إرادة الله عز وجل كلها خير وحكمة وعدل

 

كتبت :أمل مبروك

العاقل من تدبر الأمور ونظر في الأسباب والعواقب وعلم أنه ما من شيء في هذا الكون إلا ولله فيه حكمة وأنه سبحانه ما خلق شيئا عبثا .. قال تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ، وأنكم إلينا لا تُرجعون. 

هل كل ما يقع في هذا الكون هو بإرادة الله تعالى ؟ وإذا كان كذلك فكيف تقع الأشياء التي لا يحبها الله في ملك الله وبإرادته ؟

ثريا مصطفى _ طبيبة حديثة التخرج

- يوضح فضيلة د. على جمعة _ مفتى الجمهورية - أن بعض الناس قد ضلوا في باب القدر لأنهم ظنوا أن إرادة الله للفعل تقتضي محبته له فجرهم ذلك إلى القول بأن أفعال الشر تقع بغير إرادة الله ، والحق أنه لا علاقة بين ما يحبه الله ويريده شرعا ، وبين ما يقضيه ويريده ويقدره كوناً ويتضح ذلك بالنقاط التالية :

- إرادة الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة على قسمين : الأول هو الإرادة الكونية القدرية : وهي مرادفة للمشيئة ، وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء ؛ فالكافر والمسلم تحت هذه الإرادة الكونية سواء ؛ فالطاعات ، والمعاصي ، كلها بمشيئة الله وإرادته . ومن أمثلتها قوله تعالى : وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ ، وقوله : فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ .

القسم الثاني هو الإرادة الشرعية الدينية : وهي مختصة بما يحبه الله ويرضاه . . ومن أمثلتها قوله تعالى : يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر ، وقوله : وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ، وقوله : مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ.

- الفرق بين الإرادتين : بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية فروق تميز كل واحدة منهما عن الأخرى ، ومنها أن الإرادة الكونية تتعلق بما يحبه الله ويرضاه ، وبما لا يحبه ولا يرضاه . أما الشرعية فلا تتعلق إلا بما يحبه الله ويرضاه فالإرادة الكونية مرادفة للمشيئة ، والإرادة الشرعية مرادفة للمحبة .

والإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلاً ، وسائر الشرور ؛ لتحصل بسببها أمور كثيرة محبوبة لله تعالى كالتوبة ، والمجاهدة ، والاستغفار . أما الإرادة الشرعية فمقصودة لذاتها ، فالله تعالى أراد الطاعة وأحبها ، وشرعها ورضيها لذاتها .

كما أن الإرادة الكونية لابد من وقوعها .. فالله إذا شاء شيئاً وقع ولا بد ، كإحياء أحد أو إماتته ، أو غير ذلك . أما الإرادة الشرعية ـ كإرادة الإيمان من كل أحد ـ فلا يلزم وقوعها ، فقد تقع وقد لا تقع ، ولو كان لابد من وقوعها لأصبح الناس كلهم مسلمين .

والإرادة الكونية متعلقة بربوبية الله وخلقه، أما الشرعية فمتعلقة بألوهيته وشرعه .

والإرادتان تجتمعان في حق المطيع، فالذي أدى الصلاة ـ مثلاً ـ جمع بينهما ؛ وذلك لأن الصلاة محبوبة لله ، وقد أمر بها ورضيها وأحبها ، فهي شرعية من هذا الوجه ، وكونها وقعت دل على أن الله أرادها كوناً فهي كونية من هذا الوجه ؛ فمن هنا اجتمعت الإرادتان في حق المطيع .

وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر ، ومعصية العاصي ، فكونها وقعت فهذا يدل على أن الله شاءها ؛ لأنه لا يقع شيء إلا بمشيئته ، وكونها غير محبوبة ولا مرضية لله دليل على أنها كونية لا شرعية .

وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر المأمور به ، وطاعة العاصي المطلوبة منه بدل معصيته ، فكونها محبوبة لله فهي شرعية ، وكونها لم تقع ـ مع أمر الله بها ومحبته لها ـ دليل على أنها شرعية فحسب.

هذه بعض الفوارق بين الإرادتين ، فمن عرف الفرق بينهما سلم من شبهات كثيرة ، زلت بها أقدام ، وضلت بها أفهام ، فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيراً ومن نظر إلى الشرع دون القدر أو العكس كان نظره منقوصا .

- أفعال الله كلها خير وحكمة وعدل :

فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يفعل لحكمة يعلمها هو ، وقد يُعْلم العباد أو بعضهم من حكمته ما يطلعهم عليه ، وقد يعجز العباد بعقولهم القاصرة عن إدراك كثير من الحكم الإلهية . والأمور العامة التي يفعلها سبحانه تكون لحكمة عامة ، ورحمة عامة كإرساله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ " إنه سبحانه حكيم ، لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة ، وهي الغاية المقصودة بالفعل ، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فَعَل ، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل ، وقد دل كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا "

هذه الكلمات

هل يوجد حديث صحيح فى فضل قول هذه الكلمات الست مجتمعة، وليس خمسة منها أو أربعة: تبارك الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا إله إلا الله؟

أمانى نصر الدين _ طالبة بآداب عين شمس

- يؤكد فضيلة د. عبد الله النجار _ عضو مجمع البحوث الإسلامية _ أنه لم يتم العثور على حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم يجمع الألفاظ كلها، وإنما عثرنا علي حديث موقوف عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال فيه: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله: إن العبد إذا قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، قبض عليهن ملك فضمهن تحت جناحه وصعد بهن، لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجىء بهن وجه الرحمن. ثم تلا عبد الله: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. رواه الحاكم وصححه.

وروى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.

وروى مسلم أيضا في صحيحه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. 

 

المصدر: مجلة حواء- أمل مبروك

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,464,662

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز