السهرة تحلى ..

 ولكن السهرات فرصةللتعارف وصلة الرحم

كتبت : نجلاء أبو زيد

طقوس رمضان .. طقوس خاصة جداً نعشقها نذوب فى تفاصيلها.. ،ننتظرها من العام للعام وبالرغم مما تمر به البلاد من أحداث عقب ثورة 25 يناير إلا أن سهرات رمضان ستظل طقساً شديد الخصوصية نسعى للاستمتاع به لكن شرط ألا تتعارض مع طبيعة الشهر الكريم، وحول السهرات الرمضانية الهادفة والمفيدة كان هذا التحقيق ...

الأستاذ فتحى عبدالجواد مهندس تحدث قائلاً سهرات رمضان تقتصر على أيام الأجازة الأسبوعية أما فى أيام العمل فالسهرة تنتهى بأداء صلاة التراويح والعودة للنوم والأستيقاظ على موعد السحور وفى الأجازة تكون السهرة إما لدى الأهل أو الأصدقاء أما الخروج فالزحام يحرمنا مه خاصة وأن لدى أطفالاً صغاراً والأسواق تكون زحمة جداً، وفى هذه السنة ومع الغياب الأمنى الأفضل للجميع صلة الرحم فى سهرات عائلية نناقش فيها مايحدث حولنا.

لمياء محروس تقول: عادة أقابل أصدقائى لنتناول الإفطار ثم الخروج وقضاء الوقت فى أحد الأماكن الثقافية المشهورة وعلى رأسها ساقية الصاوى التى تقدم سهرات محترمة جداً فى رمضان لكن طبيعة رمضان الخاصة جداً هذا العام ستجعلنا نذهب لميدان التحرير ومتابعة ما يحدث فى رمضان خاصة وأن البعض اتفقوا على السهر فيه للاستماع للإذاعات الموجودة بداخله والمناقشات الثورية التى تتم فيه.

سهرات رمضان عادة كل سنة ولن نتوقف عنها حتى بعد الثورة هكذا بدأ أمجد توفيق موظف حديثه وقال: أعتدت فى رمضان السهر فى الحسين مع أصدقائى أو أخذ أسرتى والتنزه فى وسط البلد والفرجة على المحلات لكن مع الأحداث الحالية سأفضل الخروج بمفردى أما أسرتى فأفضل أن تكون سهراتها عائلية لأن الليل غير أمن فى هذه الفترة وبين الحين والحين تحدث أحداث تصيبنا بالقلق والتوتر، لكن سنسهر مع أصدقائنا فى منازلهم ومن حسن حظى أن لى صديقاً صوته جميل فى الإنشاد الدينى والسهر فى بيته له طعم روحانى يسعدنا جميعاً.

أم محمد ربة بيت ردت متعجبة ومندهشة وقالت: سهرات إيه فى رمضان الأفضل يجلس كل واحد فى بيته ويقرأ القرآن والسهر موجود طول السنة وكفاية أولادنا الشباب يسهرون على المقاهى حتى موعد السحور ثم يأكلون وينامون حتى العصر، فالسهر يخرجك من الجو الروحانى والأفضل اللقاءات العائلية التى تنتهى مبكراً ليعود كل واحد لأذكاره وصلواته وأتمنى أن يعرف الشباب المعنى الحقيقى لرمضان وأنه ليس مجرد صوم بالنهار وسهر على المقاهى بالليل!!

الأستاذ سعيد عبدالمنعم موظف يقول ليس من طبعى السهر فى رمضان لكن هذا العام يقوم الجامع المجاور لى بعمل ندوات دينية وتثقيفية عقب أداء صلاة التراويح وهى شىء مفيد يجعل الشخص يصطحب أسرته حتى يستفيد الجميع ثم نخرج لنأكل الذرة المشوى والتين الشوكى ليشعر الأولاد أنها فسحة وطبعاً هذه النوعية من السهرات شىء مطلوب فى رمضان وربنا يكثر من الأماكن التى تقدم سهرات محترمة هادفة تناسب الأسرة بعيداً عن المقاهى والشيشة التى أرى ضرورة منعها فى رمضان .

سهرات رمضان فرصة لصلة الرحم فى الزمن الصعب هكذا بدأت السيدة عائشة عبدالرحمن موظفة تقول: الحياة الصعبة تجعل التواصل مع الأهل والجيران شيئاً نادراً لكن عندما يأتى رمضان تظهر بداخلنا رغبة قوية فى التواصل مع كل الأحباب والأصدقاء إما من خلال دعوات الإفطار أو التجمع بعد صلاة التراويح، وطبعاً بسبب فقدان الأمن الذى يعانيه الآن سيفضل الجميع السهرات العائلية فمنها صلة رحم وأسترجاع ذكريات وتواصل مع المحيطين بنا والمناقشة فى أحوال البلد وأرائنا فى المستقبل.

وحول كيفية الاستمتاع والاستفادة من السهرات الرمضانية تحدثنا مع د.زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع فقالت: كل لحظة من لحظات شهر رمضان هى متعة وفائدة لأى إنسان عاقل أعد نفسه للاستفادة من نفحات وروحانية الشهر الكريم وإذا تحدثنا عن السهرات الرمضانية سنجد أن هناك إختلافاً واضحاً فى كيفية قضاء سهرات رمضان داخل المجتمع المصرى فبينما يرى البعض أن ليل رمضان كله عبادة ولايجوز القيام فيه بأى نشاط آخر يقضى البعض الآخر الليل فيما يسمى الخيم الرمضانية ويشربون الشيشة ويستمعون للأغانى ويعيشون جواً أبعد ما يكون عن روحانية الشهر الكريم وما بين هذين الاتجاهين نجد الغالبية العظمى من الشعب المصرى حيث يستخدم الوقت فى التجمعات العائلية لصلة الرحم أو حضور ندوات دينية أو ثقافية وهناك أماكن كثيرة محترمة جداً أصبحت تقدم سهرات مفيدة وهناك إقبال واضح من الشباب المصرى والعائلات عليها ومنها على سبيل المثال ساقية الصاوى.

وكلما استطاع الشخص تحقيق شىء مفيد كلما كان ذلك من روح الشهر الكريم وأعتقد أن رمضان ما بعد الثورة له طابع خاص أعطى سهراته طابعاًَ مختلفاً عما مضى حيث يقضى معظم الناس الوقت فى مناقشات سياسية حول مستقبل مصر والرئيس القادم والانتخابات وهذا شىء جيد فالتلاقى وصلة الرحم والتحاور كلها أشياء إيجابية والقيام بها فى ليل رمضان لايتعارض مع روح وطبيعة الشهر الكريم، وأكدت أن السهرات الرمضانية طقس رمضانى جميل لايجب التخلى عنه لكن يجب أن نحرص أن يتفق وطبيعة الشهر الإيمانى ولا يقوم فيه الانسان بأى شئ مرفوض فى رمضان أو غيره.