«اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك»، فمن وصل إلى هذا المقام فهو دائم الحضور حضور القلب بالخشية من الله وتعظيمه و هذا هو مقام الإحسان فمن وصل إليه فان العبادة تكون لذة له، وتفكر في قوله تعالى: _مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ_ في يوم القيامة فتزداد خشيته من الله ويبتعد عن ظلم الناس.
- هل يسأل الإنسان يوم الحساب عن أعماله وذنوبه التي ارتكبها أمام خلق الله جميعا؟ وهل صحيح أن الإنسان تتم مواجهته بالإنسان الذي ظلمه أو اغتابه أمام الجميع ويطلب منه أن يسامحه، فإن سامحه غفر الله له، وإن لم يسامحه عوقب؟ مع أنني أعرف أن الله يستر الإنسان في الدنيا والآخرة.
- رضوى محمد شوقى - موظفة
يشير فضيلة د. على جمعة _ مفتى الجمهورية _ إلى أنه قد وردت النصوص الشرعية بإثبات المسألة والحساب أمام الخلائق، فقد قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ .. قال ـ رحمه الله: يخبر الله تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فيسأل الملائكة الذين كان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الأنداد التي هي على صورة الملائكة ليقربوهم إلى الله زلفى، فيقول للملائكة: أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ.
وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء.
وفي سنن الترمذي عن أبي برزة الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن علمه فيم عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟.
وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبين ربه ترجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة. رواه البخاري.
فهذه النصوص وأمثالها كثير تدل على أن المظلوم يلقى ظالمه، ويأخذ منه حقه لا محالة، فعلى المسلم أن يتحرى الدقة بشدة فيما يتعلق بحقوق العباد، فإن الله عز وجل يقول: وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا.
والحقوق لا بد من ردها لأصحابها أو استحلالهم منها في الدنيا، وإلا فإنه سيكون القضاء بالحسنات والسيئات في الآخرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه ـ من عرضه أو شيء ـ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه مسلم.
وفي تفسير الطبري أن العبد يأتى يوم القيامة فيقال له: ائت هؤلاء حقوقهم ـ أي أعطهم حقوقهم ـ فيقول أي رب من أين وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول الله لملائكته: أي ملائكتي ـ انظروا في أعماله الصالحة، وأعطوهم منها، فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة ـ وهو أعلم بذلك منها ـ يا ربنا أعطينا كل ذي حق حقه، وبقي له مثقال ذرة من حسنة، فيقول للملائكة: ضعفوها لعبدي، وادخلوه بفضل رحمتي الجنة، ومصداق ذلك في كتاب الله: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ـ أي الجنة يعطيها، وإن فنيت حسناته وبقي سيئاته وبقي طالبون كثير، فيقول الله: ضعفوا عليها من أوزارهم، واكتبوا له كتابا إلى النار.
وأما الستر: فهو في الحقوق التي بين العبد وربه، فإن الله تعالى قد يسترها على بعض عباده في الآخرة ويغفرها له، إذا لم يكن من المجاهرين بها في الدنيا، ففي الصحيحين مرفوعا: يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأني أغفرها لك اليوم، فيعطي صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادي بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذي كذبوا على الله.
أفلام الكمبيوتر
عندما كنت جالسة على كمبيوتر أخي المحمول -لاب توب- وجدت فيه بالصدفة أفلاماَ إباحية ، وأنا الآن محتار ماذا أفعل فإن مسحتها فاننى لا أحتمل المواجهة معه لأنه أكبر مني، وإن أخبرت أبي أو أمي فستحدث مشكلة كبيرة في البيت، وإن نصحته فهو لا يقبل النصيحة أو بمعنىآخر لا يوجد تواصل بيني وبينه. فماذا أفعل؟
رودينا إسماعيل _ طالبة ثانوى
- تؤكد د. آمنة نصير _ أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر - أن مشاهدة الأفلام الإباحية شر عظيم قد يجر إلى الوقوع في الفاحشة، قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا.. والمقصود بالنهي عن الاقتراب منه هو اجتناب وسائله، ومن ذلك مشاهدة مثل هذه الأفلام. فالواجب علي أخيك أن يتوب مما يفعله من مشاهدة هذه الأفلام وألا يعود لمثل ذلك مستقبلا.
وإن استطعت أن تزيلى هذه الأفلام من الجهاز من غير أن يترتب على ذلك منكر أكبر فافعلى، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. ولا يمنعنك كون أخيك أكبر منك من أن تزيلى هذه الأفلام إن قدرت. وإذا سئلت فلا حرج في أن تنكرى أنك فعلت ذلك، ولكن استخدمى المعاريض كما فعل إبراهيم عليه السلام حين كسر الأصنام وقال كما حكى الله عنه في كتابه: بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون.. ومعنى المعاريض أن تستخدم عبارة يفهم منها السامع معنى وتريد بها معنى آخر.
فإن لم تقدرى على إزالتها فانصحيه بأسلوب فيه رفق ولين، واصبرى على ما قد يصيبك منه من أذى بسبب نصحك له، فقد قال لقمان عليه السلام لابنه: وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور.. فإن لم تقدرى على النصح المباشر فيمكنك نصحه بطريق غير مباشر كأن تقومى فى وجوده بتشغيل شريط لأحد الدعاة المؤثرين وهو يتكلم في مثل هذا الموضوع، وهذا الأسلوب إضافة إلى ما فيه من النصح فإنه قد يكون سببا في إصلاحه وتوفيقه إلى الاستقامة على طاعة الله. وتكونين بذلك سببا في هدايته، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فوالله لأن يهدى بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
وإذا قمت بواجب النصح على الوجه المطلوب فما عليك أن يقبل النصح أولا يقبله، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
فإذا لم ينفع هذا معه فأخبرى من يقدر على منعه من المنكر ما لم تخشى أن يلحقك ضرر من جهة أخيك.
ساحة النقاش