التجار وأصحاب المصالح:

حالنا واقف يا ريس!

 

 

كتبت :منار السيد 

الأسواق في حالة ركود، كساد، شلل في البيع والشراء، لا فرق بين سوق وأخري، كل الأسواق:الذهب، العقارات،السيارات،الملابس.. كلها تعاني، فالخوف يضرب «المال المصري»مستثمراً أو تاجراً أو زبوناً، والجميع يصرخ طالباً «النجدة» والنجدة تنتظر قدوم الرئيس وتحمله لمسئولياته، حيث عودة الأستقرار والهدوء للمستثمرين والتجار والزبائن..

«حواء» تجولت في الأسواق المصرية ورصدت ما يجري علي الأرض ليكون بين يدي المسئول القادم عن مصر!

اتجهت إلى سوق الذهب «الصاغة» لاستكشاف الوضع الحالى لحالة الذهب وما يعانيه من ركود وهبوط فى سعره خلال الشهور الأخيرة، وتعجبت من خلو المكان من رواد وعشاق الذهب بالرغم من أن الهبوط فى سعر الذهب يكون دائما لصالح المستهلك، ولكن من الواضح أن حالة الركود طالت التاجر والمستهلك، وبمجرد نزولى وإظهار الكاميرا لم أعلم مطلقاً أن الأمر سيصل إلى هذا الحد وهو «الاشتباك»، بسبب قرارى تصوير الذهب المتلألىء فى «فاترينات العرض» وكأنه يناجى عشاقه لشرائه، وجدت هجوما غير مبرر من أصحاب المحلات ومعاملتى بعنف ومنعى من التصوير، وبالرغم من محاولاتى لإيضاح غرض التصوير لإظهار حالة الكساد ليس إلا، ولكن أصر جميع التجار على رؤية هويتى الصحفية والشخصية وبعد تأكدهم طلبوا مني عدم التصوير، وبدأ البعض فى شرح سبب قلقهم من التصوير فاحترمت رغبتهم بعد أن تفهمت سبب هذا الهجوم وهى «فوبيا الخوف والقلق» نتيجة للسرقات المتكررة فى الفترة الأخيرة على محلات الذهب التى أصبحت فى وضح النهار، مما أصاب المحلات والعاملين فيها بالخوف من أى شخص غريب يقف حتى أمام المحل.

ركود

ولكنهم لم يمتنعوا من الحديث عن معاناتهم كامتناعهم عن التصوير، وبدأت الحديث مع الحاج إبراهيم صاحب أحد محلات الذهب الذى قال : لا يوجد شراء فسعر الذهب فى هبوط مستمر خلال الشهور الأخيرة، وبالرغم من انخفاض سعره إلا أن هناك عزوفاً عن شرائه، وهذا لأن حالة الركود يعانى منها المواطن أيضا بسبب حالة الغلاء والتدهور الاقتصادى الذى حدث فى الفترة الأخيرة التى تأثر بها كل فرد منا .

أزمة المصانع

ولأن استثمار الذهب من أهم الاستثمارات فى مصر والعالم فكان علينا الاستفسار عن نهاية الأزمة التى يعيشها الذهب فيقول لنا رفيق العباس - رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية - اتحاد الصناعات التجارية- : هناك اضطراب عالمى فى سوق الذهب بما يؤدى إلى استمرار حالة الهبوط فى سعره بشكل يومى ليسجل أقل مستوى للسعر خلال الشهور الأخيرة، ولكننا فى مصر نعانى بشكل خاص من كساد فى سوق استثمار الذهب خاصة بعد الثورة بسبب حالة عدم الاستقرار والاعتصامات والاضرابات، وصولا للفترة التى نعيشها - وهى فترة الانتخابات الرئاسية وانتظار ما هو قادم - المستمرة والتى أثرت على التجارة بشكل عام والذهب بشكل خاص ، لأنه أصبح لدينا فقر فى السيولة من جانب الطرفين التاجر والمستهلك، فالتاجر بسبب عدم وجود سيولة يضطر أصحاب المصانع لغلق مصانعهم لأنها تحتاج لدفع أجور العمال وخامات وغيرها، وفى النهاية ليس هناك بيع ولا عائد لذلك يلجأ الكثير من التجار لتحويل نشاطهم، وهو نفس الحال لأصحاب المحلات . فمكسبها لا يستوفى قيمة المصروفات الشهرية للمحل والعمال .

المستهلك

أما المستهلك فهو أيضا غير مؤهل لشراء ذهب بالرغم من أنه أكثر المستفيدين بهبوط سعره، ولكن وهناك قيمتين لاقتناء الذهب قيمة جمالية والأخرى الادخارية، وللأسف فقدنا القيمتين، لأن المستهلك حاليا لايبحث عن الكماليات وكل ما يريده هو توفير «قوت يومه» والقيمة الادخارية لايوجد سيولة لشراء الذهب كاستثمار تخوفا من هبوط سعره أو أى انفلات أمنى داخل الدولة، لذلك فكرنا فى إنشاء بورصة للذهب وبعد استقرار الدولة وانتخاب الرئيس سنتقدم بطلب للبنك المركزى للسماح بالبنوك للتعاون معنا، وأيضا سنتقدم بطلب لإعادة النظر فى الضريبة المفروضة على الذهب محاولة منا لإعادة هيكلة سوق الذهب لأنه أفضل استثمار ناجح للدولة، وكل ذلك متوقف على انتهاء الانتخابات التى لها نصيب الأسد فى وقف حال الاستثمار فى مصر بسبب عدم الاستقرار الذى تشوبه هذه الفترة.

عطارة

ولا أكذب عليكم خرجت من سوق الذهب بنظرة تشاؤمية بنظرة قلقة على مستقبل الاقتصاد المصرى، فقررت التوجه لاستكشاف حالة تجارة أخرى وهى «العطارة»، لذلك توجهت لأحد محلات العطارة وهناك تحدثت مع محمود ماهر محمد «صاحب العطارة» وسألته عن حال تجارة العطارة فقال لى: سوق العطارة مازال متماسكا لحد ما لتشعب أنواعه لترجيح كفة بيع مواد العطارة لأن الناس مهما حدث لن يستغنوا عن الطعام مهما حدث بالرغم من ارتفاع الأسعار.

موسمي

ويضيف أن هناك احتكارا موسمىا فى سوق العطارة ويكون فى الأغلب قبل شهر رمضان، بالرغم من أننا كنا نعيش 3 مواسم قبل حالة التدهور الاقتصادى والذى وصلت حاليا لموسم واحد.

ويضيف محمود أنه يتم استيراد الكثير من الأعشاب من العديد من الدول العربية - الأوروبية، أى أننا لسنا معتمدين فى العطارة على الأعشاب المزروعة فى مصر فقط، لذلك تتفاوت أسعار مواد العطارة من عُشب لآخر ويعتبر أغلى أنواع الأعشاب هو «الجينسينج» والذى يستخدم كمقو عام للجسم ويطلق عليه «نبات روح الأرض» كما يستخدم لعلاج السكر، ويتم زراعته فى الصين واليابان ويعتبر من أغلى أنواع الأعشاب، حيث يصل الكيلو الخام منه إلى 2500 جنيه.

تركيبات دوائية

ويؤكد محمد ماهر شريكه بالمحل: إن هناك إقبالاً متزايداً على شراء التركيبات الدوائية بحثا عن بديل آخر لشراء الأدوية، ولأن هذه الخلطات والتركيبات مكلفة وأرخص سعرا من أى دواء ونتيجتها مضمونة لأننا لدينا دراسات طبية للعلاج بالأعشاب بالإضافة للمعايير فى تحضير أى تركيبه دوائية.

تجميل

كما أن هناك إقبالا من جانب الفتيات شراء المستحضرات التجميلية الطبيعية لشراء الأقنعة الطبيعية والزيوت وخاصة «زيت الحشيش والحجر الأسود للشعر والحناء بدلا من الصبغة فمازالت الفتيات لا يلجأن إلا للمستحضرات الطبيعية .

وتتنوع أغراض كل عشب حسب الغرض المخصص له مثل «كف مريم» الذى يستخدم لأغراض عديدة و«شيح البابونج» الذى يزرع فى شمال أوروبا - سوريا - لبنان، ويستخدم كبلسم طبيعى للعلاج من العديد من الأمراض، ورجل الأسد الذى يستخدم للتخسيس، فهذا يؤيد فكرة اللجوء للعطارة بدلا من المستحضرات والأدوية الغالية فى بعض الأحيان مما يرفع من مجال الاستثمار فى سوق العطارة.

من الرئيس

لأننا نعيش فترة انتخابات لتسير فى أى شارع أو تفتح نافذة غرفتك لتجد صورة للمرشح «فلان» أو «بانر» للمرشح «علان» فأعتقد أن فترة الانتخابات هناك استثمار آخر ناجح فسألت محمد مصطفى صاحب إحدى شركات الدعاية والإعلان - حيث يقول: إن فترة الانتخابات هى تمثل بالنسبة لنا «رخاء وقتى» لاعتماد كل المرشحين سواء كانوا مرشحى مجلسى الشعب والشورى أو مرشحى الرئاسة على الدعاية الانتخابية من «بانرات - فلايرز - أوت دور» لذلك تتهافت جميع شركات الدعاية والإعلان على تولى مسئولية حملة المرشح من البداية للنهاية ويعتبر ذلك استثمارا رابحا بالنسبة لنا،.

وتعتبر أغلى أنواع الدعاية هى «out door» «الأوت دور» التى تصل تكلفتها إلى ملايين الجنيهات، وهى الدعاية على الطرق الرئيسية.

رخاء مؤقت

يؤكد حديثه ياسر رمضان - صاحب مطبعة - تعد المطبعة اليد الأساسية للدعاية والإعلان للقيام بدورها بطباعة «البانرات والبوسترات» ويؤكد أن فترة الانتخابات هى فترة انتعاش بالنسبة للمطابع فهى مربحة جدا، وانتخابات مجلسى الشعب والشورى مربحة أكثر من الرئاسة، لأنه ليس بإمكان أى صاحب مطبعة أو شركة دعاية وإعلان الحصول على حملة رئاسية ، لتبعية كل مرشح لشركة ومطبعة تابعة لحزبه، فمرشحو الإخوان لهم من يتعاملون معه ، والمستقلون أيضا حيث يعتمد المرشح على البحث عن أفراد حملته من المقربين له أما مجلسا الشعب والشورى فيتميزان بتعدد مرشحيهم ، وخلال هذه الفترة تتبع سياسة الجملة حيث يخفض سعر المتر بدلا من 15 جنيها ليصل إلى 10 جنيهات فقط وذلك يحقق لنا ربح أكبر بسبب الكميات الكبيرة التى نقوم بطبعها خلال هذه الفترة، وخلاف الانتخابات تعانى مثل باقى شعب التجارة من الركود الاقتصادى .

سوق العقارات

ذهبت إلى أحد السماسرة وطلبت منه شقة للايجار، ليعرض على أكثر من شقة ولا أصف لكم مدى سوء حالتها واحتياجها لتجهيز متكامل، وبعد سماع أسعارها الوهمية تساءلت هل هذا يعنى أن سوق العقارات فى الطالع.

يتحدث صبحى عبدالمجيد - صاحب أحد مكاتب التسويق العقارى - عن حال سوق العقارات قائلا: إن «الحال فى النازل» وهذا وقف حال البيع والشراء والإيجار أيضا، لتمسك أصحاب الشقق والعقارات بالإيجار بأسعار مبالغ فيها وعدم مقدرة المستأجر على دفع كل هذا المبلغ للمؤجّر منه، وهو نفس حال البيع والشراء فكل صاحب ملك يريد كسب أكبر قيمة نقدية من خلال شقته أو أرضه دون النظر للحالة العامة للاقتصاد وسوق الاستثمار، وهذا جهل واضح من قبل «الملاك» لأنهم بذلك يلعبون فى بورصة خاسرة فمهما فعلوا لن يجدوا من يستأجر أو يشترى بهذه الأسعار المرتفعة، لذلك تذهب الأيام وتأتى لتصبح الشقة كالوقف لا تجد من ينظر إليها بالإضافة إلى أن الملاك أصبحوا يفضلون التأجير أو البيع من خلال معارفهم دون اللجوء إلينا كسماسرة، وكل ذلك يؤثر علينا وعلى سوق العقارات بشكل واضح مما يجعل سوق العقارات فى «النازل» .

سوق السيارات

وعن سوق السيارات أجابنى عصام الجواهرجى- صاحب أحد معارض السيارات - أن هناك عزوفاً من جانب المعارض والبنوك للبيع بنظام التقسيط، وهذا نتيجة لعدم الاستقرار والأمان اللذين نعيشهما حاليا، فالبنوك حتى الآن لم تحصل على دفعات من أقساطها منذ الثورة، لذلك فقدنا الثقة فى التعامل مع أى شخص مهما كانت الضمانات ، هذا بالإضافة إلى حالة السرقات المتكررة للسيارات. وتعتمد صناعة وتجارة السيارات حاليا للموديلات المتوسط سعرها لتكون فى متناول الكثيرين، وبالرغم من ذلك هناك تخوف من الإقبال على شراء الموديلات الجديدة خوفا من السرقات المتكررة، لذلك يفضل الكثيرون اللجوء للموديلات القديمة «لعدم البكاء عليها» إذا تمت سرقتها مما يرفع أسعار الموديلات القديمة .

واستخلصت بعد هذه الجولة السريعة ومن خلال حديثى مع التجار فى شتى المجالات أن حال الاستثمار فى مصر فى انتظار رؤية الرئيس الاقتصادية لتحسين أوضاعهو بعد أيام طويلة من المعاناة والركود

المصدر: مجلة حواء- منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 881 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,658

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز