حملة"كما تدين تدان" للبنات:

اللى يخاف من المتحرش يطلع له!

كتبت : ايمان الدربي

 مازال التحرش الجنسى ظاهرة مستمرة فى مصر .. ومازال الكثيرات من النساء والفتيات يعانين منه ، أما الأسباب فهى كثيرة ومتعددة ، وأيا كانت طبيعتها، فلا شك أن الجميع يحلم باليوم الذى تنزل فيه الفتاة إلى الشارع ولا يتعرض لها شاب بالأذى اللفظى أو الجسدى، ومحاولات تحقيق الحلم رغم تعددها لم تؤتِ ثمارها المرجوة حتى الآن، لذلك يسعى البعض إلى ابتكار أساليب وطرق جديدة فى التعامل معها، ومن بينها ظهور حملة لمجموعة من الشباب فكروا فى إيجاد حل للمشكلة بشكل مختلف ..التحرش الجنسى هو موضوع تحقيقنا >>

البداية مع مجموعة شباب حملة داين تدان وغيرهم من طلاب الجامعات وقفوا بالمركز المصرى للفنون الثقافية يستعرضون تجاربهم مع ظاهرة التحرش الجنسى .

يقول خالد على - مهندس حديث التخرج- : الظاهرة تزداد بشكل غير طبيعى مما دفعنا لتكوين حملة لتوعية الفتيات بأهمية عدم السكوت على ما يتعرضن له من تحرش، وتعنيف المتحرش بأن تحكى الفتاة لأهلها وتصر على عمل محضر للمتحرش بها .

ويطالب خالد الأهالى بأهمية الاستماع لفتياتهم والدفاع عنهن وعدم السكوت خوفا من الفضيحة وألا يعتبروا الحل هو منع الفتيات من الخروج, ووجه حديثه للشباب المتحرش قائلا: تأكدوا من صدق شعار كما تدين تدان،فكما تتعرض بالتحرش لفتاة غريبة عنك اليوم قد تدان غدا بتعرض أختك أو أمك أو إحدى قريباتك لمثل ماتفعل .

أما زميلته نورهان أسامة وهى من كونت المجموعة وحددت أهداف الحملة فقد قالت:إنه فى الفترة القادمة سنقوم بعمل حملات توعية للأولاد والبنات فى المدارس فى محاولة منا للتصدى لهذه الظاهرة .

صور المتحرشين

ويلتقط طرف الحديث مارشيلينو وهو شاب مصرى مسيحى طالب بالثانوى- قائلا :نحن أيضا نذهب للأماكن المزدحمة كالمولات وغيرها فى محاولة لمنع التحرش بالفتيات والنساء، ونقف لعمل كاردون حول الفتيات اللائى يتعرضن لذلك، بالإضافة لمنع المتحرشين ومحاولة الحديث معهم وإقناعهم ببشاعة ما يفعلونه .

نحن أيضا نرتدىتي شيرتات عليها عنوان حملتنا كما تدين تدان بالإضافة للتواصل وتوعية الشباب عبر النت مع السعى لتصوير المتحرشين وإنزال صورهم على النت .

قهرت خوفى

وتحكى منار- فتاة جامعية - قصتها مع التحرش وكيف أنها تعرضت للتحرش بالملامسة أثناء سيرها بإحدى الشوارع قائلة :حدث لى ذهول وفقدت القدرة على التصرف للحظات ، ولكننى قررت عدم ترك حقى وعدوت وراء المتحرش وسط ذهول المارة لأمسك به وتجمع الناس حولنا وأخذوا يعنفونه بشدة، وصممت على ذهابه للقسم وبالفعل ذهبنا لقسم البساتين وهو الآن محبوس على ذمة القضية.

صحيح ولكن

وتضيف منار إن من يدعون أن ملابس الفتيات قد تستثير الشباب قد يكون هذا أحيانا صحيح ولكن .. فى الأغلب الأعم المتحرش لاينظر إلى ملابس الفتيات أحيانا ولكنه ينظر إلى من يشعر أنها خجولة لن تدافع عن حقها وتخجل من تعنيفه وتسليمه للشرطة .

شيطان أخرس

المتحرشون يتفاخرون بسكوت البنات بل ويقسمون أنهن يسكتن رغبة فى ذلك هذا هو بداية حديث - بسمة يوسف - الطالبة الجامعية التى وقفت تحكى تجربتها مع التحرش فى المترو عندما وقفت تعنف شابا تحرش بها فإذا به يقول ( اشمعني إنت ماكلكوا بتسكتوا وده رغبتكوا !!!) وتؤكد بسمة هذه رؤية المتحرش للفتاة مما يشجعه على التحرش بواحدة تلو الأخرى خصوصا مع سكوتهن خوفا من الفضيحة أو لعدم درايتهن بما يجب فعله .

رغبة الفتيات

أما أحمدالسيد - تحدث بوجهة نظر مختلفة تماما قائلا :لماذا تظلمون الشباب؟ فكثير من الفتيات يرغبن فى ذلك فهن يتمايلن ويتحدثن بصوت عال للفت الانتباه ويلبسن ملابس مستفزة..فلماذا دائما تظلمون الشباب الذين يعانون من البطالة والضياع؟أنا لا أبرر التحرش ولكن أنقل لكم الواقع الذى يجب أن يوضع فى الاعتبار حتي يمكن حل المشكلة .

أترضاه لأمك؟

ويبدأ الداعية الشيخ -إبراهيم رضا -كلامه بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..عندما ذهب إليه شاب يستأذنه فى الزنا،فقال له عليه أفضل الصلاة (أترضاه لأمك ،أترضاه لأختك ،أترضاه لخالتك ، أترضاه لعمتك ،وعندما أجاب الشاب بالنفى قال له الرسول هكذا الناس ياولدى لايرضونه لأمهاتهم ولا أخواتهم ولا خالاتهم ولاعماتهم فكما تدين تدان)صدقت يارسول الله .

هكذا يعلمنا الإسلام إحساس كل فرد بالمسئولية العامة عن جميع أفراد الأمة وخصوصا النساء وللأسف هناك فجوة بين الخطاب الدينى وبين شباب الأمة فإما خطاب دينى متشدد بتطرف وهذا هو الأقرب لكثير من الشباب وإما خطاب غير مجدٍ بلا هدف فى حين أن الخطاب الدينى يجب أن يكون بلا إفراط أو تفريط .. خطاب معتدل متوازن كديننا الحنيف.

وهكذا فضعف المؤسسة الدينية أحيانا وعدم قدرتها على الوصول للشباب

أدى لظهور الكثير من المشكلات . لذا يجب الاهتمام بالخطاب الدينى فضلا عن دور المدرسة والأسرة بالتوعية بتلك الأمور.

عقاب رادع

وعن ضرورة وجود عقاب قانونى رادع يساهم فى وضع حد لهذه المشكلة تقول :د. جورجيت قلينى عضو مجلس الشعب السابقة .. سبق أن قدمت مشروع قانون فى إحدى الدورات البرلمانية لمعاقبة المتحرشين أضيف إليه المستخدمين لأدوات الاتصال الحديثة فى التحرش, حيث لايوجد نص خاص بالتحرش الجنسى ولكن هناك قوانين بشكل عام لحماية جسم الإنسان المصون والمفروض عدم المساس به وقد طالبت بتشديد العقوبات سواء كان المتحرش بها أنثى أو غيرها.

تصنيف المتحرشين

وهناك نوع ثالث لديه رغبة قهرية على السلوك المنحرف ،وأرى الحل من خلال خطة قصيرة لردع المتحرش عن طريق تغليظ العقوبة القانونية.

وأخرى طويلة المدى بأن نتيح للنظام التعليمى بناء شخصية متكاملة من خلال الاهتمام بالجانب المعرفى، وهذه سياسة مستقرة وشائعة فى النظم التعليمية العالمية التى تقدم برامج متخصصة فى المهارات الاجتماعية ومهارات التفكير ومن ثم تساعد فى القضاء على التحرش الجنسى