<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--<!--
بعد الثورة
للديمقراطية مكان فى بيوتنا !!
كتبت:نجلاء أبوزيد
جري العرف علي أن يدير الأبوان الأسرة وعلي الأبناء الطاعة ولا عزاء للمعترضين، لأن الكبير دائما هو الأقدر والأعلم بشئون إدارة الأسرة لكن بعد ما فعله الشباب المصري وقيامه بالثورة السلمية التي حظت بقبول العالم تغيرت الأوضاع في الأسرة المصرية وأصبح النظام الأسري السائد غير مقبول من الأبناء وظهرت دعوات واضحة لتغيير النظام في الأسرة.
وحول التغيير الذي أحدثته الثورة داخل بيوتنا وكيفية الاستفادة من حماس الأبناء للمشاركة في إدارة أسرهم كان هذا التحقيق
السيدة وفاء صالح - ربة بيت - تحدثت قائلة : لقد أعادت لى الثورة الثقة فى أولادى فقد كنت أعتبرهم أنانيين غير متحملين للمسئولية وأنهم مكبرين دماغهم لكن فجأة وجدتهم يشاركون مع أصدقائهم فى المظاهرات لا أنكر أننى خفت عليهم لكن بعد مرور الأزمة وتحول الدولة بإذن الله للأفضل بدأت أستمع لهم ولمناقشاتهم ولأول مرة يجلس معهم والدهم ويشركهم فى أمورنا المالية ويطلب نصيحتهم وفعلا وصفوا لنا خطط وبدائل لتقليل النفقات وكنت أظن فيما مضى أنهم مرفهون ولا يستطيعون التخلى عن اللحوم يوميا ، لكن بعد أن أشركناهم معنا وجدت ابنى الصغير وهو فى الصف الأول الإعدادى يخبرنى أنه ممكن يتخلى عن مصروفه حتى يعود عمل والده لسابق عهده .
أولادى يحاكمون والدهم لكن بأدب هكذا تحدثت رانيا عادل - موظفة - وقالت : أبنائى أعمارهم بين الثامنة والخامسة عشر وكنت أراهم أطفالا حتى فوجئت بهم منذ أيام وبعد مظاهرات قاموا بها فى المدرسة يطالبون بتغيير النظام فى البيت وأن يكون هناك اجتماع أسبوعى يتحدثون فيه مع والدهم عن مشاكلهم وأن يتوقف عن أسلوب الأوامر والشخط فيهم طالما درجاتهم فى الدراسة جيدة ولا يرتكبون أخطاء وفى البداية سخرت منهم لكن فوجئت بهم يوم الجمعة الماضية يتحدثون مع والدهم مطالبين بأن يستمع لرغباتهم وأن يعاملهم كأشخاص واعيين وأن من حقهم أن يشتركوا فى وضع الميزانية والمشاركة فى القرارات المصيرية وكانت مفاجآتى الكبرى فى السعادة التى ظهرت على وجه والدهم وجلوسه معهم وقوله لى الأولاد هم اللى هايعلمونا !!
السيدة مريم وجيه - محاسبة - تقول : لقد أعطت الثورة الجميع الفرصة لكى يعبر عن رأيه ويعترض على أى ظلم واقع عليه ومن الطبيعى أن يتأثر أولادنا بما يرونه أمامهم وكما تعلمنا من شباب الثورة يجب أن نتعلم أن نثق فى أولادنا وألا نعتبر مطالبهم تافهة طالما يستخدمون أسلوبا مؤدبا وواضحا فى التعبير عن مطالبهم وبصراحة إشراكهم فى إدارة شئون البيوت فرصة لأن يتحملوا المسئولية ويشعروا بمدى معاناتى أنا ووالدهم لتوفير احتياجاتهم وربما كنا نتهمهم فى الماضى بالسلبية والابتزاز وأنهم جيل لا يفكر إلا فى نفسه لكن بعد الثورة أصبح واجب علينا أن نسمع أولادنا لأنهم يستحقون ذلك حتى لا يطالبون برحيل النظام !!
الاستاذ أشرف كمال - موظف - يرى أن الأولاد فقدوا احترامهم للكبير وأصبحوا يشعرون أنهم قادرون بالصوت العالى أن يحققوا ما يطلبون وعلينا السمع والطاعة، وهذا خطأ وأنا مازلت أرى أن الأب والأم هم الأقدر على إدارة شئون الأسرة وأنه الأفضل بالنسبة للأولاد أن يركزوا فى دراستهم وإلا يحملون هم البيت حتى يصبحون شبابا كبارا لأن المسئولية هم وهم لن يستطيعوا تقديم أى مساعدة، كما أننى لن أنفذ رأى ابنى الصغير فهو لا يعلم مصلحته كما أراها أنا وأعتقد أن ما يحدث من رغبة فى تغيير نظام الأسرة هوجة متأثرة بالثورة وستهدأ بعد فترة !!
يختلف معه الأستاذ وائل نجم الدين - رجل أعمال - قائلا : التغيير أصاب كل شئ فى المجتمع وأصبح كل إنسان مطالب بأن يستمع لآراء من هو مسئول عنهم ففى عملى جلست مع العاملين بالمحل لأشركهم فى الأزمة التى نمر بها ليشعروا معى بالمشكلة المالية التى قد تضطرنى لتقليل رواتبهم حتى لا استغنى عن بعضهم وفى البيت يجب أن أستمع لأولادى وقد فوجئت بأن بداخلهم اعتراضات كثيرة على سلوكياتى معهم لكن الخوف كان يمنعهم أما الآن مع جو الحرية والثورة تحدثوا معى وطالبونى بأخذ يوم أجازة وبأن أخصص وقتا كل أسبوع للاستماع لهم وألا أحرمهم من ممارسة أنشطة خيرية سبق ومنعتهم عنها لأنها تضيع وقت المذاكرة، أولادى الآن يضعون شروطهم وأتفاوض معهم حتى لا يطالبون بإسقاطى وأنا لست حزينا مما يحدث لكن أرى أن ما يحدث فرصة لاشركهم معى فى الظروف المالية الصعبة التى يمر بها العمل ليقدروا ما أعانيه وليتعلموا أن إدارة أمور أسرة يحتاج الكثير من المسئولية .
وإذا كانت هذه آراء الوالدين فما هى آراء الأبناء الراغبين فى المشاركة فى إدارة أسرهم .
هيثم نجم الدين - ثانوية عامة : بصراحة كنت أعانى بشدة من إنشغال والدى الدائم وكون العلاقة بيننا محصورة فى طلبات مادية يلبيها لنا وأوامر تبلغنا أمى بها وعلينا الطاعة وبعد الثورة وحواراتى مع أصدقائى فى الفيس بوك اكتشفت أن لكل منا مشاكله مع أسرته وهو بالتأكيد لا يفكر فى تغيرها أو إسقاطها لكننا نطمع فى أن يسمع الكبار صوتنا ويعطونا الفرصة فى أن نشاركهم فى تحمل مسئولية الأسرة لكى نتعلم الديمقراطية فى البيت والمدرسة .
نهى رأفت - ثانية أداب : لقد منعتنى أسرتى من المشاركة فى الثورة خوفا على من أى سوء لكن بعد العودة للجامعة شاركت فى المظاهرات داخل الجامعة وعندما أخبرتهم طالبونى بالتوقف هنا أقنعت أشقائى بأن لغـة الأوامر لم تعد تصلح الآن فأنا أحترم أبواى وأقدر ما يبذلونه من مجهود من أجلى وأجل أشقائى لكن أتمنى أن يستوعبوا إننا كجيل عاش ثورة ملهمة صعب نستمر فى لغة الأوامر والطاعة العمياء فالمناقشـة مطلوبة والديمقراطية حلم وســـندافع عنه وكما تحقق على مستوى الدولة سيتحقق على مستوى الأسرة إذا استمر ضغط الأبناء لكن مع الحفاظ على الاحترام للأسرة .
وبعد استماعنا لآراء كافة الأطراف في العلاقة الأسرية توجهنا للمتخصصين للاستماع لتحليلهم وكيفية الاستفادة ممايحدث في المجتمع الآن.
د. نادية الحسينى - أستاذ العلوم النفسية والتربوية - تحدثت قائلة : يمر المجتمع المصرى ككل الآن بحالة فريدة من الرغبة فى المشاركة والتعبير عن الرأى فما حدث فى 25 يناير أعاد اكتشاف الشخصية المصرية ومن هنا كان من الطبيعى المطالبات المتواصلة من الشباب فى كل مكان بالتغيير والمزيد من الحرية والمشاركة ، وهنا على الأسرة استيعاب ما يحدث وعليها أن تدرك أن التغيير الذى طرأ على الأبناء هو شئ ايجابى إذا أحسسنا توجيهه وأتفقنا معهم أن من الجيد أن يعرف كل شخص حقوقه وواجباته وأن يعبر عن حقوقه بشرط أن يتم ذلك بأدب واحترام ودون تجاوز أن يدرك كلا الوالدين أن ممارسة الديمقراطية فى البيت يدرب أبناءنا على الثقة فى النفس وتحمل المسئولية وعلى الأسرة أن تتوقف عن تطبيق مفهوم أن الوالدين يفهمون أكثر وأن يعطوا الأبناء فى كل مرحلة عمرية قدرا من المشاركة فى قرارات البيت وذلك من خلال تطبيق فكرة اجتماع الأسرة وهذا النموذج يتيح الفرصة لمشاركة الابناء والديهم فى قرارات الشراء وغيرها من القرارات المصيرية التى تهم وتؤثر فى حياة الأسرة بحيث يكون الأبناء مقتنعين بقرارات الوالدين التى تخصهم والتى تخص إدارة شئون البيت بصفة عامة وعلى الأب أن يدرك أن التعلم من الأبناء ليس عيبا أو جريمة فأبناء هذا العصر منفتحين على ثقافات ومعارف تفوق ما تربى عليه الوالدان وبالتالى فالاستماع لهم أمر منصف ويساعد فى بناء شخصيتهم ، لقد ظلت الأسرة لفترة طويلة تتهم الأبناء باللامبالاة لكن فى نفس الوقت كان الأبوان محتكرين للقرارات ، لذا فعلينا ألا ننظر لما يحدث الان من احتجاجات أسرية ورغبة فى المزيد من التغيير فى الرأى أنها قلة أدب أو خروج عن التربية لكن يجب أن نستوعب أبناءنا وأن نمنحهم الفرصة ليشاركوا فى حوار أسرى له حدود ومعالم يحترم فيه الصغير قيمة ومكانة الأكبر، ولا يسخف فيه الكبير من أفكار الصغير وإن حققنا ذلك فأننا بذلك نعيد توازن الأسرة والانتماء لها ونعيد بناء جسور الثقة بين الأجيال وعلى الوالدين أن يحافظا على النظام والاحترام فى إدارة أى حوار مع الأبناء وألا يستخفا بأفكارهم ولا غضاضة أن نتنازل عن بعض آرائنا فى مقابل أن نكسب أبناءنا الثقة فى أنفسهم وفى قدرتهم على إدارة الحوار فى حدود المقبول وغير الضار ببنيان الأسرة.
ساحة النقاش