«حواء» تنعى شهداء الوطن

الشهادة للأبطال والصبر لمصر

كتبا : ماجدة محمود - محمد الحمامصي

فيما كان المصريون آمنين في بيوتهم ينتظرون إطلاق مدفع الإفطار ليلة السابع عشر من رمضان ذكرى الاحتفال بغزوة بدر التي كانت فتحا للإسلام والمسلمين، ومع ترديدهم لدعاء "اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت"، كان جنود مصر البواسل في خدماتهم يقفون على أهبة الاستعداد لحماية حدود مصر مع فلسطين المحتلة، لكن يد الغدر والخيانة امتدت في نفس اللحظة بينما يلتقطون تمرات ولقيمات الإفطار، لتحصد أرواحهم البريئة في عملية إجرامية قذرة، وما أن وصل النبأ إلى أسماع المصريين حتى تساقطت لقيمات الإفطار من أفواههم وخرجت الصرخات والدموع لتتحول مائدة الإفطار إلى بحر من الدموع، وليلة الاحتفال بذكرى بدر العطرة إلى مأتم كبير، الألم لم يعتصر قلوب الكبار والشباب فقط بل طال الأطفال الصغار الذين تنازلوا عن متابعة برامجهم الكرتونية والكوميدية والمسلسلات لأجل أن يتابع الآباء والأمهات تطورات الأحداث لحظة بلحظة ll

أبناء مصر الذين اختطفتهم يد الغدر والخيانة، ذهبوا ضحية لفوضى التخطيط والإدارة وإعلاء مصالح شخصية على مصالح الوطن، هذا الوطن الذي يحميه زهرة شبابها، فماذا فعلوا ليجنوا هذا المصير، وما ذنب الأم التي لم تبخل على وطنها بفلذة كبدها وقرة عينها ليعود إليها جثة هامدة قتلت بدم بارد، وما ذنب أطفال تيتموا وفقدوا الأب والمعين، وهل قدر المصريين أن يدفعوا ثمن قضايا غيرهم وإلى متى؟.

كانت نقطة الماسورة برفح المصرية قد تعرضت لهجوم إرهابي غادر استهدف تمركزا للقوات المسلحة المصرية التي أصدرت بيانا استعرضت ملابسات الأحداث، حيث أشارت إلى أنه في توقيت الإفطار ومع آذان المغرب من مساء الأحد 5 / 8 الموافق 17 من رمضان هاجمت مجموعة إرهابية يبلغ عددها 35 فردا أحد نقاط تمركز قوات حرس الحدود المصرية جنوب رفح، مما أسفر عن استشهاد 16 فردا وإصابة 7 منهم 3 إصابات حرجة تم نقلهم إلى المستشفيات لعلاجهم.

وأوضحت القوات المسلحة أن هذه المجموعة الإرهابية قامت بالاستيلاء على مركبة مدرعة واستخدمتها في اختراق الحدود المصرية الإسرائيلية من خلال معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، حيث تعاملت معها القوات الإسرائيلية ودمرتها، وأوضحت القوات المسلحة انه تزامن مع هذا الهجوم قيام عناصر من قطاع غزة بالمعاونة من خلال أعمال قصف بنيران مدافع الهاون على منطقة معبر كرم أبو سالم.

وقالت القوات المسلحة إنها حرصت خلال الأشهر الماضية وطوال فترة أحداث الثورة على حفظ دماء المصريين، باعتبارهم أبناء وشركاء في هذا الوطن يتفاعلون مع أحداثه، إلا أن الفئة التي قامت باعتداء أمس تعتبرهم القوات المسلحة أعداء للوطن ومن يقف وراءهم وجبت مجابهتهم بالقوة.واختتمت القوات المسلحة بيانها بتوجيه رسالة للشعب المصري بأن القوات المسلحة وهى تنعى شهداءها تجدد العهد والقسم بالوفاء لله والوطن وتدعوه للتكاتف والتعاون والثقة في القدرة على هزيمة الأيادي الآثمة والأنفس الغادرة، التي تستهدف بلادنا خلال هذه المرحلة الدقيقة.

تشييع جنازة الشهداء

بقلوب يعتصرها الألم، ودعت مصر شهداء مذبحة رفح في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة انطلقت من أمام مسجد آل رشدان بمدينة نصر ومر موكبها بالمنصة، وسط دعوات وابتهالات ونحيب وهتافات المصريين المطالبة بالثأر، حيث تواجدت عربات الأمن المركزي وعربات الجيش بكثافة، و قد اصطفت قوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وتواجدت أيضا فرق الموسيقى العسكرية لتشييع الجنازة التي غاب عنها رئيس الجمهورية محمد مرسي لأسباب قيل أنه سيعلن عنها في مؤتمر صحفي بحسب تصريح المتحدث الرسمي.

شهداء في سطور

 الشهيد حامد عبد المعطى عبد العزيز "23 عاما" حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق تسبب في حالة حزن شديدة بين أهالي قرية تيرة التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، وخاصة أن زفافه تم الترتيب له للاحتفال في العيد، ومازال والده المزارع ووالدته ربة المنزل لا يصدقان خبر وفاته.

الشهيد حامد هو الابن الأوسط لأسرة مكونة من ثلاث أخوة الأكبر عبد العزيز وأخته الصغرى 21 عاما وهي متزوجة.

 الشهيد وليد ممدوح زكريا قنديل من قرية بساط كرم الدين التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، حاصل بكالوريوس خدمة اجتماعية، أحد أبناء الدقهلية الثلاث الذين راحوا ضحية العدوان الغاشم وهم " محمد إبراهيم محمد عبد الغفار" من قرية الستايتة التابعة لمركز المنزلة و"حامد عبد المعطى" من مركز نبروة.

ممدوح ثالث أشقائه الأربعة في زيارته الأخيرة لأسرته عقب عودته من أحد الإجازات قبل شهر رمضان أخبرها أنه يريد الزواج بعد أن ينهى فترة جيشه التي لم يتبق منها سوي ثلاثة أشهر.

 الشهيد محمد أحمد عبد المنعم من قرية ساقية داقوف التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، وشهرته طه أحمد أبو كف، (22 سنة)، تزوج منذ عام، وترك طفلا عمره 3 أشهر.

> محمد مهدي "22" شاب في عمر الزهور من أبناء منيا القمح بمحافظة الشرقية، حاصل على دبلوم صنايع قسم غزل ونسيج مجند وقضى 15 شهر من تجنيده بحرس الحدود، وله شقيقان عبد الفتاح رضا 17 سنة طالب وعبد المنعم رضا 15 سنة طالب بالإعدادي، قبيل استشهاده طلب من أمه أن تنتظره في العيد.

 الشهيد أحمد محمد عبد النبي ينتمي الي عائلة " آل رشوان " وهي أكبر عائلات قرية الكعيمات التابعة لمركز أبوتشت قنا، أتم تعليمه بالمرحلة الثانوية فقط وحصل علي دبلوم صنايع وبعدها عمل بالقاهرة لمساعدة والده الذي يعمل بالمملكة العربية السعودية. كان مشهود له بحسن الخلق في التعامل مع أهل القرية وهو الشقيق الأكبر لثلاثة أخوة له ولد وبنتين محمود وأيمان وهند كلاهما في مراحل التعليم المختلفة.

وأكد اللواء عادل لبيب محافظ قنا أن المحافظة ستكرم اسم الشهيد وستطلق اسمه على احد شوارع المدينة التي شهدت مسقط رأسه.

يذكر أن الشهيد تقدم الشهيد للمنطقة التجنيد من 6 أشهر وتم تجنيده بسلاح حرس الحدود.

16 شهيداً و7 مصابين

الشهداء: طارق محمد عبد الله حماد جيش (روض الفرج شبرا)

- باسم عبد الله محمود محمد رقيب شرطة (شبرا)

- محمد إبراهيم إبراهيم عبد الغفار (الدقهلية)

- حامد عبد المعطى عبد العزيز حامد (الدقهلية)

- وليد ممدوح زكريا قنديل (الدقهلية)

- محمد محمود حسن (الإسماعيلية)

- محمد البغدادي (الإسماعيلية)

- حمادة عيد أحمد عبد الرحيم (الإسماعيلية)

- حمدي جمال محمود على أحمد (الشرقية)

- محمد أحمد عبد النعيم محمود (المنيا)

- محمد محمد عبد الرحمن المصري (المنيا)

- محمد أحمد مهدي أحمد (الشرقية)

- محمد رضا عبد الفتاح رمضان (الشرقية)

- ثروت سليمان محمود رمضان (الشرقية)

- محمد سليم سلامة (الإسماعيلية)

- أحمد محمد عبد النبي أحمد (قنا)

المصابون : أحمد فتحى على (21 سنة) "طلق نارى بالرأس"

- إبراهيم سعيد عبد الوهاب (21 سنة) "طلق بالصدر"

- محمود أحمد حسين (22 سنة) "إصابة بالرأس"

- حامد فرج الله محمود (22 سنة) "طلق نارى بالقدم اليمنى"

- حمد عادل محمد (22 سنة) "طلق بالفخذ الأيمن"

- عماد نبيل أحمد (23 سنة) " جروح بالجسم نتيجة شظايا"

- محمد عربي عبد النبي (20 سنة) "مصاب بجروح بالوجه".

"إنّا لله وإنّا إليه راجعون" مصر في حالة حداد إلى أن تثأر لدماء أبنائها، وهو الأمر الذي يتطلب منها يقظة وتكاتفا ووحدة بين أبنائها على مختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية. إن ما جرى يعد جرس إنذار أو لنقل "لفت نظر" لمسئولينا يؤكد لهم أن مصر في خطر وأن عليهم أن يفيقوا من صراعاتهم الشخصية على السلطة. ليحموا وطنهم