احذريها..نظـارةتكشف خبايا مشاعرك!

كتبت : ايمان عبدالرحمن

هل نحتاج إلي نظارة يمكنها الكشف عن مشاعر الآخرين.. هل افتقدنا لغة العيون.. ولغة القلوب.. وأصبح الخداع هو اللغة المنتشرة بين الأشخاص.. سؤال يطرح نفسه بعدما ابتكر باحثون أمريكيون هذه النظارة.. وتذكرت كلمات الشاعر فاروق جويدة في قصيدته «ما قد كان..كان» والتي يقول فيها: «قلت يوماً.. إن في عينيك شيئاً لا يخون.. يومها صدقت نفسي.. لم أكن أعرف شيئاً.. في سراديب العيون.. كان في عينيك شيء لا يخون.. لست أدري.. كيف خان؟ ليس يجدي الآن شيء فالذي قد كان..كان»

النظارة التى ابتكرها الباحثون الأمريكيون.. تمكن من يرتديها لمعرفة ما يفكر فيه الأشخاص الآخرون.. ومعرفة حالاتهم المزاجية ومتى يجب أن نتكلم وأن نتوقف عن الكلام.. ففيها كاميرا مثبتة بإمكانها قراءة تغييرات وجه من يتحدث وتطابقها بـ24تعبيراً بالوجه مخزنة تمثل المشاعر.. ثم تخبر من يرتديها عن طريق سماعة أذن وضوء إشارة المرور الحالة المزاجية للمتحدث.. فكل لون يدل على حالة معينة وهذه النظارة حالياً هى قيد الاختبار..وأول نتيجة لاختيارها أحرزت نجاحاً نسبته 64% .

هذا عن المجتمع الأمريكى.. ولكن هل تنجح فى المجتمع المصرى .. هل نحتاجها فعلاً.. لكشف مشاعر الأخرين، هل تغيرنا لدرجة إننا لا يمكننا أن نكون صادقين فى مشاعرنا ويمكن الإحساس بنا دون الحاجة إلى أجهزة واختراعات ؟!

لذلك عرضنا آراء المويدين والمعارضين لهذه النظارة.

نظارة سينمائية

ما بين مؤيد ومعارض جاءت آراء الشباب.. فمن المعارضين لهذه النظارة يقول أحمد لطفى (محاسب): هذه النظارة فكرة غير موضوعية على الإطلاق.. من الممكن أن تنجح فى فيلم سينمائى.. لكن فى الحقيقة أعتقد أنها غير ناجحة.. فما الذى يجعلنى ارتدى نظارة تعرفنى بمشاعر الآخرين.. وأين ذهبت عينى وأين ذهبت حواسى التى أنعم الله بها على ولنفرض أن جهاز ما فى هذه النظارة تعطل أو حدث خطأ ما فيها.. هل أقيم علاقاتى على أساسها.. وأظلم الأخرين.. هذه الفكرة غير صائبة من وجهة نظرى.

وتؤيده فى رأيه أمينة شكرى - طالبة فى الفرقة الرابعة كلية الهندسة- فتقول أعتقد أنها فكرة غير ناجحة.. أحياناً الإنسان يخدع فى الأشخاص وتكون أحاسيسه كاذبة..ولكن ليس معنى ذلك أن أرتدى نظارة وكأنى «چيمس بوند» أو عندى آداة خارقة يمكننى بها أن أدخل فى أعماق الشخص الآخر وأعرف مشاعره.. أعتقد أنها فكرة غير قابلة للتنفيذ عملياً.. فأنا لست مقتنعة بها.

وعلى الجانب الآخر يؤيد بعض الشباب فكرة هذه النظارة.

منى عبدالفتاح -طالبة بقسم العلاقات العامة- تقول: أحيانا يحتاج الإنسان لوسيلة مستمرة تساعده على التأكد من مشاعر الشخص الذى أمامه .. وبخاصة فى المواقف العاطفية.. فأحيانا يكون الإنسان مشوشاً وتتداخل عليه الأمور.. وأعتقد أنها ستكون ناجحة ولو موجودة فعلياً..فما الضرر فى استخدامها ..أحيانا الشخص لا يستطيع التوصل لقرار معين ويحتاج لمشورة الآخرين.. ومن الممكن أن تكون هذه النظارة وسيلة مساعدة للتوصل إلى قرار وبخاصة عند الحيرة فى اتخاذ قرار مصيرى .

وما الضرر ؟

تساءلت كريمة عبدالغنى -طالبة بالفرقة الرابعة كلية التجارة- وما الضرر إن كانت ستساعدنى فى معرفة حقيقة مشاعر الشخص الآخر؟.. فقد تمت خطبتى مرتين.. وفى كل مرة اكتشف أن خطيبى يتلاعب بى.. الأول اكتشفت أنه على علاقة بأكثر من بنت وله علاقات متعددة.. والثانى بعد أن بدأت فى تجهيز استعدادى للزفاف.. قال لى بكل بساطة «احنا ما ننفعش لبعض»... لو كان معى هذه النظارة لكنت اكتشفت حقيقة مشاعرهما لذلك أرى أن هذه النظارة مفيدة وإيجابية ..فكثير من الناس يجيدون التلون وخداع الأخرين.

لغة العيون

وإذا كانت هذه هى آراء الشباب فكيف يرى الأدباء نظارة كشف المشاعر ؟!..

الكاتبة كوثر هيكل ترى أن العيون كافية لأن تظهر كل المشاعر لأى طرف.. ففيها تظهر مشاعر الحب.. الكراهية.. اللامبالاة.. كل هذه التعبيرات تكون واضحة ولا نحتاج لأى أجهزة تساعدنا على فهم مشاعر الآخرين.

والإنسان مواقف.. ويظهر معدنه من التصرفات وليس من خلال نظارة ! فالطفل الصغير يستطيع أن يتعرف ويشعر ويحس بالأشخاص الحانين عليه والمشاعر تحس ولا يمكن تقييمها بأى حال من الأحوال.. فهذه الطريقة مرفوضة تماماً.. هى تشبه جهاز كشف الكذب وهذا غير مقبول على الإطلاق.. ولابد للشخص .. أى شخص أن يمتلك إحساساً.. يستطيع من خلاله أن يرسل ويستقبل وإن لم يصل إليه إحساس الطرف الآخر.. «انتهى» ولو مشاعرى لم تصل للطرف الآخر ولم يحس «هو حر» وضمنت حديثها أن هذه النظارة لو وجدت فعلاً فى الأسواق لن تنجح ولن تأخذ وضعها.

وتؤكد الكاتبة يسر السيوى أن هذه النظارة ستدمر أى علاقة.. ففى كثير من الأحيان يخفى الإنسان بعض الأشياء حرصاً على مشاعر الطرف الأخر، وليس من مبدأ الإخفاء لذا أعتقد أن هذه النظارة لو استخدمت يمكن أن تحدث مشكلات .. وتضيف أن الطبيعة أفضل مليون مرة فإن يعرف الإنسان مشاعر الطرف الآخر ويحسها بنفسه دون الحاجة إلى أشياء صناعية فهذا أفضل والنظارة فى أول الأمر هى من صنع الإنسان.

أما عن خداع أى طرف للآخر وإمكانية الاحتياج إلى هذه الظارة لكشف المشاعر فتختم الكاتبة يسر حديثها قائلة: «من الممكن أن تخدعنى بعض الوقت ولكن من الصعب أن تخدعنى كل الوقت» لذلك فإذا حدث خداع فسيكشف عاجلاً أم أجلاً.. وكثير من الأشخاص يتمتعون بالشفافية العالية فيستطيعون كشف مشاعر الشخص الآخر دون أى صعوبة.

- أما الكاتبة المتميزة وفية خيرى فترى أن هذه النظارة قد تعرض الشخص لمفاجآت لم يتوقعها.. فأحياناً يعترى الإنسان شك ويريد أن يتأكد من مشاعر الطرف الذى أمامه ؟ فتكون تلك النظارة وسيلة مساعدة له.. ولكن استخدامها بكثرة ليس بالشىء الظريف .. فكل إنسان داخله صندوق مغلق لا يجب أن يكشفه للطرف الآخر .. فالله خلق الإنسان منطويا على أسراره وكشفها ليس شيئاً لطيفاً ولا يصح.. فى الماضى كانت السيدات عندما يساورهن الشك فى أزواجهن يرسلن أحداً يتتبع خطوات الزوج وأعتقد أن هذه النظارة شيئ مشابه جداً لهذه الطريقة وأنها ستكون مثيرة للجدل وبخاصة فى حال تواجدها فى الأسواق.. ولكننى أنصح أى شخصين مرتبطين ومقبلين على أى خطوة جدية أن يسشعرا ما فى قلبيهما دون استخدام أى شىء.. فالمشاعر يتعرف عليها الإنسان بقلبه.. بالحاسة السادسة..

الجري وراء المجهول

ولخبراء علم النفس رأى آخر فيوضح أ.د محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنيا وعميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها قائلاً: عندما تنشأ علاقة عاطفية بين اثنين، فيريد كل طرف أن يتملك الآخر ويعتبره نفسه ويعيش داخله.

ومن هنا يريد دائماً أن يعرف كل المعلومات عنه.. تحركاته.. أخباره .. من قابل وماذا قال له.. والمكسب المادى أو الخسارة.. ومن هنا يتلصص عليه أو دائماً بمعنى آخر يتتبعه فى كل شىء فدائماً المجهول عرضة للإثارة وهو نتاج طبيعى !!

لذلك يعتبر د. محمد هذا الشىء طبيعيا ولكن يفرق بين ما يحدث فى مجتمعاتنا والمجتمعات الأجنبية الأخرى فى أسلوب التعامل فيقول فى فترة الخطوبة دائماً ما تطغى العوامل العاطفية على التعاملات بين الطرفين ولا يتدخل العقل أبداً على عكس الشعوب الآخرى.. فلا يوجد مشكلات فى هذه الفترة بين المرتبطين.. ولكن بعد الزواج التعامل يكون عقلانيا بحتا فتظهر المشكلات والخلافات لذلك فالعقل يلعب دوراً كبيراً فى فترة الخطوبة

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 799 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,942

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز