لا يوجد فى الإسلام ما يشير إلى انتقاص للمرأة أو ظلم لحقوقها المساوية للرجل ومع ذلك مازال هناك من يحاول إعطاءها مكانة ضعيفة مستندا إلى أحاديث لا أصل لها أو وضع أحاديث صحيحة فى غير موضعها.

ما رأى الإسلام فى طلب الرجال المشورة أو النصيحة من النساء؟ وهل صحيح أن هناك أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تنهى عن مشورة الرجال للنساء مثل: من أطاع النساء فقد هلك، أو من أطاع أمته أكبه الله على وجهه فى النار؟.

سلوى صفى الدين - مديرة علاقات عامة بأحد الفنادق

- يؤكد فضيلة د . على جمعة - مفتى الجمهورية - أنه لا بأس بأخذ رأي المرأة إذا كان سديداً موافقاً للحق، وذلك لأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رأي أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ في الحديبية، وقد صار هذا دليلاً لجواز استشارة المرأة الفاضلة، وقد أخذ العبد الصالح شعيب برأي ابنته حين قالت: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.

وفي الصحيحين من حديث أم عطية ـ رضي الله عنها ـ عندما غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اغسلنها خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك ـ إن رأيتن ذلك. فرد الرأي إليهن في ذلك.

وللأسف تنتشر بين الناس بعض الأحاديث التى تخالف هذا مثل حديث: شاوروهن وخالفوهن. وهذا حديث غير صحيح، وحكم عليه بعض العلماء بأنه موضوع ولا أصل له.

ونفس الحكم ينطبق على حديث: من أطاع امرأته كبه الله عز وجل في النار على وجهه.

وأما حديث: من أطاع النساء فقد هلك. فلم نطلع عليه فيما بين أيدينا من مصادر.

عند الدعاء

أود أن أعرف لماذا حين أدعو الله عز وجل أشعر أنه بعيد عني، لكن حينما أغضبه أشعر أنه قريب مني، أعني بذلك وقت الدعاء نفسه أو وقت المعصية؟.

داليا ياسين - طالبة بكلية الحقوق

- يوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور -وكيل الأزهر سابقا - أنه لا يمكننا القطع بتفسير هذا الشعور، ولكن ما يمكننا قوله: أن للمعصية أنواعا من الشؤم ظاهرة وباطنة، فمن شؤمها حصول الوحشة بين العبد وبين ربه عز وجل، ومن شؤمها أن توقع العبد في إساءة الظن في الله تعالى .. ولذا ذكر بعض العلماء انه : لا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته.

وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات: فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وقالوا أيضا: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، فمنها: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة، وبهذا يمكن أن يفسر شعور السائلة ببعد الله عنها وهى في حالة الدعاء، اعتبارا بما سبقه من المعاصي التي اقترفتها.

وأما شعورها بقرب الله تعالى منها حين تغضبه فهذا إما أن يكون من تزيين الشيطان وإغوائه، ليهون عليها أمر المعاصي. . وإما أن هذه المعاصي تحدِث للسائلة بعض أنواع الفطرة السليمة الباطنة ـ كالندم والخوف من الله تعالى، أو الظاهرة كالبكاء والاستغفار ـ واتباعها بالحسنات لتمحوها.

فالنافع في الحقيقة ليس فعل المعصية، وإنما ما تعقبه من آثار محمودة، كما قال تعالى في وصف المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ.

فإنهم لم يكونوا من المتقين بفعل الفاحشة أو ظلم النفس بالذنوب والمعاصي، وإنما بعدم إصرارهم وباستغفارهم وتوبتهم وإنابتهم إلى الله تعالى، خاصة و أن القلب يعود بعد التوبة أقرب إلى الله وأكثر حباً له وشوقاً إليه وإقبالاً على طاعته واستشعاراً لحلاوة الطاعة.

سجود السهو

ما حكم ترك سجود السهو عمدا؟

وأنا في صلاة رباعية شككت في الركعة الأخيرة هل هذه الرابعة أم الخامسة؟ فغلب على ظني أنها الرابعة ولكني لا أعرف متى السجود قبل أم بعد السلام، فحاولت التذكر فكان الغالب على الظن أنها الرابعة فقلت بما أني شبه متأكدة إذن فأنا متأكدة، ولكني لم أكن متأكدة في الحقيقة فبحثت عن إجابه فوجدت : رواية عن أحمد بأن الصلاة تبطل بترك سجود السهو المشروع بعد السلام.

فأعدت صلاتي ووجدت بعد إعادتي لها أنه إذا كان بعد السلام لا تبطل. فما الصحيح ؟

سلمى عبد المنعم _ طبيبة أطفال

يوضح فضيلة د. على جمعة أن العلماء مختلفون في حكم سجود السهو فمنهم من قال انه سنة مثل الشافعي وجماعة من العلماء، وعليه فلا تبطل صلاة من تركه أصلا.

ومنهم من قال بوجوبه لكن لا تبطل الصلاة بتركه كقول أبي حنيفة، ومنهم من قال بوجوبه لما يبطل عمده الصلاة وهو ظاهر مذهب أحمد، ثم إن ظاهر مذهبه أن الصلاة تبطل بترك سجود السهو إذا كان محل أفضليته قبل السلام، ولا تبطل بتركه إذا كان محل أفضليته بعد السلام، وعنه رواية ببطلان الصلاة بترك سجود السهو مطلقا، وفي مسألتك هذه فقد كان الواجب عليك أن تبني على الأقل سواء غلب على ظنك أو لا، ولا تعلمين بالتحري إذ الإمام وحده هو الذي يعمل بالتحري ويبني على غالب ظنه في ظاهر مذهب الإمام أحمد.

وفى كل الحالات فان اختلاف العلماء فيه رحمة بالناس لأنه يمكن لكل مسلم أن يأخذ من آرائهم ما يسهل عليه تنفيذه .. وما دمت قد أعدت تلك الصلاة التي تركت سجود السهو فيها فقد برئت ذمتك وخرجت من خلاف العلماء المبطلين للصلاة بترك سجود السهو إما مطلقا وإما فيما كان محل أفضليته قبل السلام.

 

المصدر: أمل مبروك - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,783,642

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز