دروس فى الاحتواء العاطفى

كتبت : مروة لطفي

زوجي العزيز..

رغم الحب الكبير الذي جمعنا.. وأشواقي التي لم تنقطع لحظة منذ لقائنا إلا أنني مازلت أبحث عن احتوائك.. فقد عشت عمري أحلم برجل يغير من سمة الغضب التي اكتسبتها بحكم الضغوط الحياتية اللانهائية بينما تعلمني عيناه الصبر والهدوء اللذين حرمت منهما طوال حياتي.. فهل كنت هذا الرجل؟!.. لقد حولتني بفعل استفزازاتك إلي فوهة بركان قابل للاشتعال علي أتفه الأسباب ولأنني مازلت متمسكة بحلمي معك.. قررت البحث عن وسيلة تعلمك أبجدية الاحتواء فكانت تلك السطور ll

 «سعاد» ربة منزل فى العقد الخامس من العمر متزوجة من «كامل» الأستاذ الجامعى والذى ضحت من أجله وأبنائها منه بمستقبلها العملى علها تنال رضاه وتحظى باحتوائه وبدلاً من تقديره لمشاعرها تجاهه دأب على تعذيبها بجفائه وأهماله لأحاسيسها.. حتى أنه أخفى قلقه الشديد عليها أثناء مرضها متصوراً أن الاحتواء أفعال بدون أقوال.. لهذا كان الطلاق بعد ربع قرن من الزواج.. هكذا عبرت الكاتبة نادية رشاد عن حاجة المرأة للاحتواء فى مسلسلها «مباراة زوجية» فترى ماهو مفهوم الاحتواء من وجهة نظرها؟!..

تقول نادية رشاد: الاحتواء يعنى إيجاد شخص يتعاطف مع آمالك بعيداً عن النقد والسخرية.. فغالباً ما يتقبل الرجل الشرقى طموحات النساء بالاستهانة فقليلاً ما نجد رجلاً ينظر لعمل وهوايات زوجته خارج المنزل بجدية حتى أن كثيراً من الأزواج يوافقون على عمل المرأة للمشاركة الأقتصادية فقط.. فإذا ما توفر لهم دخل مادى مناسب استغنوا عن عملها وطالبوها بالبقاء فى المنزل.

وللأسف كثير من الزوجات يعانين من فقدان الشعور باحتواء أزواجهن إلا أن ردود فعل كل منهن تختلف عن الأخرى.. فبعضهن يتغاضين عن تلك الجزئية فى مقابل إيجابيات آخرى بينما تفشل أستمرارية بعضهن خاصة وأن الاستمرارية وحدها لم تعد فضيلة كما كانت فى جيلنا.. لهذا أناشد الأزواج والزوجات الجدد بضرورة احتواء كل منهم للآخر فإذا أفتقد أحد الطرفين احتواء الأخر فعليه تحفيزه بشتى الوسائل.. بداية من تجديد الشكل الخارجى وانتهاء بتغيير لغة الحوار ليصل كلا الطرفين لنقطة معينة من خلالها يتمتع كلاهما باحتواء الأخر..

غزو قلوب النساء

 «قوة الرجل تكمن فى احتوائه».. بهذه الكلمات بدأت الكاتبة وفية خيرى حديثها وأضافت أن المرأة ترفض الأحتواء المبنى على محو شخصيتها فهى تحب الرجل القوى الذى يستخدم الأسلوب الناعم والحنان لغزو قلبها.. وهنا تسلمه ماضيها وحاضرها ومستقبلها بكامل أرادتها حتى سلبياتها تلقى بها فى سلة المهملات لتنعم باحتوائه فإذا ما فشلت فى إيجاد هذا الرجل تصاب بهزة نفسية شديدة تنعكس على نظرتها لذاتها وتعاملاتها مع كل من حولها لتدخل رغماً عنها فى دائرة لا نهائية من البحث عن الأحتواء فيمن حولها.. وللأسف مهما تمتعت بحنان ونعومة المحيطين سواء أهل أو أصدقاء فهذا لن يغنيها عن احتواء زوجها ومن ثم عليها دفعه له بالمواجهة المباشرة تارة وبالتصنع بعدم القدرة على أخذ القرار بدونه تارة أخرى.

شعور غريزي

 وتؤكد الكاتبة الرومانسية منى نورالدين أن المرأة مهما حققت من مكاسب عملية وأقتصادية فهى بحاجة لاحتواء الرجل بل أنها لا تشعر بأى من مكاسبها إذا ما فقدت الأحساس بالاحتواء.. فهو شعور غريزى لديها لذا تظل تبحث عن الرجل الذى يحتضنها بنظراته.. يغلفها بمظلة حمايتها فلا تخشى مواجهة أى مشكلة كبرت أو صغرت طالما أنه بجانبها.. فقد خلق لاستيعابها بسلبياتها وايجابياتها بينما خلقت هى لتهتم بكل كبيرة وصغيرة فى حياته وتوفر له السعادة بكافة اشكالها وهذه ليست رومانسية كما يظن البعض بقدر ماهى مطلوبة فى العلاقة العاطفية الناجحة فبدون الأحتواء المتبادل ذهبت العلاقة إلى منعطف خطير..

- وتضيف منى نورالدين أن فقدان المرأة لاحتواء الرجل يوازى فقدانها لنصف عمرها لذا عليها تنشيط احتوائه باشعاره بأمومتها.. فهو طفل كبير يحتاج لمن تداعب مشاعره لتلعب دور الأم الصديقة، الزوجة، وقبل كل ذلك الحبيبة.. والأمر ليس صعباً بل يحتاج للذكاء الذى يفتح أبواب الأحتواء المغلقة.

مصيدة الزواج

l وإذا كان الاحتواء مفتاح النجاح لأى علاقة زوجية ناجحة.. فإلى أى مدى يؤثر فقدانه على نفسية طرفى العلاقة؟!.. والأهم هل يوجد علامات تنبىء بقدرة الآخر على الأحتواء قبل الوقوع فـى مصيدة الزواج؟!.

- لاشك أن فقدان أحد طرفى العلاقة الزوجية للاحتواء يؤثر سلباً على نفسيته حتى أنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بالقلق والأكتئاب ولأن الوقاية دائماً خير من العلاج يقدم أساتذة علم النفس بعض العلامات التى تنبىء عن قدرة احتواء الطرف الآخر وهى تختلف بين المرأة والرجل.. فعلامات الرجل الذى يستطيع أحتواءك تكمن فى الآتى:

- الحرص على القدوم قبل موعدكما مع عدم ملله من انتظارك فى حالة تأخرك.

- يحب والدته ويقدرها فهذا يعنى انه سيحتويك.

- لا يتباهى بالأشياء.. فالرجل الذى يتحدث كثيراً عن أملاكه يعنى انعدامه للأمان ومن ثم لن يستطيع منحه لك.

- ينظر إلى وجهك ويركز فى عينيك لالتقاط الإشارات الخاصة بك والتعامل معها..

- لا يغلق هاتفه المحمول دائماً فالرجل الذى يضعك فى المرتبة الثانية من اهتماماته بعد العمل وخلافه يعنى أن مشاعرك ستظل فى آخر أولوياته.

- أما علامات المرأة التى تستطيع الأحتواء فيمكن أجمالها فى الآتى:

- تقدر مشاعرك وتتفاعل معها..

- تشاركك الضحك بمعنى أن الأشياء التى تسبب لكما البهجة واحدة وإلا ستصبح الحياة مملة.

- تدفعك لعمل أشياء تتناسب مع أمكانياتك وتسمح لك بالقيام بالأشياء التى تحبها..

- لا تركز فى عاداتك السيئة وتتقبل عيوبك حتى أن خلافاتكما تساعد على نمو العلاقة وليس العكس.

- أخيراً.. تتقبل اسرتك والمقربين منك دون محاولتها لإبعادك عنهم.. 

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,112,589

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز