استيقظت إيناس صباحاً حتى تبدأ يومها فى نشاط ووقفت فى الشرفة تراقب العصافير علي الأغصان وحركة الشارع الهادئة قبل إزدحام المرور وتكدس الناس فى الشوارع ولكنها وجدت جارها «على» هو وبعض الأصدقاء يحاولون كسر بعض الأشجار الموجودة أمام العمارة فبسرعة نزلت إيناس وألقت عليهم الصباح وقالت لهم ماذا تفعلون بهذه الأشجار المسكينة فرد خالد نحاول أن نقطع بعض الفروع منها .. فردت بسرعة وفى إستياء ولماذا تفعلون هذا فقال «على» نود أن نعمل منها مرمى وأتينا بالشبكة حتى نلعب مباراة مع كل أولاد الشارع فردت إيناس ولكن أنتم هكذا لم تحرصوا على المال العام .. وأيضاً على جمال شارعنا .. وهل من الطبيعة والمعقول حتى تلعبوا ساعة أو ساعتين أن تسيئوا لممتلكات خاصة بالدولة حاولت تنميتها والحفاظ عليها من أجل أبناء هذه الأمة .. فقال خالد ولكننا حاولنا قطع غصنين فقط وليس أكثر فردت إيناس ولكن رسول الله حثنا على الحفاظ على المال وأن عدم الحفاظ عليه يعد جريمة وخيانة .. وهذا ليس من حقوقكم أن تستغلوا هذه الأشجار المزروعة لتنسيق الشوارع وتخفيف حرارة الشمس على المواطنين فيجب أن نحسن الحفاظ علي شارعنا وكل الممتلكات الخاصة به .. من المبانى والمدارس والحدائق العامة وغيرها .. فرد محمود .. هذا أيضاً واجب دينى واعتذر فوراً لإيناس على سوء تصرفه هو وأصدقاؤه .. فإبتسمت إيناس وقالت لا تعذروا لى بل إعتزروا لهذه الشجرة البائسة .. فقال «على» المهم أن نحاول تصليح الخطأ .. واقترح على أن يشترك هو وأصدقاؤه بشراء علب دهان ويقوموا بطلاء بعض الجدران المهدمة التى تشوه منظر الشارع وقال خالد وممكن أن نقوم ببناء مربع حول كل شجرة حتى نحافظ عليها ونحميها من الشباب المتهورين مثلنا فضحك كل من على ومحمود وخالد .. وبسرعة تحمست إىناس وقالت سأقوم أنا بالإشراف عليكم وسأحاول أن أقترح على بعض الصديقات الاشتراك معنا وبدأوا فى بناء الأسوار للأشجار وبطلاء بعض الجدران وبعد يوم وجدوا كثيراً من الشباب فى هذا الشارع يأتون لمساعدتهم .. واقترح خالد أن يقوموا بعد الإنتهاء من هذا الشارع بنفس العمل فى الشارع المقابل له وإختارت إيناس وصديقاتها بعض الألوان المناسبة وبعض التصميمات البسيطة حتى يزينوا بها الجدران ، وسعدت إيناس لمحاولتها تغيير شىء سلبى إلى إيجابى تفتخر به أمام نفسها وأسرتها .
ساحة النقاش