أحيانا ..

التليفزيون جليس سوء لأطفالك

التليفزيون جليس سوء لأطفالك

كتبت:إيمان الدربي

 

 

ايجابيات التليفزيون لا جدال عليها.. فعندما يشاهده الأطفال بالقطع يصبحون أكثر تفتحاً ووعياً وإدراكا لكل ما يدور في العالم من حولهم. ولكن.. عدم ترشيد ومراقبة تلك المشاهدة يؤثر بالسلب علي أفكارهم وسلوكهم وترسيخ قيمهم. ولأن أطفالنا هم الحاضر والمستقبل وحتي لا يتحول التليفزيون إلي جليس سوء.. نجري هذا الحوارll

البداية من نظرية المحاكاة والتقليد لـ «البرت باندروا» هذا المخصص الذى جاء فى منتصف الخمسينيات وأجرى تجربة فعرض على عدد من الأطفال مشاهد لامرأة تضرب بعنف كل من حولها وبعد الفيلم أخذ الأطفال ووضعهم فى غرفة مغلقة بها عدد من العرائس المطاطية وتركهم وحدهم وجد أن الأطفال يضربون العرائس المطاطية بذات العنف الذى شاهدونه كتأكيد على نظرية المحاكاة التقليد أى أن مشاهد العنف تركت آثاراً وسلوكاً سلبياً عنيفاً ومباشراً داخل هؤلاء الأطفال.

أيضاً سمعنا عن حوادث كثيرة لافراز ما شاهده الأطفال من أفلام عنف أو جنس على شاشة التلفاز فهناك مثلا حادثة هزت الشارع الأمريكى عن طفلين قتلوا 12 طفلا بالمدرسة ثم انتحروا بعد ذلك.

وبالبحث عن هذين الطفلين وجد أنهما كانا مدمنين لمشاهدة أفلام العنف بالتلفاز وأنهما اعتادا على رؤية الأفلام الدامية العنيفة التى تحتوى على قتل ودماء وحروب.

وكأن كل هذه الأشياء أفرزت بداخلهم عنفاً مباشراً فى اللاوعى يفرز فى سلوكهم وتصرفاتهم.

l البداية مع مسئولة بالتليفزيون المصرى عندما تحدثت عن أن علينا مراقبة أطفالنا وهى يرون التلفاز فالطفل الذى يرى كل البرامج والأفلام بدون ضبط أو حساب يؤثر هذا بالقطع عليه بالسلب فالأم التى تترك أطفالها للتلفاز طيلة النهار وهو تقضى حوائج المنزل يرون كل شيء من أفلام ومسلسلات أحيانا يملؤها العنف والضرب والقتل بالقطع النتيجة ستنتج طفلاً غير سوى ينعكس هذا بقدر كبير على تصرفاته وسلوكهم وأخلاقه وتعاملاته مع الآخرين.

والقضية أن هؤلاء الأطفال هم المستقبل والحياة القادمة والتى يحب أن نهتم بها ونرعاهم جميعاً.

على الأم أن تكون أكثر وعباً وإدراكا لأهمية وخطورة هذا الجهاز فبقدر ايجابياته عليها أن تعى سلبياته فالأم يجب أن تعرف ماذا يشاهد طفلها من أفلام ومسلسلات وتناقشه فى تلك الأمور يجب أن تعزل عنه كل ما تراه غير مناسب لسنه، فالطفل يقلد ما يراه هذا ما أثبتته النظريات العلمية.. علينا استعادة وعى الأسرة فالمشاهدة لهذا الجهاز بدون ترشيد من قبل الأطفال فى غاية الخطورة.

أحمد وسامح طفلان فى الصف الثالث الابتدائى تحدثت معهما عما يريانه من أفلام عبر شاشة التلفاز وما يعجبهم تحدث أحمد معلقاً «أعشق مشاهدة أفلام الكارتون وخاصة توم وجيرى فهذا الفأر يتعارك مع القط ويضربه ويحاربه ويقوم بعمل مقالب به لدرجة أنه أحيانا يرسل سيارة لتعدى عليه وتصدمه ثم يخنقه!!!

أما سامح فأكد أنه يحب أفلام العنف ومصاصى الدماء وأنه لا يخاف من مشاهدة أفلام الرعب التى يراها مع والده ولكنه أحياناً يحلم ليلاً أحلاماً سيئة.

تحدثت عن هذه القضية قضية أفلام الكارتون الأجنبية المليئة بمشاهد العنف والقتل والمطاردات الفنانة صفاء أبو السعود التى حصلت أخيراً على جائزة من هيئة اليونيسيف «الهيئة المعنية بالأطفال» وذلك لاهتمامها بشكل خاص بالطفل فى أعمالها.

حاكم المستقبل

أكدت الفنانة صفاء أبو السعود أن علينا إيجاد عالم أفضل لصاحب السعادة الطفل فطفل اليوم هو حاكم المستقبل، الطفل لديه رغبة لمعرفة كل ما هو غريب ليرى أشياء لا يجب أن يراها فالطفل يتعرض للعنف بمشاهدته لجهاز التلفاز لساعات طويلة يرى بها كل مشاهد العنف والضرب والجنس بدون تقنين أو متابعة والأخطر هو الأفلام الكارتون الأجنبية التى يظهر بها كم العنف والضرب والمطاردات والقتل علينا إذن أن نتابع أفلام كارتون مصرية.. عربية تنمى جوانب خلقية للطفل مثل قيم العدالة والصدق والشهامة فالطفل ذو خيال واسع وينسج وبمنطق ويترجم كل ما يراه.

علينا أن نكون جميعاً أكثر وعيا لخطورة هذا الجهاز وما يبثها فلنأخذ ايجابياته ونترك سلبياته مثلا أفلام توم وجيرى أفلام تحكى عن مطاردة من القط للفأر وكيف يتبارى كل منهم فى تعذيب وقتل وخنق وصعق الآخر.

نوعيهم ونعلمهم وننبههم لخطورة ما يشاهدونه ويكون غير مناسب لهم ولسنهم ولعاداتنا وتقاليدنا.

د. ليلى كرم الدين أستاذ علم النفس ورئيس لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات أثارت قضية أخرى حول الإعلانات للسلع الاستهلاكية التى تعرض بالتلفاز وأن خطورتها هى زيادة أنماط الاستهلاك لدى الأطفال لذلك على الأم تقنين ساعات مشاهدة التلفاز ومناقشة أطفالها فى تلك الإعلانات وهذه المنتجات والحديث إليهم عن أضرارها ومحاولة توصيل فكرة الإعلان وتقريبها إلى أذهانهم وأنه ليس كل ما يعلن عنه هو حقيقة بالاضافة إلى تحديد ساعة معينة لا يصح بعدها أن يرى بها الطفل التلفاز.. أيضا هام جداً مراقبة الأم لطفلها فى كل ما يراه وغربلة ومنع كل ما تراه يؤثر على سلوك وفكر وأخلاق طفلها.

 

المصدر: مجلة حواء -إيمان الدربي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,724,559

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز