أنت وزوجك والأبناء .. والإستعداد للإمتحانات
كتبت :ايمان حمزة
بدأ الإعلان عن حالة الطوارىء بكل بيوتنا المصرية .. فالكل يستعد لإمتحانات الأولاد والبنات بكل مراحل التعليم المختلفة من الحضانة إلى الجامعة مروراً بكل السنوات من الإبتدائى إلى الإعدادى والثانوى .. ولم يبق إلا أيام معدودات لتجتاح الإمتحانات وتبدأ بلا هوادة .. وكأنها معركة الأمهــات والآباء وليس فقط الأبنــاء فالكل قد أنهكته الدراسة والمدارس والدروس الخصوصية وأباطـــرتها الذين تناســوا أنهم أولا وأخيراً أبـــاء وأمهات ..
ولكن فالأهم أن تدركى جيداً دورك ومسئوليتك الكبيرة كأم لتهدئة الأعصاب المجهدة .. ولتكونى صمام الأمان لأبنائك .. ولتشجعى زوجك على مشاركتك المسئولية لإستقبال الإمتحانات للوصول بالأبناء إلى بر الأمان والنجاح والتفوق .. وتهدئة الأجواء بعيداً عن القلق والمشاحنات من الخوف والقلق على نتائج الإمتحانات ومصير الأولاد والبنات.
الاحتواء الأسري
فهل أعددت نفسك وهيأت أسرتك الزوج والأبناء للاستعداد الصحيح لهذه الأوقات .. فالنجاح والتفوق يأتيان دائماً من خلال منظومة متكاملة للإحتواء الأسرى الذى يبدد الخوف والقلق من نفوس الأولاد والبنات . ويقوى الثقة بالنفس .. علينا كأمهات وآباء أن يكون قلقنا على الأبناء من النوع الإيجابى وليس المدمر بعيداً عن قائمة الممنوعات والحرمان الكامل من كل دقيقة ترفيه .. فالإحساس بالأمان بعيداً عن المشاحنات الأسرية واستقطاع وقت قليل للترفيه وممارسة رياضة خفيفة .. وإشاعة جو من المرح والسعادة سيفيد كثيراً فى المراجعة والإجابة الصحيحة فى ورقة الإمتحان ..
ومن المهم أن نتفهم دائماً قدرات كل إبن وإبنة ونحفزهم على المزيد من الإجتهاد والتفوق والنبوغ .. وأن نبتعد تماماً عن الضغط والإستفزاز لمشاعرهم بالمقارنات غير المتكافئة بينهم فى القدرات مع من يفوقونهم من الذكاء والقدرة الإستيعابية والتحصيلية من الأخوة والأصدقاء .
وأن نتيقن تماماً لما قد يعوق هذه العملية التحصيلية من مشاكل صحية من النظر أو السمع أو الأنيميا أو الصداع وغيرها .. من الأمور التى قد تفوت علينا . رغم معاناة الأبناء منها والتى تفقدهم قدرة كبيرة من التحصيل .. فلنسارع للمتخصصين من الأطباء لمعالجتها وإن كنا قد تأخرنا فلننقذ ما تبقى من وقت .
ومن المفيد أيضا أن نكتشف مواطن القوة بداخل كل منهم وننميها ونحن نقوم أسباب الضعف لديهم .. فلنشجعهم ولا نحبطهم .. ولنمدهم بمزيد من الدعم المعنوى والتحفيز على المراجعة والإستعداد العملى لإستقبال الإمتحانات من خلال التدريب على مواجهة ورقة الإمتحان دون رهبة والتعامل معها وفى الوقت المحدد المماثل للإمتحان الحقيقى من خلال الإجابة على إمتحانات السنوات السابقة.. فنبسط لهم المواجهة .. والمراجعات كثيرة بالقنوات المتخصصة التعليمية بالتليفزيون المصرى وأيضا الصحف اليومية ويقدمها الخبراء المتخصصون بالمواد المختلفة ..
دربى أبناءك على التفكير والإعتماد على النفس وليس الحفظ لمواجهة أسئلة الذكاء والبحث حتى لا تفاجئهم فى الإمتحان ..
رفقا بالأبناء
ولنترفق بأولادنا وبناتنا حتى لا نجنى عليهم من الخوف المدمر من مواجهة الفشل وما نسمع عنه من محاولات الإنتحار والتخلص من الحياة لمجرد إخفاقهم فى حل الإمتحانات .. فلنرحمهم من خبرتهم الصغيرة فى مواجهة الأزمات .
ولنعلمهم أن الفشل ليس نهاية الحياة بل أحياناً كثيرة بداية النجاح .. فالنجاح قد يكون صعباً ولكنه ليس مستحيلاً .. وكثير من الشخصيات الناجحة من حولنا واجهوا الفشل فى طريقهم ولكنهم إستفادوا منه فى إكتشاف طرق التغلب عليه والصمود قوياً لإختيار طرقاً أخرى جديدة ليشقوا حياتهم ونجاحاتهم من خلالها .
لا تقهروا صغاركم لتحقيق رغبات لم تحققوها فى حياتكم من الوصول لكليات القمة من طب وهندسة وغيرها .. فلكل إنسان رغباته وإمكانياته التى يبرع فيها ويكون أكثر قدرة على النجاح فى دراستها .. والحياة إختلفت عن الأمس المهم ما هى إحتياجات سوق العمل .. فأصبحنا فى عصر البرمجيات والهندسة الوراثية والإستثمار ونظم المعلومات والتسويق الدولى وإدارة الموارد البشرية .. ومجال معالجة التخاطب وذوى الإحتياجات الخاصة والإبداع الفكرى والفنى والأبحاث العلمية والأهم التمييز وهو السبيل الوحيد للتفرد والنجاح .. ولن يكون ذلك إلا من خلال الرغبة فى دراسة مجالات بعينها دون إرغام من الأهل .. فلندعم أبناءنا فى إكتشاف إمكانياتهم وقدراتهم وماذا يريدون أن يكونوا فى المستقبل .. أن نخلق بداخل كل منهم هدف قوى يبذل كل قدراته لتحقيقه ليصبح له وجود فى الحياة .. فالأهم أن يكون مستمتعاً بدراسته التى يحبها حتى يحقق النجاح بها ويبدع فى العمل الذى يقوم به بعد التخرج والذى يتوائم مع فرص العمل المتاحة فى مصر وخارجها .. حتى لا يصيبنا وأبناءنا الإحباط والعقد النفسية من الجلوس فى البيت فى إنتظار فرصة عمل قد يطول مجيئها .. ولتكن نظرتنا للتعليم أكثر وعياً ليجد كل منهم ذاته ويصنع مستقبله بنجاح ..
ولننطلق بأبنائنا بقوة عن الخوف والقلق والتوتر التى تكبل قدراتهم فى الإمتحانات وندعمهم بتنظيم الوقت والتغذية السلمية التى تمكنهم من اليقظة والإستيعاب .. ولا تتخمهم وتعوق إستذكارهم وأخذ قسطا من الراحة والنوم شىء ضرورى لتركيز المعلومات وإسترجاعها وقت الإمتحان مع تناول كوبا من عصير فاكهة طازجة وعسل النحل يمدهم بمزيد من الطاقة والحيوية .. ولنعلمهم أن التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب هو طوق النجاة للنجاح فى الحياة دائماً ..
ساحة النقاش