لماذا لايحبون قيادة المرأة للسيارة؟!

 

كتبت :رانيا علوي

 يتهم العديد من الرجال السيدات بأن قيادتهن للسيارات هي كارثة من الكوارث التي تحدث يوميا في الشارع المصري بل في العالم كله وذلك يرجع لسبب بطئهن في السر ..... ولكن هناك دراسة أجراها نادي السيارات الأوروبي انتهت إلي أن النساء يقدن سياراتهن بأسلوب يتسم بمزيد من الأمان أو بطريقة أقل عدوانية، وأنهن يتسببن في وقوع عدد أقل من الحوادث مقارنة بالرجال .

كما حللت المنظمة الأوروبية أكثر من 320 ألف حادث سير شهدتها الطرق الألمانية خلال عام 2002 لتكتشف أن ثلثي إجمالي الحوداث كانت بسبب رجال، وبالمقارنة تبين أن النساء تسببن فى 37 بالمائة فقط من إجمالي عدد الحوادث .

والآن كان علي أن أسأل بعض الشباب والفتيات عن سبب سوء سمعة «سواقة الستات»

تقول هبة حسين - 23 سنة : القيادة فى القاهرة صعبة بعض الشىء وذلك يرجع لعدة أسباب ومنها سائقو الميكروباص الذين كلما وجودا سيدة تقود السيارة يصرخون بأعلى صوتهم (أصلها ست اللى سايقة علشان كده الشارع واقف) والعديد من نوعية هذه الجمل ، فكل هذا الهجوم على «سواقة السيدات» ليس له مبرر خاصة أن هناك العديد من السيدات يقدن سياراتهن أفضل من رجال كثيرين فيكفى أن «سواقة السيدات» تتميز بالهدوء والحرص .

أما عن غادة علاء الدين - مهندسة تقول : هناك عدد كبير من الرجال يظنون أن قيادة السيدات للسيارات هى السبب الرئيسى فى وقوع عدد من الحوداث أو الإزدحام الذى لاينتهى أيضا من شوارع القاهرة ويعتقدون أن المرأة هى أيضا السبب فى حين أن الحقيقة هى أن قيادة الرجال هى سبب كل المشاكل لأنهم متهورون جدا وعصبيون بطريقة مبالغ فيها بالإضافة إلى أنهم يسعون دائما لزيادة السرعة أثناء القيادة كنوع من التباهى ، لكننا كسيدات نقود السيارات بحرص شديد منعا للمشاكل أو الحوادث .

وتؤكد شهد عامر - مترجمة فورية أنها تقود سيارتها بمنتهى الحرص والهدوء حفاظا على سلامتها وسلامة من حولها لكنها لاحظت أن الرجال دائما متسرعون ويريدون أن يطيروا بسياراتهم فلم يراعوا أن هناك سيارات حولهم بالإضافة إلى أنه كلما وجد أحدهم فتاة تقود سيارتها يحاول الاستعراض والقيادة بسرعة جنونية بالإضافة إلى أن بعضهم يتطاول علينا كفتيات ويقولون لنا أسوأ الألفاظ لمجرد أننا فتيات ولا نستطيع الرد عليهم وأنا لا أجد أى مبرر لذلك .

أما لمياء جلال - مدرسة فهى تعرف : بالفعل أن قيادة المرأة للسيارة تكون فى أغلب الأحيان أكثر من سيئة لأن هناك عدداً من النساء يكون رد فعلهم بطىء جدا وليس لديهن حسن تصرف فى المواقف المفاجئة والصعبة وذلك يرجع لضعف قلوبهم فبالتالى يكون هذا سببا لبعض الحوادث .

الرجل مضطهد

أما صلاح داوود - 26 سنة يؤكد أن هناك نوعين من السيدات اللاتى يقدن سياراتهن النوع الأول خائفات ومنكمشات بمعنى أوضح «لخمة» والنوع الثانى «سيدات يقدن بامتياز» .

يستكمل صلاح كلامه : إن الرجل يشعر الآن أنه مضطهد وأن حقوقه أصبحت لا تتساوى مع حقوق المرأة التى أخذت الكثير جدا من حقوقها فى المجتمع لذلك يكون رد فعله فى بعض الأوقات هو النقد الدائم للمرأة فى كل تصرفاتها ، حتى فى أبسط الأمور وفى قيادة السيارات .

شريف محمد - 29 سنة - مدرس علوم قال : أخواتى البنات شيرين وميرا تقودان السيارة وكأنهما .. «راكبين دراجة»، أكثر من سيئة وأحب أن أوضح أن هذا ليس فقط بالنسبة لأخواتى بل لكل السيدات السائقات للسيارات، وبصراحة أجد أن قيادتهن للسيارة هى كارثة تحدث كل يوم «ربنا يكفينا شر سواقتهن» .

المجتمعات الذكورية

وعن رأى علم النفس يقول د. إسماعيل يوسف رئيس قسم علم النفس بجامعة قناة السويس : لأننا مجتمع ذكورى فهو ينظر نظره دونيه للمرأة ، وهذا ليس هنا فقط بل فى العالم كله ، فمجتمعات العالم كلها تقدس الذكور وتفضلهم بشكل ملحوظ على الإناث ، والذى يعيد صياغة هذا المفهوم هى الأم التى تربى أبناءها على هذا الموروث الثقافى السلبى وهذا نوع من الطبقية الشديدة بين الرجل والمرأة ، لكن فى الواقع الآن أصبحت المرأة متميزة فى كل المجالات فأصبحت قاضية وضابط شرطة ومهندسة وإعلامية ناجحة فاستطاعت المرأة أن تترك بصمتها فى كل المجالات، وعن فكرة الموضوع أنا أجد أن هناك سيدات يقدن سياراتهن أفضل بكثير من قيادة الرجال وأكثر تركيزا فى وتميزا وإذا نظر أى ، رجل لتلك المسألة بشكل موضوعى دون انحياز لجنسه ستتبدل وجهة نظرة ويتعامل مع قيادة المرأة معاملة هادئة ليس فيها أي تميز لمجرد أنها امرأة 

 

المصدر: مجلة حواء- رانيا علوي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,852,371

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز