بأثر رجعى 

كتب : حسين محمد

وضحت أمامه الصورة كاملة، واستطاع أن يتعرف على كل ما قد يسىء فهمه ويكشف له طبائع سيئة وخادعة لأناس كثيرين، وتعامل مع الأمر بفطنة وحصافة، لكن .. آدم .. وبعد مرور أيام وشهور عديدة، يستحضر مع كل موقف يقابله ذكرياته المؤلمة الحزينة، ويتعامل مع من حوله بأثر رجعى 

يجلب لنفسه «التعب»، والإعياء، وتشتيت ذهنه فيما لايفيد ولا يجدى، مما يعيقه عن نجاحات وتطورات كثيرة فى حياته .

فمن الجميل والرائع أن تتكشف أمامه كل شاردة وواردة، وأن يعرف جيداً مقصد من أراد له سوءاً وتعطيلاً لمصالحه ونفسه السمحة، المحبة للتقدم والتطور، خاصة إذا نجح فى أن يتعامل مع الأمر وأن يفهم مداخله، ومخارجه .

تتلمس الناس فى قلبه وحياته طريقاً لإرضائه، وتدارك ما قد وقعوا فيه معه وكان السبب في أن زاد من فتوره منهم، واجتنابهم ومعاملتهم بشكل رسمى، وأحيان كثيرة تمر الأمور مر الكرام، وتسير مصالحهم التى قد تجمعهم والأسرار الحياتية التى كان كل منهم يحكى عنها للآخر كان يستمع لهم ويستمعوا له، كل يروى ويحكى ما يتعلق بحياته وماضيه، وحاضره، ومستقبله .

انغمس .. آدم .. فى حياته، وظهرت له أمور ومواقف مشابهة للتى عاشها واستوقفته من قبل، وبشكل بديهى استطاع أن يدركها ومن ثم يتعامل معها بخبرته وتجاربه السابقة .

لكن هى «المفاجأة»، أن يتفاجأ من حوله والذين كانت لهم معه مواقف سابقة وكانوا قد أخذوا منه الأمان والمعاملة بطبيعية وحسن نية، يفاجأوا باستحضاره لما قد فاتهم وعاشوه سوياً وقد اطمأنوا لجانبه وبدأوت يتعايشوا مع الأمر، بأن استحضر وأتى بالقديم ونظر لكل مايقابله «بأثر رجعى» وها قد بدأت مصالح مشتركة فى التنفيذ والتأثير على أرض الواقع، وجلب لهم المنفعة المشتركة المتبادلة، العامة، لكن .. آدم .. فاجأهم باسترجاعه لكل مامضى، وأفسد مشروعهم ونياتهم فى التقدم وإحراز النجاح المنشود، خارج عن إرادته، صعبت عليه نفسه، صارع كثيراً مع ذكرياته هدأ أخيراً وأخذ قراراً بإراحة نفسه، ومعرفة ما الذى يريده جيداً، ابتعدوا عنه قليلاً، علها فرصة وفترة نقاهة يراجع فيها نفسه، أم أنه بالفعل قرار أراح به ضميره، ومستقبله، وحاضره، وعرف من خلاله طريقه نحو هدفه واستقلال فكره مما قد يسيطر عليه ويملى عليه تصوراته وتخيلاته، وآماله للمستقبل .

فهل استطاع .. آدم .. أن يريح نفسه و «باله» وينظر إلى طريقه وحياته، حتى لو أخذ قراراً بإفساح المجال لضميره بالتحرك فى حياته ببراح وتلقائية، أم أنه غابت عنه الرؤية الصائبة والنظر للأمور بموضوعية وعقلانية، وعملية أكثر