المساعدة المرفوضة !

كتب :محمد صبحى شحاته

تشكو للجميع من كثرة ما تتحمله من أعباء فى شراء الاحتياجات والتعامل مع المكوجى والسباك والمذاكرة للأبناء وإدارة كل أمور البيت، وفى محاولة منى لمساعدتها، قررت وبينما أنا عائد من البيت أن أذهب للسوبر ماركت لشراء بعض الأشياء، التى قد يحتاجها البيت لأساندها وأوفر لها مشوار السوبر ماركت

وعدت إلى البيت وأنا مرهق جداً مما أحمله من حقائب محملة بالسكر والمكرونة والكاتشب وغيرها من السلع الأساسية لأى بيت، وبينما أصعد درجات السلم الواحدة تلو الأخرى أمنى نفسى بنظرات السعادة التى سألمحها على وجهها وعبارات الشكر التى ستقولها والتقدير الذى سأراها فى عينيها لكن ما أن فتحت لى الباب، وأخذت ما اشتريته حتى وجدتها لا تعيرنى أدنى اهتمام، بل تقلب فى محتويات كل حقيبة، فالسكر ليس من الصنف الذى اعتادت شراءه، وهذا الزيت أقل جودة من غيره، وهذه التونة ليست من النوع الذى يفضله الأولاد، وهذا أوشكت صلاحيته على الانتهاء، وكان الأجدر بى أن أقرأ جيداً تاريخ انتهاء الصلاحية، وهذه الفاكهة سعرها مبالغ فيه، والفكهانى أرخص والكميات كبيرة قد تفسد قبل استخدامها، وكيف لم أضع الشاى فى شنطة بمفرده حتى لا يتغير طعمه وسط الأشياء الأخرى؟ وهذا النوع من الصابون يجفف البشرة، جعلتنى أشعر أننى تلميذ بليد مهما فعلت ومهما ذاكرت لن يرضى المدرس وتنهدت قائلة: يا خسارة الفلوس، على العموم لن أرميهم سأستخدمهم مضطرة، لازم أتحمل أخطاءك علشان البيت يمشى واتهمتنى بأننى لا أهتم بشئون البيت وبما يحبه أو يكرهه الأولاد.. وبأننى لا أفكر سوى فى عملى، وأننى ذهبت للسوبر ماركت دون تركيز، لذا اشتريت ماركات وأنواع لا نستخدمها فى البيت فأخبرتها أننى عندما أذهب معها لا أركز فى النوع وأن المكرونة عندى مكرونة والسكر سكر واختلاف الأنواع ليس قضية ويكفى أننى أرحتها من المشوار الذى تشكو منه كلما ذهبت بمفردها. صمتت شاردة وكأن ما أقوله تبريراً لا يرضيها وأننى مخطىء وعلى الاعتراف، الاعتراف أننى فاشل فى التسوق وبدأت تذكرنى بما سبق واشتريته من السوبر ماركت وخدعنى البائع فى الحساب وعدت له مرة أخرى لأسترد الفرق ثم عادت وذكرتنى بالمكوجى الذى أحرق قميصاً وما اكتفيت بعدم معاملته دون التشاجر معه فى المحل، ومدرسة ابنى التى ضربته وعندما ذهبت لأشكوها عند المدير طلبت منى زوجتى أن أحرر محضراً ضدها لكننى اكتفيت باعتذارها، وجدتها تحشد الكلمات وتطلق أنواع العبارات التى تذكرنى بها أننى كلما أردت شيئاً أو حاولت مساعدتها أجعلها تتحمل أكثر. اكتشفت أنها لا يعجبها أياً مما أفعله، إنها تستمتع بأن تقوم هى بكل شىء، إنها ترفض الاعتراف بأننى عندما أقوم بأى شىء أقوم به بطريقتى ورأيى لا رأيها وأن كون ما أفعله لا يرضيها ليس هو المشكلة لكن المشكلة أنها تشكو منى لأننى لا أفعل وعندما أفعل تشكو منى لأننى أفعل ما لا يأتى على هواها.. عجيب أمر زوجتى والكثيرات من نوعها، يؤكدن فى كل مناسبة على أن الزوج غير متعاون ولا يساعد وعندما تساعد لا يقدرن أحداً ولا يشكرن، لكن نتهم أننا نساعد بلا رغبة وبعد ما عانيته من مشوار السوبر ماركت وفتح دفتر المشاركات غير المرضية قررت العودة للصفوف الخلفية وتركتها تستمتع ببطولاتها وتضحيتها أمام الناس.. يبدو أن النساء يعشقن الشكوى فيجب علينا نحن الرجال أن نساعدهن فى تحقيق هذا الشعور.

المصدر: مجلة حواء- محمد صبحي شحاته
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1145 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,840,388

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز