ربات البيوت
آه من غدر الزوج والزمن
كتبت :أسماء صقر
عادة لا تلتفت ربة المنزل إلي توفير مبلغ من مالها الخاص يساعدها في تلبية احتياجاتها في المستقبل، ويحميها من غدر الزمان، بل تسعي دائماً إلي إرضاء أسرتها بكل ما تملكه من مال أو جهد دون النظر شأنها الخاص، ولكن الحياة لاتسير علي وتيرة واحدة، وفجأة تجد نفسها عرضة للحاجة ، والحقيقة أن الكثير من السيدات اللاتي أنفقن كل المال الذي يملكنه، لم يلقين الجزاء الحسن سواء من الزوج أو الأبناء، أو الأهل «حواء»رصدت هذه الحقيقة ووضعتها موضع التحقيق تحذيرا أو تنبيهاً لحماية المرأة من غدر الزمن
فى البداية تحدثنا مع فتحية عمر - ربة منزل- تقول: أبلغ من العمر خمسين عاماً، وكان لدى قطعة أرض زراعية قمت ببيعها كى أزوج أبنائى وبعد ذلك لم أعد أمتلك شيئاً، ومرتب زوجى ضعيف لايكفينا ويفتعل معى المشاكل والخناقات رغم كبر سننا، وليس لدى الآن أى مال خاص بى كى أترك منزله وأعيش فى منزل أسرتى المغلق منذ 15 عاماً بعد زواج إخوتى، وهذا ما يجعلنى أشعر بالندم الشديد الآن لكننى مضطرة لاستمرار الحياة معه من أجل الإنفاق.
أما هند إبراهيم - ربة منزل - تقول: زوجى يعطينى راتبه وأمتلك شقة ورثتها عن أبى رحمه الله قمت بتأجيرها وأضطر لإنفاق قيمة الإيجار كاملة كى نستطيع توفير حياة كريمة لأولادنا، ولكننى بدأت ألحظ عدم اهتمامه بى وموافقته لكلام والدته بأننى لابد أن أبيع الشقة ونضع النقود فى البنك ونأخذ الأرباح نصرف منها أيضا،ً رفضت وشعرت بعدم الأمان مما آثار مشاكل بيننا لفترة طويلة، وبعد ذلك فكرت فى تأمين نفسى من خلال إدخار مبلغ مائة جنيه من الإيجار ، فأنا غير مطمئنة لما يمكن أن يحدث غداً.
وتقول هـ .س - ربة منزل- 48 سنة: لا أستطيع أن أنكر أننى مازلت أقوم بادخار جزء من مرتب زوجى لايعرف عنه شيئاً، فأخشى أن يقوم بتطليقى يوماً ما وخاصة أن علاقتى مع أسرته سيئة كما أننى لم أرث شيئاً من أبى أو أمى، فأحببت أن أؤمن نفسى اقتصادياً، ومع ذلك هذا المال الذى أدخره عندما يحتاجه زوجى سوف أعلن عنه ويأخذه لحل الأزمة أو المشكلة التى يتعرض لها.
وتؤيدها ياسمين سعيد 29 سنة - متزوجة حديثاً- قائلة : زوجى لا يستطيع أن يتحمل المسئولية، فعندما أطلب منه أشياء خاصة بى تسيطر عليه مشاعر الغضب والعصبية، وهذا ما جعلنى ألجأ إلى ادخار أقل قدر من المال من مصروف البيت الذى آخذه منه يومياً حتى لو جنيهاً واحداً، فأشعر بأن ذلك يؤمننى اقتصادياً.
الإحساس بالأمان
التفاهم والحب والاستقرار النفسى بين الزوجين عليه عامل كبير فى غرس الإحساس بالأمان لدى المرأة؛ هكذا تؤكد جيهان سيد - 36 سنة - وربة منزل - وأضافت قائلة: أيضاً الأمان الاقتصادى مهم لدى المرأة، فالرجل إذا طلق زوجته غدراً وظلماً من سوف يتحملها؛ وهذا حدث بالفعل مع خالتى وتعانى الآن من متاعب لاتستطيع سيدة فى مثل سنها أن تتحملها، غير الحزن الذى تحصده نتيجة قبول الصدقة من أمى والآخرين من الأقارب.
وتؤكد س.ع 37 سنة - ربة منزل -: إن الذهب أيضاً وسيلة لتأمين المرأة اقتصادياً، حيث أقوم بشراء خاتم وغويشة سنوياً عندما يحصل زوجى على المكافأة السنوية، وفى ذات الوقت أشعر بمتعة ارتدائهما وفى حالة حدوث الطلاق لاقدر الله أستطيع بيعهما وأقوم بعمل مشروع يدر على دخلاً أعيش منه.
نمط الأسرة
يقول د. أشرف فرج - أستاذ مساعد علم الاجتماع السلوكى بجامعة بنها-: حدث الآن تحول لنمط الأسرة والدراسات والبحوث الاجتماعية تشهد على أن الأسرة المصرية كانت قبل ذلك أكثر تجانساً من حيث خصائص أعضائها عما هو حال الأسرة الآن، فقد كان معظم أعضاء الأسرة يرتبطون بنشاط انتاجى غالباً الزراعة أو الرعى أو التجارة، مما كان يوفر تأميناً اقتصادياً لزوجاتهم وأولادهم من خلال المعيشة فى دار العائلة فى الريف، لكن أصبح الآن هناك اتجاه إلى نمط السلوك الفردى لأعضاء الأسرة، نتيجة لانتشار قيم فردية والرغبة فى تحقيق الخصوصية، وأدى ذلك أيضاً إلى تزايد نسب النزاعات والصراعات الأسرية لعوامل متباينة بتباين أوضاع الأسر الاقتصادية، وأدى صراع الأدوار بين الذكور والإناث فى بعض الأسر إلى ضغوط نفسية وعصبية، وانتشار العنف الأسرى جعل المرأة تفكر فى تأمين نفسها اقتصادياً بأى طريقة من خلال الاحتفاظ بميراثها طالما على قيد الحياة، أو تأخذ جزءاً من راتب زوجها وتحتفظ به لنفسها دون علمه، وهذا يعد حراماً شرعاً فيحق لها ذلك فى حالة مقدرة الزوج على الإنفاق، ويبخل على زوجته وأولاده، فمن حقها أن تأخذ من ماله لكن إذا كان يصرف على الزوجة والأولاد ويقضى متطلباتهم يعد هذا حراماً.
ويشير إلى ضرورة تأمين المرأة اقتصادياً وخاصة ربة المنزل التى دائماً ما تتنازل عن حقها من أجل إرضاء زوجها وأولادها وتتناسى حقوقها، لذلك لابد أن تدخر ولو جزءاً بسيطاً من مالها الخاص، سواء ميراثها أو مالاً تحصل عليه من الزوج بعلمه، وتقوم بعمل الجمعيات مع السيدات وتشترى ذهباً وتحتفظ به، ويحق لها إذا تعرضت لأى أزمة أن تبيعه وتستفيد به لنفسها أو لأسرتها، فالزوج مطالب برعاية زوجته ويتكفلها اقتصادياً.
وينصح د. فرج بضرورة التفاهم والحوار الأسرى بين الزوجين من أجل استقرار الأسرة وتنشئة الأولاد تنشئة اجتماعية صحيحة، ولتفادى التفكك الأسرى الذى يؤثر على المستوى الاقتصادى والأسرى لدى الأبناء.
وسيلة مؤقتة
ويؤيده د. فوزى عبد الرحمن - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - قائلاً: الكثير من السيدات ينفقن ميراثهن على الأبناء والزوج كاملاً وفى النهاية لا يلقين الجزاء المنتظر منهم، وأحياناً الزوج يستضعف المرأة التى لاتمتلك ميراثاً أو مالاً، كما أن إحصائيات الطلاق فى مصر مرتفعة وقضايا النفقة لايتم فيها الحكم بشكل سريع، فأثناء هذه الفترة كيف تنفق المرأة على أولادها وتكفى احتياجاتها الخاصة بها أيضاً؟.
ويقول : يعتبر هذا المال فى هذه الحالة وسيلة مؤقتة للإنفاق بدلاً من اللجوء إلى وسائل غير مشروعة حتى يتم الحكم فى القضايا.
لذلك على المرأة أن تدرك وتعى تأمين نفسها اقتصادياً، وتغرس ذلك داخل الأبناء سواء الفتيات أو البنين
ساحة النقاش