<!--<!--
رمضان .. شهر ننتظره من العام للعام حيث يأتي بالخير واليمن والبركات . هو فرصتنا السنوية لتهذيب النفس والسلوك وفتح صفحات جديدة مع ما كل هو أخلاقي وطيب ولروحانية الشهر الكريم ولقدومه في الأجازة الصيفية أصبحت أيامه فرصة لنبدأ مع أولادنا مرحلة تهذيب سلوكياتهم وتوجيههم لمبادئ الاسلام التي تشغلنا الدراسة علي الالتفات لها . وحول كيفية تهذيب السلوك خلال شهر رمضان كان هذا التحقيق مع الاســـــر والمتخصصين
lالسيدة سلوى عارفين موظفة تقول: بصراحة رمضان فى الأجازة فرصة لكل شئ وأنا أفكر كثيراً فى تعويد أولادى على حفظ القرآن وعلى ذهابهم مع والدهم لصلاة التراويح لكن المشكلة أنهم يرفضون ويفضلون مشاهدة التليفزيون أو الخروج فأولاد هذا الجيل لم يعد لديهم الكثير من المشاعر والأحاسيس الروحانية تجاه هذا الشهر بعكس حالنا ونحن صغار والمشكلة أن ابنى الأكبر لا يحب فى رمضان إلا السهر أما الصيام فيدعو أن تنتهى أيامه سريعاً وعاقبته اكثر من مرة على هذا التفكير لكن لم أنجح وأتمنى أن أجد فرصة لأهذب سلوكهم .
منذ سنوات طويلة يأتى رمضان فى الامتحانات والدراسة والأولاد لا يعرفون عنه إلا الصيام ولذلك قدومه فى الأجازة فرصة لإعادة تعريفهم بالشهر الكريم.. هكذا بدأ الاستاذ حسن صلاح موظف حديثه وقال : قمت هذا العام بعمل مسابقة بين أولادى الثلاثة فى القرآن والحديث ولديهن كل شئ على الكمبيوتر وقد اتفقت معهم على ضرورة الاهتمام بالقرآن والصلاة وإلا لن اشترى ملابس العيد . فالمسألة أصبحت صعبة والاولاد يرفضون الالتزام ويحتاجون بعض الشدة لتعود علاقتهم بالدين وقد سمعت أن المسجد المجاور للبيت يعطى دروسا فى رمضان وأحاول جاهدا إقناعهم بحضورها وأنجح أحيانا وأفشل أحيانا .
السيدة نشوى عبد القادر محاسبة ترى أن ضيق الوقت خاصة فى رمضان مشكلة كبيرة لأى امرأة عاملة لكن فى نفس الوقت هى تدرك أن الشهر الكريم فرصة لتهذيب السلوك وتعليم الأولاد أن الصوم ليس فقط امتناعا عن الطعام ولذلك عندما تسمع عن ندوات دينية ليلية تأخذهم معها ليعرفوا معلومات عن الرسول وحياته وترى أن بعض القنوات الدينية المستنيرة بدأت تلعب دوراً فى تهذيب السلوك وتتمنى أن تهتم برامج الأطفال خاصة فى رمضان بهذه القضية لأن الأولاد أصبح لديهم قدر كبير من العنف وعندما يستمعون لقصص الصحابة والأنبياء ربما يجدون القدوة وتقل حدتهم مع من حولهم .
يتفق معها الاستاذ هشام شحاته موظف قائلاً : للأسف الأجازة مرت بسرعة ولم استطع كأب أن أعلم أولادى القرآن لأننى طلبت منهم الذهاب لدروس التحفيظ لكنهم رفضوا بحجة أنها فى الصباح وأن الاجازة فرصة للنوم وقد سمعت من أحد زملائى أن هناك داعية يقوم بإعطاء دروس فى الدين عقب صلاة العصر فى رمضان ولهذا حرصت على آخذهم معى لبداية تعريفهم بمبادئ الدين وبأن الصلاة ليست مجرد حركات والصوم ليس امتناعا عن الطعام وأرجو أن يفهموا القيم الاسلامية التى تعلمناها فى طفولتنا لكن الانشغال أعجزنا عن تعليمها لأولادنا .
محطات
وبعد الذى قاله الأهالى ورغبتهم فعلاً فى استغلال الشهر الكريم لفتح صفحة جديدة فى التربية توجهنا لـ د. أمنة نصير استاذ الفلسفة الاسلامية لنسألها كيف نهذب سلوك أبنائنا ونبدأ من رمضان.
فقالت : التربية السليمة عملية حاوية وجامعة وشاملة لأنها تربى النفس على الاخلاق وتعتنى بالجسد وسلامته ولذا تبدأ بعناية الأم بالوجبة الصحية وليس هذا الوباء المنتشر الآن باسم «الديليفرى» الذى اصاب ابناءنا بالبدانة وقلة الذكاء والتركيز ، إن العناية بأولادنا فى طفولتهم وحسن اختيار المأكل والمشرب والحرص على المصدر الحلال فى كل ما نقدمه لهم يجعلهم أبناء صالحين.
والأجازة الصيفية بها محطات كثيرة علينا التوقف عندها وفى كل محطة يجب أن نركز على إحداث تغيير معين فالأبناء اليوم يتسمون بشراسة غريبة وعندما يتعامل الطفل بشراسة مع أخيه أو زميله ونتركه فهذا يعنى أنه سيشب على نفس السلوك فالقضية جد خطيرة والاعتناء بسلوكيات أبنائنا أمر هام علينا الوقوف عنده . فعلينا أن نعيد تشكيل أولادنا على مكارم الاخلاق وأن ننتبه إلى قيمة العبادة وعلى رأسها الصلاة وعلى الاخلاق وعلى رأسها الصدق . والاجازة خاصة شهر رمضان فرصة لبداية هذا التشكيل فخلال السنة الدراسية يعيش الطفل وأسرته حاله من الطوارئ ويسير الجميع فى عجلة مبرمجة الكل يذاكر وننسى خلالها كل ما هو أخلاقى وتربوى ولا نعطيهم الفرصة للتعرف على العبادات وقيمة الصلاة ودورها فى تهذيب النفس الانسانية فلهذا على كل أسرة أن تتعامل مع أولادها على أنهم جوهرة عليهم العناية بها كما وصفهم الامام الغزالى حين قال أولادنا جوهرة يجب أن نحسن صقلها وحمايتها ورعايتها حتى نجازى فى الدنيا بأن نرى ثماراً عظيمة وفى الاخرة بقول الحق سبحانه وتعالى رب ارحمهما كما ربيانى صغيراً .
وعلى الأسرة ألا تخرج من منهج الدراسة لمنهج اللهو وأنا لا أرفض أن يسعد الأبناء ويستمتعوا بالأجازة وبالشهر الكريم لكن يجب أن يفهموا أن الاخلاق قيمة تستحق أن يهتموا بها وأن يعطوها من وقتهم والحمد لله أن العديد من المساجد والاندية بدأت تقوم بعمل مسابقات حفظ قرآن فى رمضان وهذا يساعد الأسرة على بناء شخصية الأبناء . فالتشكيل الجيد لأبنائنا وتدريبهم منذ طفولتهم على القرآن ومبادئه يساهم بشكل أساسى فى تقويم الطباع واللسان والسلوك ويهذب خشونة المراهقة .
وختمت حديثها محذرة الأسرة المصرية من ترك الأبناء دون تربية دينية سليمة وتركهم فى غرف مغلقة مع الكمبيوتر لأن هذا يخرب قلب وعقل أبنائنا فعلينا كأسر أن نقوم بدورنا فى تهذيب سلوكهم لا أن نلهيهم بالكمبيوتر ثم نبكى على خسارتهم.
ساحة النقاش