كتبت: أسماء صقر
يقضي معظم الأبناء يومهم أثناء أشهر الإجازة في مشاهدة الهاتف أو التليفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو ما يؤثر ذلك على بناء شخصيتهم وحالتهم النفسية، حيث الشعور بالعزلة والاكتئاب والقلق والاضطراب النفسي، رغم أن الإجازة فرصة رائعة للتخلص من الضغوط النفسية واستعادة تجمع الأسرة وممارسة الألعاب الجماعية والهوايات المفضلة التي تعبر عن شخصيتهم وتعزز الثقة بداخلهم.
"حواء" سألت الخبراء عن الطرق التي من خلالها نعيد لمة الأسرة في الإجازة..
فى البداية تقول مروة توفيق، طالبة: مع بداية الإجازة أخرج مع إخوتي وأبناء خالتي التي تسكن معنا في عمارة واحدة، حيث نذهب للنادي ونلعب البولينج معا ونقضي معا أوقاتا ممتعة وذكريات لا تنسى.
أما هبه محمد نصر، ربة منزل فتقول: أجتمع مع أبنائي في نهاية الأسبوع ونشاهد التليفزيون ونتحدث معا ما يشعرنى وأبنائي بالسعادة، فضلا عن تعرفى على ما يشغلهم ومساعدتهم على تجاوز ما يواجهونه من مشكلات.
ويقول هاني عبد الرحيم، موظف: أحب التجمع مع ابني وزوجتي فى الإجازة ونخرج معا للتنزه وأقوم بتشجيع ابني على ممارسة الهواية المفضلة لديه وهي الرسم كي يقضي وقت فراغه بعيدا عن مشاهدة الهاتف والتوحد معه.
تحديد الهوايات المفضلة للأبناء
يعلق د. محمود فوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس على أهمية تجمع الأسرة فى تكوين شخصية الأبناء قائلا: يساعد التجمع الأسري والحوار مع الأبناء في الإجازة على تحديد الهوايات التي يحبها الأبناء، فهناك من يحبون القراءة وسرد القصص وحضور الندوات والمناقشات الأدبية وزيارة المكتبات، وهناك أبناء يحبون ممارسة الأنشطة الرياضية ككرة القدم والسباحة ولعب رياضات معينة داخل الجيم الرياضي منها كمال الأجسام، كما أن هناك أبناء يحبون لعب البلياردو والتنس مع الأصدقاء في النادي، وبالنسبة للأبناء الذين يحبون هواية الرسم والموسيقى يمكن تنظيم ورش عمل للرسم الجماعي مع الأصدقاء والاشتراك في كورال الموسيقى في النوادي أو مراكز الشباب، لذا فإن تجمع العائلة ضرورة من وقت لآخر أنه يساعد على معرفة اهتمامات الابناء والمشكلات التي تواجههم والعمل علي حلها، بجانب التنزه الذى يحسن حالتهم النفسية ويعطيهم الأمان العاطفي والثقة بالنفس ويقلل التوتر النفسي بداخلهم.
وتقول د. عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: لمة الأسرة في الإجازة قد تكون فرصة جيدة لممارسة عادات صحية مثل ممارسة الرياضة سواء الفردية أو الجماعية باعتبارها أحد أفضل الطرق للتمتع بصحة جيدة ونفسية متزنة، كما أن الإجازة فرصة ذهبية للتواصل مع الأقارب وصلة الرحم وتكوين شخصية الأبناء من خلال التعامل واللعب مع أبناء الأقارب واكتشاف هوايتهم واكتساب روح العمل الجماعي والسعي للقيام بعمل شيء مميز، وفى الإجازة يمكن أن تنظم الأسرة رحلات يتعرف الأبناء من خلالها على تاريخ بلدهم وكنوزها الأثرية والحضارية، كما أن التجمع يخلق لغة حوار جيدة بين أفراد الأسرة، ويعد عامل رئيسي في تربية الأبناء بطريقة ايجابية ويمنحهم القدرة علي التفاعل مع الآخرين.
حماية من العزلة
تقول د. هاجر مرعي، خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية: لاشك أن إيقاع الزمن الحالي الذي تعيش فيه الأسرة في ظل التقدم والحداثة والثورة الإليكترونية جعل من أفراد الأسرة الواحدة أشخاص تعيش في منزل واحد لكن في جزر منعزلة، فظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جعل لكل منا حياته الخاصة وعالمه المتفرد، وكان لذلك رد فعل مباشر وعرض جانبي واضح على حال الأسرة مقارنة بالزمن الماضي، وبحلول الإجازة وفصل الصيف أتت الفرصة لمحاولة استعادة تجمع الأسرة بالطريقة الكلاسيكية المعتادة كما كانت في السابق على الشواطئ وفي المنازل أو حتى في الحدائق العامة.
وتنصح د. هاجر بضرورة ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وترويض فكرة أن العالم على شبكة الانترنت آمن، وعلى الأقل لابد أن تجتمع الأسرة في عطلة نهاية الأسبوع كما كانت تجتمع في السابق وتستمتع بالحوار معا وزيارة الأهل والأقارب، كما يجب على الوالدين توجيه الأبناء بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف طول اليوم بشكل مبالغ فيه، ولابد أن يتسم الحوار بين الأبناء والوالدين بالود وسعة الصدر وتقبل التقلبات المزاجية ومحاولة فهم أفكار الجيل الحالي من الأطفال والشباب واستغلال طاقتهم وتوجيهها.
السعادة والراحة النفسية
تؤكد د. منار عبدالفتاح، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية والإرشاد الأسري أن لمة العائلة تحقق السعادة وتبعث على الشعور بالراحة النفسية والتخلص من الضغوط، وتنصح بتجمع الآباء مع أبنائهم لأن من شأنه تعويدهم تحمل المسئولية من خلال التعاون والمشاركة في الرأي أو الأعمال المنزلية واكتساب مهارة التفكير الإيجابي.
وتقول: على الوالدين غرس القيم المجتمعية منذ الصغر داخل الأبناء وتعريفهم بالحقوق والواجبات، وتنشئتهم على البر والإحسان وصلة أرحامهم والتي لها أثر نفسي كبير على الأبناء، فالشعور بالاهتمام والحب من جانبهم يمنحهم طاقة إيجابية بجانب بناء شخصية اجتماعية وقوية، كما أن تجمع الأسرة في الإجازات وتبادل الحديث بينهم من نتاج القيم المصرية الأصيلة والتي تؤدي للتماسك والترابط بين الأسر وخلق روح الانتماء للعائلة فالحياة المصرية قائمة على التعاون والتراحم.
ساحة النقاش