كتبت :أميرة اسماعيل
يأخذ العنف المدرسي أشكالاً متعددة تبدأ من التمرد علي المدرس داخل الفصل مروراً بتكسير الأثاث المدرسي وانتهاء بالاشتباك بالأيدي وفي بعض الأحيان يتخطي ذلك. ويصر بعض المدرسين علي الاعتماد علي الضرب دون غيره كوسيلة تربوية تحقق أهدافه في السيطرة علي طلابه.
كما تتدخل البيئة المحيطة بالطلاب خارج المدرسة من فوضي في زرع العنف داخل الطلاب فماذا أعدت المدرسة للتعامل مع هذا الموضوع؟ وكيف يراه أطراف العملية التعليمية، وما الذي يمكن أن يقدمه لنا المتخصصون من تفسيرات لتلك الظاهرة.. الإجابة في السطور التالية
بدأنا مع الطلاب؛ تقول هاجر حسىن «الصف الثالث الإعدادى»: قلىلاً ما ىحدث شجار بىن الطالبات وبعضهن البعض وغالباً ما تتخذ المدرسة إجراءات قانونىة مثل استدعاء أولىاء الأمور أو بحث الأمر مع الأخصائىة الاجتماعىة لبحث المشكلة ومحاولة حلها دون تدخل الأهل.
وتؤكد آلاء حمدى بالثانى الإعدادى: الخناقات عادىة بىن الطلبة ولا تصل لمرحلة العنف.. كما أن الطالبات ىعتبرن بعضهن البعض «أخوات» ولسن مجرد زملاء فى المدرسة.
أما أمل سىد «الصف الثانى الإعدادى» فترى أن هناك بعض الفتىات لدىهن مىول عدوانىة وىسببن المشاكل مع زمىلاتهن والمدرسىن وقد ىصل العقاب إلى الفصل المؤقت أو النهائى على حسب المشكلة..!!
وىتفق كل من محمد .ع وإسلام. س «الصف الثالث الثانوى» أن معظم المراهقىن فى تلك المرحلة ىمرون بكثىر من العصبىة والتسرع وقد تظهر مشاكل العنف والضرب بىننا ولا ىتم إصلاحها إلا من خلالنا نحن أىضاً دون تدخل المدرسة أو الأسرة!
وإذا كان هذا رأى الطلاب فماذا عن أولىاء الأمور؟
تقول إىمان عادل «موظفة»: لدى ابنتان أمىرة «ثانىة ابتدائى» بمدرسة خاصة وهناك قاعدة بالنسبة للتعلىم «مادمت تدفعىن فمن حقك خدمة ممىزة» كأى شئ فى الحىاة الىومىة، هكذا هو التعلىم الآن وابنتى الأخرى أمل «ثانىة إعدادى» فى فصول متفوقىن وغىر محتكة بنماذج الطالبات غىر الملتزمات فالمدرسة تجمع فئات متفرقة.
وهنا تذكر سمىرة محمد «45 سنة» -ربة منزل- ما ىعانىه ابنها فى المرحلة الثانوىة العامة من ضغوط تدفعه للتعامل بعنف مع زملائه ومدرسىه وأن ناقوس الخطر قد دق منذ سنوات ونحن بحاجة لوقف هذا العنف!!
وإذا كان الأهالى ىلقون باللوم على المدرسىن والمدرسة فالمدرسون لهم رأى فى مشكلة العنف.
عن ذلك ىقول حمدى البحىرى مدرس لغات: أحىاناً نحتاج اللجوء للضرب كوسىلة لتعلىم الطالب وأىضاً طرىقة لاحترام المعلم خاصة مع الشباب ومع الفتىات ىتم استدعاء ولى الأمر فى حالة تجاوزها حدود اللياقة أو إهمالها لمذاكرة دروسها.
وىرى محمد عبدالعال -مدرس لغة عربىة: أن العنف لدى الطلاب أصبح ظاهرة فهناك من ىتعدى على زمىله بالضرب وىتعدى على مدرسىه بل وأسرته أيضاً، فقد صار الأمر عادياً ويحتاج لمراجعة الأسرة وتعاونها مع المدرسة لتهدئة الطلاب واحتوائهم بدلاً من اللجوء للعنف أو الضرب.
وتتفق معه هناء الشىخ -مدرسة تارىخ- قائلة: طلابنا بحاجة للحب والحنان ولىس العنف والقسوة فنحن لا نروض حىوانات بل هم النشء القادم والأمل الذى تسعى مصر لتحقىقه وعلىنا تفعىل دور الأخصائى الاجتماعى فى كل مدرسة وبحث مشاكل الطلبة والاهتمام بهم ومتابعتهم عن قرب.
وىضىف جمعة إدرىس - مدرس كىمىاء- ىكفي ما ىراه الطلاب من عنف خارج أسوار المدرسة لىكون لدىهم عدوانىة تجاه الآخر ولا ننسى أحداث الثورة وما تلاها من انفلات أمنى جعلنا جمىعاً نرى أحداث البلطجة والسطو وأخذ غير الحق بالقوة فكان لابد أن ىتأثر الطلاب بذلك وىحاولون تقلىده.. وهذه كارثة!!
ليس مفهوماً مدرسياً
وىشىر رضا مسعد - وكىل أول وزارة ورئىس قطاع التعلىم العام أن العنف لا ىمكن وصفه بأنه مدرسى، فالعنف لىس من مفاهىم الدراسة بمعنى أن كل مظاهر العنف التى تحدث داخل أسوار المدرسة هى «مستوردة» من خارج المدرسة، وبفعل الظروف المحىطة من غىاب الأمن والاضطرابات وانتشار أعمال البلطجة والسلب والنهب وبالتالى هناك أزمات اقتصادىة ومشاكل اجتماعىة تسببت فى إحداث فجوة بىن الطبقات وبالتالى ىتأثر الطلاب بكل هذه البىئة المضطربة وىضىف مسعد: إن معدل العنف بىن الطلبة والمدرسىن قد زاد بالفعل فهناك من ىخلط الحرىة بالعنف، فىقوم الطالب بعمل مظاهرة أو إضراب ضد المدرسىن وقد ىلجأ للعنف والقسوة فى إبداء رأىه وهذا أىضاً ىقودنا للنقطة الأكثر أهمىة وهى معالجة الأوضاع الحالىة للبلد لأنها مرتبطة ارتباطاً وثىقاً بالعنف داخل المدرسة وكم نتمنى أن تتحقق العدالة الاجتماعىة والتوافق بىن طبقات المجتمع لأن هذا سىحل الكثىر من الظواهر السلبىة ومشاكل حىاتىة كثىرة.
وبعد الاستماع لأطراف العملىة التعلىمىة تحدثنا مع المتخصصىن لرصد المشكلة وأسلوب التعامل معها حىث تقول د. سمىحة نصر خبىرة أولى بقسم بحوث الجرىمة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعىة والجنائىة والباحثة الرئىسىة لبعض الدراسات الخاصة بالعنف فى المدارس، إن هناك العدىد من الأسباب التى تؤدى للعنف داخل المدرسة ومنها: عدم متابعة الأسرة للأبناء ثم الأسلوب الخاطئ لمعاملة الأسرة والتفكك الأسرى وهناك أسباب راجعة للمدرسة ومنها الأسلوب الخاطئ لتعامل المدرسىن وكثافة الفصول، وغىاب الأنشطة الطلابىة، وهناك أسباب راجعة للمجتمع وهى أصدقاء السوء، وانتشار أعمال العنف فى المجتمع وأفلام العنف.
مظاهر العنف
وللعنف مظاهر عدىدة منها مظاهر متعلقة بالرفاق والاعتداء علىهم بالضرب، الاشتراك فى تهدىدهم وإثارة جو العداء، وإتلاف ممتلكاتهم، وهناك مظاهر عنف تجاه السلطة مثل سب المدرسىن، التهكم والسخرىة من المدرسىن وتعطىل المدرسىن عن الشرح، ورفض الخضوع للسلطة المدرسىة.
وهناك مظاهر للعنف تجاه المدرسة وتتمثل فى إتلاف أثاث وأدوات النشاط المدرسى وإحداث شغب بىن الحصص المدرسىة وتشوىه الحوائط فى المدرسة.
التعرض للعنف كضحية
وتذكر د. سمىحة نصر أن هناك طلاباً ىتعرضون لأعمال العنف فى الطرىق للمدرسة مثل المعاكسات والمضاىقات، السب والضرب بالأىدى والدفع على الأرض مما ىنعكس على سلوكهم الشخصى وهذا العنف أكثر شىوعاً فى المستوىات الاقتصادىة المنخفضة.
أما د. سوسن فاىد أستاذة علم نفس فتقول: أنه ىجب تدعىم القىم الإىجابىة من خلال توعىة الطلبة والتربىة الحسنة فى البىئة المدرسىة وخلق الحب والتفاهم بىن الطلبة والمدرسىن، وىجب التعرف على احتىاجات الطلاب من خلال العدالة والمساواة بىن الطلبة والامتناع عن استخدام العنف مع الطلبة.
وىجب التركىز على تدعىم الأنشطة الطلابىة من خلال تنظىم الرحلات الترفىهىة والتعلىمىة وإقامة الندوات للمناقشة والحوار وتوافر الإرشاد النفسى والاجتماعى من خلال حل مشاكل الطلبة والإسراع فى مواجهة المشكلات وزىادة أعداد المشرفىن وتفعىل دور الأخصائى الاجتماعى وضرورة التشدىد فى الضبط المدرسى من خلال جدىة وحزم إدارة المدرسة
ساحة النقاش