حوار: شيماء أبو النصر

يمثل العام الجامعى الأول بداية مرحلة فارقة فى حياة الطلاب والتى غالبا ما تصاحبها مشاعر مختلطة بين القلق والترقب والفرحة، لذا ينبغى على الطالب أن يستعد لتلك المرحلة جيدا بالتعرف على نظام الدراسة بالكلية التى التحق بها، د. تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس يقدم فى حواره مع "حواء" نصائح تساعد الطلاب على الاستعداد للالتحاق بالجامعة، وعوامل بناء شخصية الطالب الجامعى، وطرق التقييم الجديدة، وروشتة لتحقيق النجاح والتفوق فى الحياة الجامعية.  

 

فى البداية.. كيف يستقبل طلاب سنة أولى جامعة العام الدراسى الجديد؟

غالبا ما تبدأ الدراسة للطلاب الجدد بالجامعات تصاحبها مشاعر مختلطة ما بين القلق والتوتر والترقب لبدء مرحلة جديدة، وما بين مشاعر الفرحة والسعادة للتخلص من قيود المدرسة، وفي كل الأحوال يجب أن يضع الطالب المستجد في اعتباره بعض الأمور للاستعداد للعام الجامعي الجديد منها؛ أن يكون متفائلا بهذه المرحلة الجديدة التى تمثل أفضل مراحل العمر، وأن يعمل على تكوين علاقات جيدة مع زملائه الجدد، وأن يتحلى بالخلق الحسن، وعليه زيارة كليته عدة مرات قبل بدء الدراسة للتعرف عليها والألفة بها، وإيجاد وسيلة تواصل إلكترونية بالكلية، وغالبا ما تكون صفحة الكلية الرسمية على الفيسبوك، والتواصل مع بعض الطلاب من الفرق الأعلى بالكلية للتعرف على متطلبات الكلية المختلفة، وفي ضوء أن الكثير من الكليات تتبع نظام التعليم الهجين "أى الحضور إلى المحاضرات في الجامعة بشكل مباشر لمدة أسبوع، ثم تكون المحاضرات أونلاين في الأسبوع التالى" فلابد أن  يتوافر لدى الطالب جهاز رقمي (سواء موبايل أو تاب أو جهاز كمبيوتر)، وأن يحمل عليه البرنامج المناسب للمحاضرات (سواء الميكروسوفوتيمز أو الزوم أو غيرهما) حتى يستطيع متابعة المحاضرات الأونلاين، وكذلك يجب على الطالب توفير ما قد يحتاج إليه من ملابس في الجامعة، ولا يشترط أن تكون غالية أو جديدة بل يكفي أن تكون نظيفة وأنيقة ولو كان في كلية عملية عليه تحضير بعض متطلباتها الخاصة سواء بلاطى أو مساطر أو أدوات هندسية. 

 

وما الفرق بين المذاكرة للمرحلة الثانوية والجامعية؟

غالبا ما تعتمد المذاكرة في المرحلة الجامعية على ما يمتلكه الطالب من معارف ومعلومات دراسية في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن الجامعة لا تحتاج مذاكرة مثل المرحلة الثانوية إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ بل قد تحتاج بعض الكليات مذاكرة أكبر من المرحلة الثانوية، لكن الفرق بين المرحلتين في المذاكرة خلو الجامعية من الضغوط والخوف والقلق الذي كان سائدا في الثانوية، وخاصة مع دخول الطالب كلية غالبا ما يميل إليها، ومع وجود وقت أكبر للطالب للتركيز والمذاكرة في ضوء عدم تضييع وقته في ضوء التنقل بين مراكز الدروس الخصوصية، كما أن الطالب في المرحلة الجامعية غالبا ما لا يشغله الحصول على أكبر مجموع ممكن مثل المرحلة الثانوية ما يخفف العبء النفسي الواقع عليه. 

 

وما أهمية حضور المحاضرات وقاعات التدريب فى الجامعة خاصة بعد المرحلة الثانوية التى يغيب الطلاب عن حضور حصص المدرسة؟

تختلف الجامعات عن المدارس في ضرورة حضور الطالب للمحاضرات والمعامل وقاعات التدريب، حيث توجد قوانين صريحة في الجامعة تقضي بضرورة حضور الطالب وإلا يتم حرمانه من دخول امتحانات آخر العام، بل وحتى غيابه عن أى محاضرة أو معمل قد يترتب عليه خصم درجات منه، ويجب على الطالب المستجد بشكل خاص الالتزام بالحضور حتى يستطيع فهم المحاضرات من المحاضر نفسه لأنه لن يجد بديلا عنه ليفهم المادة، كما أن الدكتور الجامعى قد يأتى في امتحان آخر العام أو الفصل الدراسي بأسئلة مما شرحه في المحاضرات وقد لا يجد إجابتها في الكتاب، ومن المهم التزام الطالب بالحضور حتى يأخذ الدكتور انطباعا جيدا عنه لأنه قد يدرس له أكثر من مقرر دراسي في أكثر من سنة دراسية.

 

كيف يتخلص طلاب سنة أولى من فكرة السناتر والدروس الخصوصية؟

في الجامعة تعد فكرة السناتر والدروس الخصوصية مجرمة بالقانون وغالبا لن يجد الطالب دكتور أى مادة يعطى دروسا في مادته لأن ذلك يعنى فصله من الجامعة، ومن ثم سيجد الطالب في الجامعة عددا من الوسائل التى ستمكنه من الاستغناء عن الدروس ومنها: شرح الدكتور نفسه في المحاضرة سواء المباشرة أو الأونلاين بل يمكن للطالب الاحتفاظ بتسجيل المحاضرات مدى العمر، كما يمكنه سؤال الدكتور أو حتى المعيد عن أى صعوبات يواجهها، ويمكن للطالب التعاون مع زملائه في الكلية في مذاكرة وتلخيص المواد الدراسية المختلفة، أو حتى يطلبها من الطلاب الأكبر منه في الكلية، وكلها عوامل غالبا ما لا تكون موجودة في المرحلة الثانوية

 

وما أسباب إخفاق أعداد كبيرة من متفوقى الثانوية العامة فى أولى سنة جامعة؟

من الملاحظ وجود أعداد غير قليلة من المتفوقين في الثانوية العامة يخفقون في سنة أولى جامعة وذلك لعدة أسباب منها: وجود الكثير من التحويلات من الطلاب بين أقسام الكلية الواحدة في بداية العام الدراسي ما يؤثر على استقرار الطالب النفسي وانتظامه في الدراسة وبالتالي تفوته محاضرات عديدة مهمة تؤثر على أدائه في الامتحانات، وكذلك قد يكون لدى بعض الطلاب تراخى في الدراسة الجامعية بعد انتهائهم من الثانوية العامة الشاقة ثم يجدون فجأة أن الجامعة تتطلب جهدا جادا وعملا مميزا منهم، كما أن بعض الطلاب يجدون صعوبات كبيرة في التأقلم مع الحياة الجامعية ومتطلباتها، وأيضا قد يضطر بعض الطلاب إلى الالتحاق بأقسام لا يريدونها في الكلية التى التحقوا بها في ضوء عدم استيفائهم شرط المجموع الذى يتطلبه القسم الذى يأملونه، ولا يمكن استبعاد وجود طلاب نجحوا بالغش في الثانوية العامة وبالتالي لا يمتلكون المستوى المناسب للدراسة الجامعية.   

 

وما أهمية الأبحاث وارتياد المكتبات فى المرحلة الجامعية؟

فى الثانوية العامة يمكن للطالب الاكتفاء بمذاكرة الكتاب المدرسي فقط، بينما في الجامعة قد لا يوجد ما يسمى بالكتاب الجامعى ومن ثم يكون المقرر على هيئة موضوعات وأفكار تتطلب من الطالب البحث عنها في المكتبات وشبكات الانترنت لجمع المعلومات عنها وهنا لابد من الإشارة لما أنجزته الحكومة المصرية في ملف بنك المعرفة والذى وفر للطالب آلاف المراجع الحديثة في كل تخصص، أيضا من مزايا قيام الطالب بالأبحاث اكتسابه القدرة على التعلم الذاتي طوال العمر، كما أن ما يصل إليه الطالب من معلومات بنفسه من خلال البحث يكون أكثر بقاء في ذاكرته، كما يكتسب الطالب من خلال البحث القدرة على التمييز بين المعلومات الأهم والأقل أهمية في ضوء الانفجار المعرفي فى زمن الانترنت  .

 

ما هى مفاتيح المذاكرة فى الجامعة، وكيف يتحقق التفوق؟

حضور المحاضرات وعدم الغياب عنها بقدر الإمكان، والاستذكار أولا بأول وعدم إرجاء أى دروس، الالتزام الأخلاقي في الجامعة فهو لا ينفصل عن التفوق العلمى، والتركيز في شرح الدكتور أو المعيد وعدم ترك أي فكرة دون فهمها وسؤال الدكتور فيها، التزام بأداء الأبحاث والتكليفات المقررة على أكمل وجه، والحرص على التفوق من السنة الأولى حتى الرابعة، لأن التقدير في الجامعة يعتمد على تقديرات الطالب في الأربع سنوات.

 

وما هى الطرق الجديدة فى التقييم فى الاختبارات الجامعية ومدى اختلافها عن التعليم قبل الجامعى؟

تختلف طرق تقييم الطلاب في الجامعات من جامعة إلى أخرى ومن كلية لأخرى بل ومن تخصص لآخر  وفي كل الأحوال لا بد من أن يتعرف الطالب منذ بداية العام على طرق التقييم في كليته أو قسمه هل هى نظرية فقط أم نظرية وعملية؟، هل تشمل تقييما شفهيا؟، هل تكون الامتحانات على شكل مقالي فقط أم موضوعي فقط؟ أم تجمع بين المقالي والموضوعي؟، حتى يستطيع توجيه مذاكرته على نوع التقييم المتبع، ولعل من أحدث طرق التقييم في الجامعة هو الاختبارات الإلكترونية التى يتعامل فيها الطالب مع الامتحانات والتى صممت بطرق إلكترونية حديثة من خلال أجهزة كمبيوتر داخل كل جامعة.

كيف يتم بناء شخصية الطالب الجامعى؟

يتم بناء شخصية الطالب في الجامعة بشكل تكاملى من خلال عدة مسارات تشمل المسار المعرفي من خلال المحاضرات في المقررات المختلفة، وبشكل جسمى من خلال إتاحة الفرصة للطالب للاشتراك في الألعاب المختلفة مثل كرة القدم والكاراتيه والكنغ فو وغيرها والاشتراك في منتخبات الكلية أو الجامعة في تلك الألعاب بشكل اجتماعي من خلال أنشطة الأسر المختلفة والجوالة والرحلات وفي مسار هوايات الطالب وتنميتها سواء في الشعر أو الغناء أو التمثيل أو المسرح.

المصدر: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,121,596

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز