هــــــى والـــرئـــــيس

كتبت :فاتن الهواري

«هى والرئيس - مستقبل المرأة فى مصر الثورة» هو عنوان المؤتمر الأول للمجلس القومى للمرأة بعد ثورة 25 يناير فى لحظة فارقة من تاريخ مصر .. لحظة انتخاب رئيس للجمهورية.. رسالة أرادت فيها نساء مصر توصيل صوتها للرئيس القادم ليأخذ فى الاعتبار أهمية دور المرأة المصرية فى الحياة وفى التنمية وفى نجاح وطن بأكمله .

وجه المجلس الدعوة للمرشحين الـ 13 لمعرفة وضع المرأة بالنسبة للمرشحين للرئاسة والاهتمام بقضايا المرأة .

وهناك من المرشحين الذى حضر بنفسه ومنهم من أوفد مندوباً ومنهم لم يحضر إطلاقا، ومسألة الحضور شخصيا أو عدم الحضور تكون قد تحكمت فيها بعض الاعتبارات العملية وتعكس بشكل مباشر وغير مباشر موقف المرشح اهتماما واغفالا أو إنكارا لقضايا المرأة المصرية، وأظن أن بعض المرشحين الذين لم يحضروا كان هذا تعبيرا عن موقف سياسى أو فكرى منهم تجاه مبدأ المساواة بين النساء والرجال .

بدأت المؤتمر بفيلم وثائقى عن المرأة المصرية ليبين دورها منذ بداية القرن الماضى واهتمامها بالأمور السياسية لوطنها وللأمة العربية ومناصرة الشعب الفلسطينى وقيادة السيدة هدى شعراوى أول مؤتمر نسائى عربى عام 1938، هذه هى المرأة المصرية فما بالك بعام 2012 .

وتحدثت رئيسة المجلس القومى للمرأة السفيرة ميرفت التلاوى عن دور المرأة المصرية ووقوفها جنبا إلى جنب مع الرجل ومع صعود التيارات المتشددة، بدأت هذه التيارات تطالب بالحجر على حقوق اكتسبتها المرأة وهو ما لم نسمح به لأنه ردة للمجتمع والدولة وليس للمرأة .. وقالت رئيسة المجلس: نحن نساء مصر نرفض المساس بالأزهر الشريف كمنارة لحماية وسطية الإسلام ومرجعية الشئون الإسلامية ونحن نساء مصر نرفض الاعتداء على السلطة القضائية والمحكمة الدستورية ، نحن نساء مصر نرفض المساس بقواتنا المسلحة ، ونرفض ضعف تمثيل المرأة فى البرلمان أو فى اللجنة التأسيسية أو فى الدستور.. نساء مصر نصف تعداد الشعب أى 42 مليون ونمثل 23 مليون ناخبة وفقاً للجنة العليا للانتخابات و26 مليون ناخب، فنحن قوة انتخابية ذات وزن ولن نرضى بقهر المرأة والاستقواء عليها باسم الدين، واتجاه الأزهر الشريف لإصدار وثيقة تتعلق بحقوق المرأة، والهدف من المؤتمر كما تقول رئيسته السفيرة ميرفت التلاوى معرفة وضع المرأة بالنسبة للمرشحين لرئاسة الجمهورية والمجلس على مسافة واحدة من جميع المرشحين فقضية المرأة قضية حيوية يجب أن يأخذها كل رئيس قادم فى اعتباره.

وبعد أن تحدثت حارسة أموال الغلابة والفقراء السفيرة ميرفت التلاوى، تحدثت المستشارة تهانى الجبالى حارسة الدستور والقانون التى قالت لمرشحي الرئاسة الذين حضروا والذين لم يحضروا إننا لم نكن شركاء فى صنع الفشل فى مصر ولا فى الأمة العربية كلها لأننا حكمنا بالرجال ولم تكن النساء شركاء ، وقالت إن المرأة بلغت سن الرشد منذ عقود ولا أرى لنا حقاً إلا حق الوطن ولا أرى لنا تقدماً إلا بتقدم الوطن كله والحقوق الدستورية ليست منحة من أحد فهى حق لكل مواطن وهى جزء من كل، وعلى المرأة المصرية أن تعلى الصوت أنها ستكون شريكاً فى كتابة دستور مصر القادم لأنها لاتقبل منحه لا بالهبة ولا بالصدقة وإنما بحرية شاملة.. المرأة المصرية حكمت مصر منذ سبعة آلاف سنة وحتشبسوت هى التى أسست نظرية الأمن القومى فى الداخل والخارج وحمت الأمن القومى المصرى فى داخلياً وخارجياً وربما لم ينصف التاريخ كل نساء مصر الأفذاذ لأن هناك مؤامرة على الذاكرة الوطنية المصرية، وقديما كان حكماء الاستعمار القديم يقولون اكسبوا النساء أولا والباقية تأتى وأعتقد أن دعاة التخلف كسبوا النساء أولا فأصبح الوطن مهددا، على المرأة المصرية أن تعتبر نفسها خط الدفاع الأول من أجل وطن بأكمله وليس من أجل حقوق المرأة ، ليس هذا وقت الحديث عن حقوق المرأة ولكن عن مصر القادمة لأنه داخل مصر القادمة سيتحقق كل حق للمرأة .

ووجهت السفيرة ميرفت التلاوى الشكر للفريق أحمد شفيق الذى أصر على الحضور ليتحدث لنساء مصر رغم انشغاله وإصابته بنزلة برد وهناك من ترك النساء وأرسل إليهم مبعوثا ولكن الفريق شفيق أصر أن يأتى ويستمع إلى قضايا المرأة فى أول مؤتمر لها بعد الثورة...

وقد حضر من المرشحين للرئاسة محمود حسام والفريق حسام خير الله وأبو العز الحريرى ود. محمد سليم العوا ، والفريق أحمد شفيق.. وأخيرا وليس آخرا على المرأة المصرية ألا تهتز ثقتها فى نفهسا لمجرد أن البعض يمارس عليها التخلف وهى مطالبة فى هذه اللحظة أن تقنع القادم لمقعد الرئاسة أنها ستراقبه ولن تسمح له بأن يمارس ويحمى التخلف فى المجتمع ليبقى على كرسيه ، فالمرأة لابد أن تكون فى عين المجتمع وفى قلبه وبؤرة اهتمامه ونصف المجتمع الفاعل وعلينا أن نستفيد بهذا النصف .