چيهان فاضل:

مصر هى أمى

 

كتبت:منال عثمان

لو أردت أن تضع لها توصيفا صحيحا خاصة لو كنت مثلى تراها لأول مرة بكل هذه الثورة والصوت المبحوح والتعبيرات الشديدة القوة والتأثير حتما ستقول المناضلة.. چيهان فاضل مع أن البعض قد يتصور أنها وهى بهذا الجمال والخطوات الفنية الواثقة والنجومية أنها لم تفاضل يوما إلا فى حفظ أدوارها وتراكيب ألوان ماكياچها.. والسقوط فى أغوار شخصياتها لكن هى أمامى مناضلة فعلا واصلة إلى أعلى درجات العشق الوطنى صدقتها وهى تقول لى .. قد يهون كل شىء إلا أن أشعر أن وطنى مصر الجميلة العفية الأبية تئن.. تكاد تسحق تحت وطأة كل هذا الفساد 

 ولماذا كنا نشعر بك بعيدة عن كل هذا؟

- بعيدة كيف يعنى يعنى أنتم مصريون وأنا من «كوالالامبور»!.. أنا مصرية جداً لا يغرك العيون الملونة والشعر الأصفر أنا من داخلى بنت بلد درجة أولى.. أموت فى مصر القديمة لا أقصد الحى طبعا.. أقصد حين كان يصطحبنى أبى ونسير على أقدامنا بعد أن نترك السيارة من باب الشعرية لباب الفتوح لباب النصر.. كنت مبهورة منذ طفولتى بهذه التحف المعمارية الشديدة الابداع والمهارة.. والحسين والغورية و«حوش آدم» فى ليالى رمضان.. نعم كنا نسكن منطقة راقية لكن أنا ارتبطت بهؤلاء أحببتهم يجوز لأنى عشت فترة من طفولتى خارج مصر.. وعندما اكتشفت جمالها الداخلى هذا بُهرت يقترب هذا المشهد الشعبى من المشهد السورى فهناك أيضا أماكن تشبه إلى حد ما هذه الأماكن.. أشعر دائماً بحب شديد لمصر مجنونة أنا بعشق النيل.. عندما تزوجت زوجى مصمم الأزياء «عمرو حمدى» وقضينا شهر العسل بالخارج.. كلما ذهبنا إلى مكان يقول لى - عاجبك؟ أقول - يعنى .. ونحن زرنا أماكن كثيرة وحتى قبله كنت أهوى السفر مع أسرتى - وعندما عدنا ودخل رمضان وعزمنا أصدقاءنا كنت فى قمة سعادتى وأنا فى القاهرة القديمة فمضحك زوجى قائلاً - أنتى مالكيش سفر - خليكى هنا!! رغم أن هناك أماكن خلابة فى أوربا.

أنت وزوجك عمرو كنتما مع الثوار تقاطعني؟

- من أول لحظة.. من أول دقيقة.. بل يجوز نزفنا دما مع أول شهيد من شهداء ثورة 25 يناير.

 هل أصبتِ؟

- أصبت فى قلبى بألم شديد وأنا أرى شابا فى عمر الزهور يسقط شهيداِ فى الميدان من ناحية الجامعة الأمريكية شارع محمد محمود.. كنت ملتاعة بشدة أحاول أن أطير إليه لكن التدافع كان رهيبا طوال أيام الثورة الثمانية عشر.. ملايين.. صرخ زملائى رفاق الهتافات من أجل التنحى - حنان سليمان ونهى العمروسى وهشام عبدالله وأستاذنا عبدالعزيز مخيون على أن أتماسك فسأرى المشاهد هذه كثيرا فنحن فى ثورة.. ولابد أن يكون هناك ثمن فادح لابد أن ندفعه .. عندما أصبت باغماءة من أثر القنابل المُسيلة للدموع وجدت مائة يد تمتد لى «بالماء والخل» والزجاجات الغازية كنا فى حالة من التآخى والتراحم رائعة.. هدفنا واحد نجهر به بأعلى أصواتنا مطالبين بإسقاط النظام.. أن نطهر بلادنا من الفساد والمحسوبية والرشوة والظلم والاستعباد والقهر والنصب.

 لقد كانت أفواهنا مكممة؟

- أفواهنا مكممة وعيوننا معصوبة.. ما كان أحد بيده حيلة ومن فقط يحاول أن يتملص لو كان صحفيا صاحب قلما شريفاً مثلا انظرى ماذا حدث أذكرك فقط بالاستاذ إبراهيم عيسى على أية حال الحمدلله ما أردنا حدث لكن حقيقى المشكلة الآن فى كيفية ترتيب أوراقنا.. تؤرقنى كثيرا هذه الفوضي.. الغياب الأمنى يجعلنا كشعب فى حالة رعب صحيح غضبنا عندما انسحبوا وتركونا لكن لا وقت الآن للغضب أخشى جدا على البلد من كل هذا يقفز ليؤكد أنه كان من شرائح الثورة - ماشى - موافقة لكن لابد أن نحافظ عليها.. لا يخطفها أحد.. لابد أن نبنى لا نهدم.. البلطجة فى الشوارع هدم.. الفتنة الطائفية هدم.. أفعال السلفيين هدم.. ما تنشره الصحافة بكل ألوانها هدم حسرتنا ونحن نعرف أن ثرواتنا وأموالنا نُهبت بهذا الشكل ووضعت بين أيدى الرئيس وعائلته والشلة حوله هدمت فى نفوسنا.. الآن نريد الاستقرار .. من أجل مستقبل أولادنا.

 ما رأيك فيمن يقول أن القرارات والمحاكمات بطيئة والوقت يمر مما يقوى شوكة الثورة المضادة؟

- الحقيقة بدأنا نشعر برعب!! لماذا هذه المماطلة فترة طويلة ظل الشريف وزكريا وسرور لا يقترب منهم أحد بل ظل زكريا رئيس ديوان رئيس الجمهورية ونحن بلا رئيس جمهورية!! صعب جدا هذا.. أنا أثق تماما فى حكمه وقدرات وتوجهات القوات المسلحة وأيضاً الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذى رأيته فى السودان يدير الأمر بهدوء وروية تعجبنى جدا شخصيته لكن هل نحن فى حاجة للهدوء أم الإسراع؟ لا أعرف لدى ولدينا كلنا حيرة.. لكن يجوز هم أكثر فهما.. «تسكت لحظة».. لا بالتأكيد .. هم أكثر فهما ونظرتهم أعمق للأمور.

أين كنت أثناء موقعة «الجمل»؟

- كنت لم أتى بعد للتحرير لأن ابنتى «علياء» كانت متعبة قليلا وبعد أن أطمئنت عليها نزلت أنا و«عمرو» زوجى وعرفنا بالموضوع.. لأن للصدفة لم نكن نرى قناة الجزيرة فى هذا اليوم رغم متابعتنا الدائمة.. وذُهلت وذهلت أكثر مع فتح التحقيقات والأسماء المتورطة فيها معقول «الحاجة عيشة»!!!

وموقعة الجلابية؟

- مصيبة .. معقول الدنيا هيصة هكذا.. مكان مفتوح وستاد القاهرة.. من أين دخلوا هؤلاء الذين يحملون سنج ومطاوى وسكاكين!!! لابد أن تجرى التحقيقات سريعا ولا يهرب أى مرتكب لأى شيء سواء فى هذا اليوم.. أو المواقع الأخرى والجرائم والخطف والقتل وتهريب المساجين.. وخطف بنت ابن عصمت السادات.. ما هذا إحنا فين!!!!

لو سألتك علياء يوما عن مصر وثورة يناير ماذا ستقولين لها؟ - يا ابنتى فعلناها لأنها بلدنا.. مصر هى أمى  

 

المصدر: مجلة حواء- منال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,295

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز