هدى إسماعيل
مع كل استحقاق انتخابي، تتجه الأنظار نحو المشاركة الشعبية ومدى تفاعل المواطنين مع صناديق الاقتراع، خاصة في انتخابات ذات طابع خاص كمجلس الشيوخ، الذي يُعد الغرفة التشريعية الثانية للبرلمان المصري، وفي ظل ظروف اقتصادية واجتماعية معقدة يصبح السؤال الأهم: لماذا شارك المواطنون في انتخابات مجلس الشيوخ؟
تباينت آراء المشاركين فى انتخابات مجلس الشيوخ حول سبب مشاركتهم لكن يظل القاسم المشترك بينهم هو الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، والرغبة في تحسين الأوضاع، سواء من خلال اختيار وجوه جديدة أو دعم أصحاب الخبرة، فالمشاركة رغم التحديات تعكس وعيا سياسيا يتشكل تدريجيًا لدى فئات المجتمع المختلفة، وربما يكون الأمل في التغيير هو ما يدفع المصريين إلى التمسك بحقهم في الإدلاء بالصوت، على أمل أن تتحول صناديق الاقتراع إلى أدوات حقيقية لصناعة المستقبل.
في البداية تقول هدير، مدرسة ٤٥ سنة: شاركت أملا أن يكون بالمجلس صوت يعبر عنا كطبقة متوسطة تعانى من بعض الأمور، يناقش مشكلاتنا ويبحث عن حلول لها.
ويقول محمود عبدالتواب، موظف: لا شك أن مجلس الشيوخ له دور استشاري مهم مع مجلس النواب فى سن القوانين ووضع التشريعات المهمة، لذلك لا بد أن نختار مرشحين لديهم من الخبرة الكافية للمشاركة فى هذه المسئولية الكبيرة.
أما سارة أشرف، طالبة جامعية وهذه المرة الأول التى تشارك فيها فى انتخابات نيابية فتقول: بعد مشاركتى شعرت أن صوتي مهم، ومشاركتى لها دور فى وضع نهاية لما نعانيه من مشكلات، العزوف عن الانتخابات موقف سلبيى وعلى من يتخذه ألا يشكو من أى مشكلات لأنه تنازل عن حق أصيل له وواجب وطنى.
ويشير الحاج سيد، صاحب محل أنه يحرص على المشاركة حتى وإن راودته شكوك بأن صوته لن يحدث فارقا، ويقول: مشاركتنا تعطى انطباعا لأى مرشح أنه هناك ناخبين ينتظرون منه الكثير ويقيمون أدائه.
وتقول نهير، مهندسة: قبل المشاركة يجب أن يكون لدينا وعي كامل بكل المرشحين وبرامجهم الانتخابية حتى نتمكن من الاختيار بينهم، والمقارنة بين البرامج المطروحة، وهو ما فعلته حيث درست عددا من البرامج التى طرحها المرشحون بالدائرة الانتخابية التابعة لها وقررت إعطاء صوتى لمن رأيت أن برنامجه مناسب لنا.
أما عم أحمد، عامل فقد حرص على المشاركة لإعطاء صوته لمرشح بعينه لمس منه وأهل دائرته مواقف إيجابية عديدة، حيث اعتادوا منه التدخل لحل أى مشكلة تواجه أبناء منطقته، وتقديم كافة الخدمات والمساعدات دون انتظار كلمة شكر أو مقابل من أحد.
وتقول ماريان فوزي، مهندسة: أؤيد التمثيل المتوازن خصوصًا للمرأة، لذا دائما ما نبحث عن من يمثلنا، وأنا على يقين أنه لن يشعر بمشاكل وهموم الست المصرية غير ست مصرية أخرى، لذا دائما فى الانتخابات أبحث عن مرشحة واستمع لها جيدا، حتى لا يكون صوتي لمجرد مرشح لن يضيف لى شيئا.
أما جمال راضي محاسب فيقول: الانتقاد الدائم مبدأ عند بعض المواطنين دون السعي الحقيقي لإحداث تغيير، فمن يريد غدا أفضل عليه أن يشارك وكل منا يقوم بدوره، لذا شاركت وزوجتي وأعطينا صوتنا لمن يستحق.
وتقول " ليلى" طالبة جامعية: " في اختياري لمن أعطي صوتي كنت أبحث عن فكر لديه رؤية واضحة وداعم واضح للإبداع والفن والثقافة، لذا صوتي لمن يدعم الشباب ويقدم لنا غدا أفضل".
أما " أحمد سعيد" موظف فيقول: "أنا دائما أشارك في الانتخابات وبحاول كل مرة أسمع وأعرف كل شيء عن المرشحين، لأن الوضع الحالي محتاج أشخاص تحب البلد أكتر من أي شيء آخر، محتاجين اللي يقعد على الكرسي يخدم بجد عشان كده بنزل أشارك بصوتي لمن يستحق من وجهة نظري".
ويقول "نادر" طالب: "أول مرة أشارك في الانتخابات، لدي شعور مختلف بقيمة صوتي ووجودي في البلد، يمكن لا أعرف تفاصيل كل المرشحين خاصة أن هذه أول مشاركة في عملية الإدلاء بالصوت ولكن يكفيني أني أكون موجود وأشارك".
"اللي ما ينتخبش ما يلومش إلا نفسه" هكذا بدأ محمد زينهم، سائق ميكروباص حديثه، ويقول: المشاركة واجب وطنى، يجب أن نشارك بشكل إيجابى، بغض النظر عن المرشح أو الحزب التابع له، لكن المهم أن نشارك ونتواجد باللجان.
أما نهال عبدالله، موظفة على المعاش فتؤمن بدور مجلس الشيوخ المهم، وتقول: أنا مقتنعة إن مجلس الشيوخ ممكن أن يلعب دورا حقيقيا في تغيير القوانين للأفضل، خاصة القوانين التي تؤثر على الأسرة والتعليم.
وقررت هويدا إبراهيم المشاركة في الانتخابات لقناعتها أن أي تطوير حقيقي في أي منظومة لابد أن يبدأ من التشريعات والرؤية السياسية، لذا أعطت صوتها لمرشح تناول برنامجه الانتخابى ملفات مهمة كالصحة والتعليم.
وتقول رضوى حسين، خريجة كلية آداب: الناس دايمًا بتقول إن المشاركة ملهاش لازمة، لكن الحقيقة أن العزوف عن المشاركة لن يحدث تغييرا، لذا على كل فرد القيام بدوره والبدء بنفسه حتى يحدث التغيير.
ساحة النقاش