدرة على البدء بالأولويات، ويجعله يقيس جيدا مدى قدرته على استيعاب كل مادة، ويكتشف ميوله سواء كانت علمية أم أدبية أم فنية، وهذا من شأنه أن يساعده على اختيار الكلية المناسبة له دون تردد.
ضعي طفلك بأجواء الامتحان
من الحيل الذكية التي ركز عليها د. محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم والإحصاء النفسي والتربوي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي وضع الطفل في بيئة الامتحان، ويقول: يظل الطالب يقرأ ويراجع حتى يستهلك كل طاقته الاستيعابية، لذا يفضل جعل الطالب يتدرب على حل الامتحانات بالمنزل وتهيئة الجو له بما يشعره أنه داخل لجنة امتحان، فهذا من شأنه أن يدرب الطالب على الإجابة في وقت محدد؛ حيث يضيع بعض الطلاب وقت الامتحان في التفكير بسؤال أو سؤالين ولا يستطيعون إتمام الامتحان فينفذ الوقت قبل الإجابة على أسئلة يعرفون إجابتها، وأخيرا أنصح الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية بالتدريب من خلال الامتحانات وبنوك الأسئلة على المواد جميعها قبل الامتحانات حتى لا يحفظ الطالب دون فهم وينسى ما حفظه، ولا يستطيع تقييم أدائه قبل الدخول إلى لجنة الامتحان.
ساحة النقاش