من شفيقة محمد إلى رانيا فؤاد
مازالت المرأة ثائرة..
كتبت :ماجدة محمود
كان أول ظهور للمرأة فى مظاهرات 1919م، حين خرجت من أجل التعبير عن رأيها والاحتجاج على قتل المتظاهرين السلميين. تتقدمهن صفية زغلول وهدى هانم شعراوى زوجة على شعراوى باشا، سيزا نبراوى وأخريات من رائدات الحركة النسائية المصرية..
فى ثورة 1919م سقطت شهيدات برصاص قوات الإحتلال الإنجليزى، وفى ثورة يناير 2011م سقطت شهيدات برصاص مجهول ومازالت المرأة ثائرة..
يمشين فى كنف الوقار وقد أبن شعورهن.
وإذا بجيش مقبل والخيل مطلقة الأعنة.
وإذا الجنود سيوفها قد صوبت لنحورهن..
ما أشبه الليلة بالبارحة! فالتاريخ يعيد نفسه. وهذه الأبيات التى وصف بها شاعر النيل «حافظ إبراهيم» ثائرات ثورة 1919م حينما خرجن مطالبات بالحرية لمصر، ما وصفه الشاعر ينطبق على ثائرات 2011م، المشهد هو ذاته نفس المشهد ونتائجه واحدة لم تتغير إلا أن الاختلاف أن شهيدات 1919م سقطن برصاص الجيش الإنجليزى، والأخريات برصاص مجهول الهوية، لكن فى النهاية هن شهيدات الحرية،اثمن الثائرات ll
خرجت المتظاهرات كما يقول عبدالرحمن الرافعى فى كتاب "ثورة 1919 تاريخ مصر القومى من سنة 1914 إلى سنة 1921"، فى حشمة ووقار وعددهن يربو على 300 من كبرى العائلات وأعددن احتجاجًا مكتوبًا ليقدمنه إلى معتمدى الدول، قلن فيه: جناب المعتمد.. يرفع هذا لجنابكم السيدات المصريات أمهات وأخوات وزوجات من ذهبوا ضحية المطامع البريطانية يحتججن على الأعمال الوحشية التى قوبلت بها الأمة المصرية الهادئة ،لا لذنب ارتكبته سوى المطالبة بحرية البلاد واستقلالها تطبيقًا للمبادئ التى فاه بها الدكتور. ويلسن وقبلتها جميع الدول محاربة كانت أم محايدة.
نقدم لجنابكم هذا ونرجو أن ترفعوه لدولتكم المبجلة لأنها أخذت على عاتقها تنفيذ المبادئ المذكورة والعمل عليها». سارت السيدات فى صفين منتظمين، وجميعهن يحملن أعلامًا صغيرة، طفن الشوارع الرئيسية فى موكب كبير، هاتفات بحياة الحرية والاستقلال وسقوط الحماية، ولكن الجنود الإنجليز لم يدعهن فى طريقهن فحينما وصلن إلى شارع سعد زغلول يردن الوصول إلى بيت الأمة ضربوا نطاقًا حولهن وأوقفوا مسيرتهن وسددوا إليهن البنادق والحراب، وبقيت السيدات هكذا مدة ساعتين تحت وهج الشمس المحرقة، لا يرهبهن «تهديد، وتقدمت واحدة منهن وهى تحمل العلم إلى جندى وجه بندقيته إليها ومن حولها، وقالت له بالإنجليزية (نحن لا نهاب الموت، أطلق بندقيتك فى صدرى لتجعلوا فى مصر مس كافل ثانية) ومس كافل هى الممرضة الإنجليزية المشهورة التى أسرها الألمان فى الحرب العالمية الأولى واتهموها بالجاسوسية وأعدموها رميًا بالرصاص وكان لإعدامها ضجة كبيرة فى العالم، فخجل الجندى وتنحى عن طريق المتظاهرات، فكتبن احتجاجًا ثانيًا على هذه المعاملة الغاشمة، ألحقنه باحتجاجهن الأول، وقدمنه إلى معتمدى الدول.
كانت هذه المظاهرة هى الأولى التى سرعان ما لحقتها غيرها من مظاهرات نسائية، انتقلت عدواها من الطبقة الأرستقراطية إلى شرائح الطبقة الوسطى، ومنها إلى نساء الطبقة العاملة، التى سقطت منهن شهيدات.
أم المصريين تتقدم الصفوف وظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى صورة لم يعتدها المجتمع، بخروجهن لأول مرة فى المظاهرات الحاشدة والمنظمة إلى الشوارع ، وكانت أول شهيدتين فى هذه الثورة هماالسيدتين حميدة خليل وشفيقة محمد. وفى عام 1920 تم تشكيل لجنة الوفد المركزية للسيدات، نسبة لحزب الوفد بزعامة سعد زغلول، وانتخبت السيدة هدى شعرواى رئيسة لها.
ومن الأسماء التى وقّعت على أول بيان احتجاجى نسائى- بحسب ما ذكره الرافعى فى كتابه عن ثورة 1919- وفضلن الانتساب إلى الزوج أو الأب الآنسة كريمة محمود سامى البارودى، ابنة محمود سامى البارودى، باستثناء هدى شعراوى التى آثرت أن تذكر اسمها مقروناً بـحرم على شعراوى. أما صفية زغلول فوقعت باسم حرم سعد زغلول باشا، وكذلك حرم قاسم أمين وجولييت صليب.
نساء ثورة 19
صفية مصطفي فهمي، التي لقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلي زوجها الزعيم سعد زغلول، وقد ولدت في عام 1878م لعائلة ارستقراطية، فوالدها مصطفى فهمى باشا، من أوائل رؤساء وزراء مصر، وقد أطلق عليها لقب "أم المصريين" لنضالها الوطني، حيث قادت المظاهرات النسائية المطالبة بالاستقلال.
وتعد واحدة من أبرز الشخصيات، التى أسهمت إسهاماً عظيماً فى إشعال جذوة الثورة، فقد شاركت فى تكوين هيئة وفدية من النساء عام 1919، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية. وفى 13 ديسمبر من نفس العام اجتمع عدد كبير من نساء مصر فى الكاتدرائية المرقصية، وقدمن احتجاجاً شديد اللهجة على ما يجرى من سلطات الاحتلال.
وفى 9 مارس 1920 اجتمعت السيدات فى منزل سعد زغلول، وألهبت أم المصريين ، صفية زغلول، حماسة السيدات، وأكدن مطالبهن القومية، التى كان على رأسها تعليم المرأة حتى مرحلة الجامعة، والسماح لها بالانخراط فى العمل السياسى، وتكوين الأحزاب.
هدى شعراوي
من ناشطات الحركة النسائية واسمها نور الهدى محمد سلطان باشا، ابنة رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق، وقد ولدت بالمنيا في 23 يونيو/ حزيران 1879م، وانعكس نشاط زوجها علي الشعراوي السياسي في ثورة 1919 م على نشاطها، فقادت مظاهرات نسائية عام 1919 م، وأسست "لجنة الوفد المركزية السيدات".
وفي عام 1921 م، دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى للزواج ليصبح 16 عاما للفتيات، و18 عاما للفتيان، وأشهرت أول اتحاد نسائي في مصر عام 1923 م، وترأسته حتى عام 1947م.
درية شفيق
ولدت في طنطا 1908 - وتوفيت في القاهرة عام 1975، صحفيه و كاتبة و مناضلة مصرية من رائدات حركة مساواة المرأة في مصر ويرجع إليها الفضل فى أن المرأة المصرية أصبح لها الحق فى الانتخاب والترشيح عن طريق تعديل مواد الدستور المصري.
فى فبراير 1951 تزعمت مظاهرة ضمت ألف وخمسمائة سيدة ودخلت بهن مبنى البرلمان تطالب بحقوق المرأة المصرية من النواب بطريقة مباشرة وهذه كانت حركة ثورية مثلت نقطة تحول فى تاريخ المرأة فى العصر الحديث ، فبعد اقتحامها البرلمان بأسبوع عرض على النواب قانون ينص على نيل المرأة المصرية حق الانتخاب و الترشيح للبرلمان .
حكمت أبو زيد
أستاذة جامعية سابقة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في الستينات. كما شغلت منصبا وزاريا في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واختلفت مع الرئيس السادات.
وغادرت مصر مع زوجها الدكتور محمد الصياد إلى ليبيا وعملا أستاذين في جامعة الفاتح بطرابلس وألصقت بها السلطة اتهامات بأنها وراء ما حدث للسفارة المصرية في ليبيا وعاشت في المنفى مدة (19) عاما وكان اسمها مدرجا في قائمة المطلوبين للأمن المصري بتهمة الخيانة، إلا أن المحكمة الدستورية برأتها مع آخرين وصدر حكمها في فبراير 1991م.
سيزا نبراوي
هي رائدة من رائدات الحركة النسائية في مصر منذ عام 1919، فلقد اشتركت سيزا نبراوي في تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية عام 1919 ضد سلطات الاحتلال الإنجليزي،
وكانت سيزا نبراوي أو زينب محمد مراد موضع تقدير مناضلي تلك الفترات، وها هي تعيد تكوين لجنة المقاومة داعية للوقوف في وجه العدوان الإنجليزي الفرنسي الإسرائيلي علي مصر عام 1956، وقد ولدت سيزا نبراوي في عام 1897بإحدي قري السنطة بمديرية الغربية،
سيزا نبراوي أسهمت أيضاً في تأسيس «الاتحاد النسائي» عام 1944، ورحلت عن عالمنا في 24 من فبراير عام 1985
ساحة النقاش