نجلاء ابو زيد
فرح ابنتي
انفصلت عن زوجى وتوليت مسئولية تربية أولادى الثلاثة ولم أمنعهم يوما عن والدهم حتى عندما تزوج سمحت لهم بالذهاب والتعرف على زوجته لكنهم لم يحبوها وتدريجيا قلت علاقتهم بوالدهم حتى فوجئت بطليقى يخبرنى أن ابن شقيقة زوجته يريد الزواج من ابنتى، ورفضت بشدة لأنى لا أعرفهم ولأن ابنتى نفسها لا تعرف الشاب، وفى البداية أخبرته أنها لا تريد الزواج وتريد استكمال دراستها الجامعية، لكنه أغراها بكونه يعمل فى إحدى دول الخليج وسيأخذها معه، انقلبت حياتنا رأسا على عقب ابنتى التى كنت أعرف عنها كل شيء اعتبرتنى عدوة لها وأريد الانتقام من والدها بإضاعة فرصة زواج جيدة، وتطورت المشاكل لاتهامات متبادلة بينى وبين والدها، وذهبت للإقامة عنده، وحاولت التواصل معها لأقنعها أننى أريد أن تستكمل دراستها ثم ترتبط بمن تريد لكن للأسف تم تحديد موعد للزواج لأنه يريد أخذها معه للدولة التى يعمل بها وشاركتها زوجة ابيها فى إتمام كل التفاصيل التى تخصها، وتم تحديد موعد للزفاف وإبلاغى به، أشعر أننى أعيش كابوسا، أشقاؤها الأصغر يلحون على الذهاب للفرح وأن أتعامل مع الواقع حتى لا أخسرها نهائيا وأنا أشعر أنها ستعانى بشدة وأن مستقبلها ضاع وأن هذه الزيجة المتسرعة ستنتهى بالفشل ولا أعرف هل أذهب كضيفة أم أتمسك بموقفى ولا أشارك فى هذا الأمر مع العلم أنها جاءت لى تبكى لأحضر الفرح حتى لا تشعر أنها يتيمة؟
ابتسام
أقدر ما تشعرين به من إحباط وأسى وأسف على عدم سماع ابنتك لنصيحتك باستكمال دراستها وشعورك أن طليقك لم يفكر سوى فيما يمتلكه هذا الشاب من مال لأنه لم يتعب ويربى، وبالتأكيد لن تكلفه الزيجة أى أعباء، ولكن بعيدا عن كل هذه الحقائق عليك تخفيف الأمر على نفسك فقد بذلت كل المحاولات لمنع هذا الأمر وفشلت بل حرمت من مشاركة ابنتك أسعد أيام حياتها من وجهة نظرها وعليك الآن ترك الأمور للزمن لأن حضورك أو عدم حضورك لن يغير الواقع، لكن حضورك سيعيد جزءا من علاقتك بابنتك التى ربما تحتاجك فى المستقبل وعليك ألا تحملى نفسك فوق طاقتها فقد بذلت ما فى وسعك ووالدها هو ولى أمرها، لذا عليك حضور الفرح وفتح صفحة جديدة مع ابنتك وزوجها ربما يكون مستقبلها أفضل مما تتوقعين،شاركيها فرحتها حتى وأنت حزينة لأنك فى كل الأحوال أمها وإن تعثرت فى حياتها ستعود إليك سواء ذهبت للفرح أم لا فاستمعى لرأى أبنائك وحاولى التأقلم مع واقع فرض عليك.
شقة حماتي
تزوجت بعد قصة حب من ابن الجيران ووافقت منذ البداية على الإقامة مع والدته لأنه ابنها الوحيد وشقيقاته متزوجات وظروفه لن تسمح بشراء شقة، لا أنكر أن أهلى اعترضوا وحذرونى ولكن حبى له منذ طفولتنا جعلنى مصرة، وفعلا تزوجنا وكانت علاقتى بحماتى معقولة حتى خلافاتنا معقولة وأنجبت ابنى الأول والثانى وكانت كل فترة تفتعل مشكلة وتترك البيت وتجلس عند إحدى ابنتيها لفترة ثم أذهب مع زوجى ونحضرها، وكنت أتحملها لأنه زوج طيب ودائما يخبرنى أنه ابنها الوحيد ولا يستطيع التخلى عنها، وكنت أقدر موقفه وأتمنى أن يكون ابنى مثله، وظل الحال معقولا حتى غضبت ابنتها الصغرى وجاءت بأولادها لتعيش معنا فى بيت والدها، كما تحب أن تردد أمامى فى كل لحظة وتحولت علاقتى بحماتى إلى أسوأ علاقة على الأرض تقف مع ابنتها فى كل شيء وإن أخطأت ابنتها فى أو زوجى تقول لنا بيت أبوها اللى مش عاجبه يمشى، وزادت المصاريف على زوجى، وحاليا تشجعها على الطلاق، وزوجى يحاول إصلاح الأمور مع زوجها لتعود لبيتها ولكن الأمور تزداد تعقيدا وتعبت من خدمة الجميع وذهبت لأمى ولا أريد العودة لبيتى، وزوجى يطالبنى بالصبر فماذا أفعل؟
سارة
للأسف تتكرر مشكلتك كثيرا عندما ترفض أى فتاة سماع نصيحة أهلها بضرورة أن يكون لها بيت خاص وتحت شعار الحب تضع أول مسمار فى انهيار حياتها الزوجيه بعد أن تكون أنجبت، لذا عليك أن تتحلى بالصبر كما نصحك زوجك فى الوضع الحالى ليس أمامك حلول كثيرة ويجب أن تكونى واقعية وإن طلقت شقيقة زوجك فستعيش فى بيت والدها فعلا، لذا اجلسى مع زوجك وضعى نظاما لحياتك مع أسرته فى نفس الشقة وإن كان فى مقدوره أخذ شقة إيجار جديد سيكون هذا مناسبا وإن لم يكن اجعلى لنفسك نظاما يجعلك بعيدة عن المشاكل معهم ولا تفكرى للحظة فى الانفصال لأن هذا سيزيد الأمر تعقيدا وبدلا من أن تعيشى مع زوجك ببيت والده ستنتقلين بأولادك لبيت أهلك وستجدين من لا يرحب بوجودك مع أولادك ،وطالما هو محترم معك فتحملى ظروفه التى قبلتيها ضمنيا يوم وافقت على الزواج فى شقة حماتك، خذى وقتك واهدئى ثم عودى لبيت زوجك وتعايشى بالشكل الذى تتحمله أعصابك ولا تسمحى لأحد بأن يفتعل معك المشاكل.
النصيحة
أتعجب كثيرا من الجيل الجديد الذى يرفض الاستماع أساسا للنصيحة، فقد جرى العرف أن يسمع كل جيل لنصائح الجيل الذى يسبقه ولو من باب الاحترام ثم يأخذ منها ما يريد أو لا يأخذ منها شيئا، لكن حاليا زاد الأمر سوءا فالشباب يرفضون الاستماع أصلا تحت شعار "إحنا جيل مختلف والظروف اختلفت" غير مدركين أنه وإن اختلفت الظروف فإن المبادئ لا تختلف وأن نصائح الأهل ما هى إلا خلاصة تجارب سنوات العمر، وعندما يقدمون النصيحة يحاولون حمايتهم من فشل قد يحدث بسبب عدم الاستماع لنصائح الكبار، والزواج من أهم الموضوعات التى يجب فيها الأخذ بالنصيحة لأن بناء البيت لا يكون بالحب فقط لكن هناك أشياء كثيرة قد تسبق الحب فى الأهمية لبناء أسرة سعيدة مستقرة.
ساحة النقاش