أوشكت المعركة الانتخابية علي البدء والمسألة ليست سهلة والأصوات غالية الثمن، لذا بدأ المرشحون منذ فترة في تحفيز الأصوات البعض بوعود العمرة والحج والبعض بالمساعدات المالية التي تسبق موسم الانتخابات والبعض بطرق أخري عديدة .

يختلف معه الأستاذ سعيد حامد مدرس قائلا : فى انتخابات الشعب هذه المرة لن أعطى صوتى إلا للشخص طيب السمعة فأنا أدلى بصوتى فى بلدى وأسافر «مخصوص» لهذا الهدف وفى كل مرة كنت أعطيه مجاملة لبعض أقاربى لكن اكتشفت أنهم يحصلون على مزايا كثيرة من وراء أصواتنا بينما لا تحصل القرية على أى فائدة .. ولن أسمح لشنطة المواد الغذائية التى تذهب فى صباح يوم الانتخابات لمنزل أسرتى بالدخول أصلا لقد تعبنا من هذه الأساليب الانتخابية ونريد تغييرا حقيقيا .

«بصراحة صوتى لمن أعطانى المكنسة الكهربائية» هكذا وبصراحة وببساطة شديدة أخبرنى الأستاذ محمد أنه لا يعرف أحدا من المرشحين إلا المرشح الذى أجرى مجموعة من المسابقات فى نهاية رمضان ومنح الناس هدايا كثيرة كان نصيبه منها مكنسة وضعها فى جهاز ابنته وحصلت عمته فى نفس المسابقة على رحلة عمرة وكان شرط الاشتراك أن يحمل كل شخص بطاقة انتخابية ليدخل السحب ووعد من أعطاه المكنسة أن صوته له لأنه يعلم أن أى عضو لن يقدم شيئا ويكفيه حصوله على مكنسة !

ووسط هذه المنافسات للحصول علي الأصوات سألنا المواطنين لمن سيعطي كل شخص صوته وهل المغريات المادية والعينية تؤثر علي صوتك في الانتخابات

البداية مع الأستاذ فايز عادل موظف حيث قال: للأسف سأدلى بصوتى فى الانتخابات لمرشح لا أعرفه والسبب ببساطة أنه لدى بطاقة انتخابية وسأذهب إلى التصويت وأنا لا أعرف أيا من المرشحين ولن يفرق معى من الفائز لأننى لم أر من فاز فى المرة السابقة ولو مرة واحدة ومكتبه كان دائما مزدحما حتى عندما أردت أن أنقل ابنتى من المدرسة وذهبت لطلب مساعدته لم أتمكن من رؤية أى شخص مسئول .

  السيدة عائشة على ربة بيت قالت لقد استخرج لنا أحد المرشحين منذ فترة بطاقات انتخابية ومن يومها وهو يقدم لنا شنطا بها مواد غذائية فى المواسم ويعطينا مساعدات وحصولنا على أى شىء مرتبط بالبطاقة ومنذ حصولى عليها وأنا أحصل على أشياء كثيرة مجانا ويوم الانتخابات سأعطى صوتى لمن استخرجها لى «ربنا يكرمه ويوسعها علينا».

أما سعاد عادل موظفة فتحدثت قائلة أريد أن يكون لصوتى قيمة حقيقة لكن المشكلة أننا فى الدائرة لا نعرف المرشحين إلا من خلال الزفات التى يسيرون وسطها قبل الانتخابات بأيام وكلما سألت عن العضو السابق وما قدمه للمنطقة أرى أنه لم يفعل شيئا سوى مساعدات مادية للغلابة وتعيين أبناء الحاشية الخاصة به وقد قررت أن أسأل عن كل مرشح وسأحاول على قدر جهدى معرفة ماذا سيقدم لنا حتى أعطيه صوتى لكن للأسف أشعر أن المسألة صعبة فكل مرشح لا يهدف لخدمة الناس لكنه يجرى وراء الحصانة والمنافع الخاصة والأفضل ألا أعطى أحدا صوتى وأريح نفسى !!

«صوتى للمرشح المحترم المتعلم» هكذا قالت سها درويش بكالوريوس تجارة: لقد استخرجت بطاقة انتخابية لأشارك فى هذه الانتخابات للمرة الأولى فى حياتى وقد سمعت أن هناك أستاذا فى الجامعة سيرشح نفسه وسأعطيه صوتى لأنه بالتأكيد صاحب فكر وسيحاول مساعدة أهالى المنطقة على رفع مستواهم وليس فقط اعطاءهم شنطة تموين كما يفعل معظم المرشحين التقليديين الذين يسيرون على مبدأ اطعم الفم تستحى العين» وقد سمعت أنه لن يفوز لأن امكانياته المادية خفيفة لكننى سأقنع أصدقائى به رغم أننى لا أعرفه لأنى أريد أن يذهب صوتى لشخص يستحق.

«أصواتنا غالية والمرشحون يعرفون قيمتها لكننا لانعرف من يستحقها» هكذا تحدث الحاج فريد وقال: فى الانتخابات السابقة قررت ألا أعطى المرشح المعتاد صوتى لكن عندما دخلت إلى الصندوق وجدت أننى لا أعرف غيره ربما لم يقدم شيئا لكن لم أسمع عنه كلمة سيئة فأعطيته صوتى فنحن شعب غلبان أصواتنا مهمة لغيرنا لكن لايتعبون أنفسهم لكى يعرفوننا بهم، ولهذا ندخل نعطى صوتنا للأشهر فقط.

هكذا اختفلت الآراء حول لمن يعطى المواطنون أصواتهم وتعليقا على ما قالوه تحدثنا مع د. زينب شاهين فقالت : انتخابات مجلس الشعب فى مصر فترة من الفترات الحيوية التى تحدث معها انتعاشة فى المجتمع المصرى لدرجة أن البعض يطلق عليها موسم الانتخابات والرزق. فاللأسف يعانى المواطنون من قلة وعى سياسى حقيقى وحالة من اللامبالاة فهم لا يدركون أن هذا الموسم الذى يشاركون فيه باعطاء أصواتهم يحدد لمدة أربع سنوات أشياء كثيرة تمس حياتهم بشكل أساسى فهم يعطون أصواتهم لمن يعطيهم أموالا أو مساعدات أو هدايا أو مجاملة أو لا يذهبون أصلا على أساس أن صوتهم لن يفرق ثم بعد ذلك يشتكون من اقرار المجلس لقوانين ربما يشعر الكثيرون أنها لاتخدم مصالحهم فالمواطن بحاجة لمن يعلمه أهمية صوته وخطورته وضرورة أن يتأنى قبل اعطائه لأحد لأن المسألة لاتنتهى بمجرد خروجه من المدرسة التى يعطى فيها صوته لكنها تبدأ حيث يأتى مرشح يشارك فى وضع قوانين البلد ولهذا أرى أنه كلما شعر المواطن بخطورة صوته سيركز فى مسألة أعطائه لمن ولن تحكمه الاغراءات المالية. وهناك بعد آخر فى مسألة التصويت وهى اعتقاد المواطنين أن من يقدم خدمات أكثر هو الأكفأ دون أن يدركوا أن عضو مجلس الشعب دوره تشريعى حيث يقوم بالمساهمة فى وضع القوانين وليس دورا خدميا بنقل الأبناء من المدارس أو ادخالهم دون السن القانونية أو التعيين فى وظائف محترمة والمسألة الانتخابية كلها تحتاج أعاده تقييم بحيث تتاح الفرصة للمواطن للتعرف على المرشح فترة طويلة وليس فقط قبل الانتخابات بأيام فهذه المدة لاتجعله قادرا على اختيار الأفضل .

وختمت حديثها مؤكدة على أن زيادة المشاركة فى التصويت شىء مهم وإيجابى وسيتبعه زيادة وعى فى تحديد من يستحق الصوت وكلما شعر المواطن بأن صوته مهم كلما بذل مجهوداً لمعرفة من يعطى صوته ولن ينجرف وراء أى مغريات !

 

المصدر: نجلاء أبو زيد - مجلة حواء
  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 1568 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,863,953

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز