عضوة مجلس الشعب.. مارجريت عازر:

أعيش مع هموم الناس 

كتبت :نجلاء ابو زيد

عندما أخذت فرصتها ضمن قائمة حزب الوفد أصبح لها وجود في البرلمان تسعي لتأكيده لتكون نموذجاً للمرأة التى تعبر عن المجتمع «رجلاً وامرأة»، ولتشكل مع زميلاتها القليلات في المجلس وحدة نسائية نأمل أن تكون بداية لتواجد ملموس للمرأة في البرلمان. إنها مارجريت عازر عضوة مجلس شعب 2012 ومعها التقينا للتعرف عليها وعلى تجربتها فى الانتخابات وما تنوى أن تقدمه فى برلمان ما بعد الثورة

فى البداية سألتها عن رؤيتها لمدى قبول الشارع لأن تمثله امرأة، فأجابت : لقد كنت رقم اثنين فى قائمة الوفد عن منطقة المرج والمطرية وعين شمس وبدر والشروق والقاهرة الجديدة ومدينة نصر وكان فى دائرتى شق ريفى وحضرى وقابلت الناس وتحدثت معهم ووجدتهم مشجعين جداً لفكرة وجود امرأة تمثلهم وتنقل أحلامهم وأصواتهم ، وقلة نسبة الممثلات من النساء فى البرلمان القادم ليس سببها الشارع، لكن عدم اهتمام الأحزاب بوضعها فى أماكن متقدمة فى القوائم، فعندما كانت هناك ارادة سياسية لحزب الوفد ووضع النساء فى مراكز متقدمة ظهرت المرأة فى البرلمان، وفى رأيى أن المرأة التى تنجح بعد خوض معركة انتخابية حقيقية قادرة على خوض أى معركة فى البرلمان، وهذا أفضل من الاعتماد على التعيين أو استخدام الكوته.. فالمرأة ليست كائناً منعزل لكنها مثلها مثل الرجل ويجب إلزام القوائم فى المستقبل بنسب عادلة .

> وما هو برنامجك داخل المجلس وهل ستعبرين عن قضايا المرأة ؟

- أولاً وأخيراً هناك التزام حزبى برؤية الوفد وقد شاركت فى وضع هذه الرؤية بوصفى سكرتيرة عامة مساعدة فى الحزب، بالأضافة إلى أننى أرفض فكرة الحديث عن مشكلات المرأة وكأنها مشكلات خاصة فأنا عضوة مجلس شعب أعبر عن قضايا المجتمع ككل رجلا وامرأة . وقضايا المرأة هى صلب المجتمع لا يجب فصلها عنه . ويجب أن يقتنع الرجل أن قضايا الرجل والمرأة واحدة ولا تتجزأ . ونظرة التمييز للمرأة لا تفيدها لأنها تعزلها وتجعل الرجل يأخذ موقفا عدائىا منها . وكل عضو فى المجلس انتخبه رجل وامرأة، لذا يجب أن نكون حريصين على التعبير عن آمال وأحلام الجميع .

> هل تعتقدىن أن عضو برلمان ما بعد الثورة سيكون مختلفاً عن عضو برلمان ما قبلها ؟

- أعتقد أن المجلس الجديد سيقدم نموذجاً مختلفاً تماماً عن مجالس الشعب السابقة التى لم يكن المواطن البسيط يشعر بوجودها أساساً كذلك فإن عضو مجلس ما بعد الثورة لن يكون نائب خدمات لكن نائبا تشريعىا يشارك فى التشريعات ويساهم فى اختيار عناصر جيدة فى المجالس المحلية تقدم الخدمات الجماهيرية وسيكون أكثر ارتباطاً بمشكلات الناس حتى يكون صوتاً لهم فى أى تشريع.

> المرأة فى البرلمان لم يكن لها صوت، فما تعليقك ؟

- لأن المرأة التى تأتى بالكوتة أو التعيين يكون ولاؤها لمن اختارها أما المنتخبة فهى من الشعب ونائبه، وعلى الرغم من قلة عدد النساء إلا أن لهن رؤية واضحة، وستكون فرصة لنوضح أنه ليس بالعدد يمكن إظهار الكفاءة، وشخصيا منذ نجحت وأنا فى الدائرة أشارك الناس مناسباتهم .

> هل حدث أى تنسيق مع الناجحات الأخريات فى المجلس ؟

- لقد تقابلت معهن وكل واحدة لديها شخصية قوية وأفكاراً رائعة وأتوقع أن يكون هناك ترابط بيننا وإذا اتفقنا على قانون خاص بالمرأة وارد أن نقدمه وندعمه خاصة وأن كل واحدة منا تعبر عن رؤية الحزب الذى تنتمى إليه ويمكننا إقناعه والحصول على دعمه ، وستكون النساء فاعلات بإذن الله فى البرلمان القادم.

> وكيف تعاملت أسرتك مع فكرة ترشحك للانتخابات ؟

- أسرتى دعمتنى بشدة فى المعركة الانتخابية وأنا زوجة وعندى ولد وبنت وابنتى متزوجة وعندها ولد وقد شاركونى جميعا كل مراحل المعركة، أما زوجى فهو صاحب الفضل الحقيقى فى أى نجاح أحققه سواء فى بيتى أو عملى أو مجال السياسة لأنه شجعنى على دراسة الحقوق بعد التجارة ودفعنى للعمل العام، ببساطة هو ظهرى فى كل حاجة ووقوفه بـجوارى يطمئننى.

> من خلال تجربتك ما مدى تعارض نجاح المرأة فى العمل العام مع نجاحها داخل بيتها ؟

- نجاح المرأة فى بيتها هو أول نجاح يسعدها ويدفعها لنجاحات أخرى، وبالتالى إذا كانت حريصة على أسرتها وأولادها وعلى تربيتهم بشكل نفسى سليم فإن أسرتها ستدعمها وتساعدها، وربما تصاب بإجهاد بدنى لكن نفسياً ستكون سعيدة وراضية وعندما يتعارض أى عمل مع الأسرة تأتى الأسرة أولاً والحمد لله أولادى مهندسين صالحين وحياتهم مستقرة، واعتقد أن عملى كمديرة عامة بالتربية والتعليم جعلنى أهتم بالجوانب التربوية والنفسية فى حياتهم.

> وماذا عن المطبخ فى حياتك ؟

- أولادى لا يأكلون إلا من يدى، فربما أستعين بأحدهم فى التنظيف فى المنزل لكن المطبخ لا يدخله غيرى حيث أطبخ كل الأصناف وأشهر أطباقى وسط عائلتى الحمام والبط المحشى . فالست ست والمطبخ حياتها حتى إن وصلت لأعلى المناصب وطالما أننى لا أقصر فى واجباتى تجاه أولادى فأنهم سيؤيدون أى نشاط أقوم به خارج البيت ويفتخرون بى لأننى لم أنتقص من حقوقهم .

> ما أجمل اللحظات فى حياتك ؟

- أجمل لحظاتى مع حفيدى . حيث أشعر بمتعة لا يساويها أى شىء فى العالم . فدفء الأسرة هو الأبقى .

> فى النهاية ما نصيحتك لمن تبحث عن النجاح فى العمل العام؟

- أى امرأة تريد النجاح فى العمل العام عليها أن تكون واعية بشئون البلد وموجودة وسط الناس وأن تعطى قبل أن تفكر فيما ستأخذه وأن تعتمد فى أدائها على الصدق والاحترام فالناس تفهم وتحس وتقدر من يعمل لأجلهم والصدق أسرع الطرق لقلب أى شخص

لا يقابلنى رجل منذ الثورة إلا ويسألنى متى سنتخلص من قانون الخلع الذى انتقص من قيمة الرجل وأضاع هيبته . مؤكدا أن الخلع جاء بالخراب على الاسرة المصرية وأنه سبب كل مشكلاتنا وأنه آن الآوان لإسقاطه ، وكنت أدخل فى مناقشات معهم فى محاولة لتوضيح مفهوم الخلع والظروف التى تضطر المرأة إليه ، وهذا ما دفعنى للحديث عن نظرة المرأة للخلع وضرورة أن يتريث الرجل قبل الهجوم عليه وذلك لسببين أرى أن الرجل المحترم لا يقبل الاستمرار مع من لا تريد عشرته وأن عليه أن يتركها بإحسان. والثانى لأننى ضد المقولة التى يرددها بعض الرجال من أن الخلع خرب البيوت وأن النساء «عقلها صغير» ويرددن دائما عبارة طلقنى وإلا هخلعك . فالمرأة المصرية عادة تتحمل الكثير لتستمر الحياة فلقب مطلقة ليس باللقب الهين لتسعى للحصول عليه كذلك لقب من خلعت زوجها لا يحظى بإعجاب أحد بل يجعلها مرفوضة من مجتمعها وجيرانها ما لم يكونوا على علم بأدق التفاصيل التى دفعتها لطلب الخلع.

لم يقلل قيمة الرجل أو يجعل للمرأة سطوة عليه لأنه لم ينتقص من حقوقه لكنه قدم للمرأة حلاً شرعياً عندما يتعسف الرجل ويماطل فى منحها حريتها ، واعتقد أن نظرة الرجل للخلع ستتغير كثيراً إذا نسى الزوج بداخله وتذكر الأب.

أننى أرى أن الخلع حل موجود فى شريعتنا للحالات التى يتعسف فيها الزوج فى منح الطلاق وإذا كنا نرفض النظام السابق بسلبياته وفساده فلا يجب أن نسقط قوانين أخرها الشرع والقانون وألا نستكثر الخلع على الستات !!

المصدر: مجلة حواء -نجلاء ابو زيد
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1147 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,741,186

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز