سمر عيد

يرتبط فصل الصيف بكثرة الخروج مع الأهل والأصدقاء للتنزه والسفر لاكتشاف أماكن سياحية جديدة، وكذلك الذهاب للمصيف، حيث تستعد الكثير من الأسر  لقضاء إجازة الصيف فى إحدى المدن الساحلية والاستمتاع بأوقاتها وسط جو هادئ ورؤية البحر التي توفر الراحة النفسية بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية، لكن الخروج للترفيه والسفر يحتاج لتكلفة مادية عالية خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، ولأن دخل الأسرة محدود وثابت يقدم لك الخبراء نصائح تساعدك على التوفير في ميزانية الصيف.

وحول ميزانية المصيف وكيفية إدارتها التقينا د. منى محمد الزناتي، مدرس إدارة المنزل بكلية التربية النوعية قسم الاقتصاد المنزلي  بجامعة عين شمس.

 

فى البداية كيف يمكننا التخطيط لميزانية المصيف وبأقل التكاليف؟

دعيني أبدأ حواري معك بضرورة تحضير ورقة وقلم أو كشكول لكتابة كل ما تحتاجه الأسرة بالمصيف، ولكن قبل أن أكتب ماتحتاجه الأسرة بالمصيف علي بداية أن أدرس المكان الذي سأذهب إليه، وما إذا كنت سأستأجر شقة أو شاليه أو سأقيم في فندق أو قرية سياحية، وأن أحسب عدد الأفراد، وأقرر كيف سأنتقل إلى هذا المكان هل بسيارة خاصة أم عن طريق الباص، وعلي أن أحسب أيضا تكاليف الانتقالات داخل المدينة أو المكان الذي سأسافر إليه سواء كنت سأستخدم مواصلات عامة أو سأستخدم سيارتي وأحسب  أيضا البنزين والمياه وصيانة السيارة، مع عمل استعداد لأي طارئ يطرأ بالطريق، ثم يأتى دور وضع ميزانية للطعام والشراب وملابس المصيف وكل الاحتياجات الأخرى التي سأحتاجها.

 

 تتساءل بعض النساء لماذا تفشل الخطط الاقتصادية التى يضعنها للمصيف ويضطررن لطلب المزيد من المال من أزواجهن أو زيادة الإنفاق على المصيف من رواتبهن الخاصة فبما تفسرين ذلك؟

حدوث خلل فى ميزانية المصيف يرجع لثلاثة أسباب، أولها حدوث طارئ لم تحسب له السيدة حساب كطلب حماتها أو والدتها الذهاب معهم إلى المصيف أو تلف أي شيء قامت بشرائه فتضطر إلى شراء غيره، بالإضافة إلى خروج الأطفال عن الميزانية التي أعدتها لهم الأم وشرائهم طعام وشراب من خارج المنزل وانفرادهم بسهرات ونزهات أخرى بعيدا عن الأسرة وبالتالي سيطلبون منها مزيدا من المال، أما السبب الثالث فهو غيرة بعض النساء ومحاولتهن تقليد الأخريات في شراء أمور ثانوية وغير أساسية الأمر الذي قد يجعلهن يضطررن إلى دفع أموالا باهظة لقضاء باقي أيام المصيف ويثير خلافات زوجية كثيرة، وأنصح ربات المنازل بعمل ميزانية مخصصة لرسوم الشواطئ والجلوس على المقاهي وتناول المشروبات بالخارج، وبالطبع يفضل عمل العصائر وساندوتشات بالمنزل والذهاب بها إلى الشاطئ.

 

هل ما قامت به الحكومة مؤخرا من عمل (بلاجات) بأسعار مخفضة ومتنزهات مجانية للأطفال ساهم في تقليل النفقات على المصطفين؟

طبعا هذا أمر يذكر للحكومة المصرية حيث قامت بتطوير الشواطئ خاصة الشواطئ العامة في بعض المدن الساحلية، كما قامت بعمل متنزهات للأطفال والكبار، وهذا شجع ذوي الدخل المتوسط على الذهاب للمصيف، وهذا بدوره وفر لميزانية الأسرة كثيرا.

 

كيف نوفر في ميزانية المصيف بقدر الإمكان؟

بداية لابد من عمل وجبات في المنزل وبأقل التكاليف وأنصح بعمل وجبات خفيفة وغير مكلفة بالمصيف بدلا من شراء الوجبات السريعة التي تكون مكلفة جدا وغير صحية، وكذلك المشروبات الباردة والشاي والقهوة، وإذا اضطررت لتناول الطعام خارج المنزل لابد أن أختار المطاعم والمقاهي التي تقدم عروضا عائلية خاصة إذا كان عدد أفراد أسرتي كبير، ومن الممكن أن نسهر كعائلة ونقوم بتشغيل فيلم على شاشة كبيرة بدلا من الذهاب إلى السينما.

 

كيف ساهمت رحلات اليوم الواحد في التنفيس عن الأسر المصرية وفي نفس الوقت التوفير فى الميزانية؟

رحلات اليوم الواحد شيء جميل جدا وهي تناسب كل الأسر ذات الميزانية المحدودة والتي لا تسمح إمكانياتها باستئجار شقة بالمصيف أو شاليه حيث لا تتكلف الأسرة سوى تذاكر دخول الشاطئ والمواصلات.

 

إذا تحدثنا عن المعسكرات الشبابية التي تقيمها الجامعات ووزارة الشباب والرياضة وهل ساهمت هذه المعسكرات فعلا في الترفيه عن الشباب؟

المعسكرات الشبابية تناسب الشباب والفتيات الذين يفضلون قضاء المصيف مع أصدقائهم وصديقاتهم، وهذه المعسكرات هي رائعة بكل المقاييس لأنها تكون موفرة جدا من الناحية الاقتصادية، وهذه المعسكرات تنمي لدى الشباب مهارات القيادة والتعاون ومهارات التواصل، وبهذه المعسكرات أنشطة ثقافية وفنية ورياضية لذا يفضلها الكثير من الشباب عن المصيف مع الأسرة الذي يعتبر تقليديا نوعا ما بالنسبة لهم ولايقدم لهم جديدا.

 

هل يلعب اختيار المكان دورا كبيرا في تحديد ميزانية المصيف؟

طبعا، فلا يمكنني أن أختار مكانا مخصصا لطبقة معينة كالساحل الشمالي مثلا أو مكانا به نسبة سائحين أجانب كثر كشرم الشيخ ثم أشكو من المصاريف وتكلفة الإقامة وغلاء أسعار المشروبات؛ لأن بعض الأماكن تكون غالية بطبعها وهي أماكن سياحية يقصدها الأجانب أو طبقات معينة من المجتمع، وبالتالى فهي لا تناسب كل الناس، وهناك شواطئ كثيرة جدا تناسب كافة المستويات منها شواطئ الإسكندرية وبور سعيد ومرسى مطروح ورأس البر، وهناك شواطئ عامة لمن يستطيع توفير السكن بالغردقة وشرم الشيخ أيضا لكن قبل الذهاب إلى أي مكان من الجيد أن أسأل عن تكلفة الإقامة والطعام والشراب حتى لا أفاجأ بأسعار لا تتناسب مع ميزانيتي.

 

نود أن تختمي حوارنا هذا بنصائح مهمة لحواء حتى لا يتحول المصيف إلى شجار زوجي ويصبح وقتا للمشاكل بدلا من أن يكون وقتا للاستمتاع والاسترخاء؟

أنصح حواء بالتخطيط مسبقا لميزانية المصيف، ويفضل عمل صندوق سنوي للمصيف يتم وضع مبلغ شهري به، ومن المهم أيضا مناقشة الميزانية مع الزوج والأطفال والاتفاق على ما يتم الإنفاق عليه وما لا يتم الإنفاق عليه، كما أنصح حواء بتوزيع المهام على كافة أفراد الأسرة قبل الذهاب إلى المصيف ليستمتع الجميع بأوقاتهم، وأخيرا تجنبي تقليد الأخريات فكل امرأة لها حياتها وميزانيتها، وحاولي الاستمتاع بوقتك قدر الإمكان كي تنفضي عنك تعب العام كله.

المصدر: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,703,067

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز