كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئى أحمد «34 سنة» وهو مهندس متزوج وله طفلان والحكاية لا تخصه هو بل تخص والده المقاول الكبير الذى كان متزوجا من والدة المهندسان أحمد ومحمد والتى كانت ابنة عمه وكل حياته والتى لسوء الحظ أصيبت بالمرض الخبيث وكان أن عولجت فى الخارج والداخل بأحدث الوسائل وبتكاليف باهظة لمدة ثلاث سنوات، لكن الله سبحانه وتعالى اختارها إلى جواره فماتت وتركت الرجل وحيدا بائساً يبكى بدموع ساخنة ليلاً ونهاراً حتى فقد نصف وزنه وأصبح لا يريد أن يعيش واتفقت الأسرة على أن الحّل هو أن يتزوج ممن تستطيع أن تخرجه من الاكتئاب والمرض فكان أن بحثت له شقيقاته عن عروس مناسبة واهتدوا إلى سيدة أرملة فى حوالى الخمسين من عمرها.

وكان هو قد بلغ الستين وأكثر وكانت مقبولة الشكل وطيبة وهادئة وتزوجها فعلا لكن الواضح أنه لم يحبها فقد كانت زوجته وابنة عمه أم أولاده المتوفاة آية من آيات الجمال والثقافة والرقي! المهم أنه بعد 9 شهور من زواجه بها أعطاها كل مستحقاتها وطلقها وقال لأولاده وأشقائه، وشقيقاته أنه حاول أن يحبها فلم يستطع وأنها أسفرت عن طمعها فى ماله، إذ طلبت منه أن يشترى فيها فيللا باسمها عندما عرفت أن الفيللا التى كان يقيمان بها باسم أولاده!

وقال أحمد.. عاد أبى إلى الاكتئاب والوحدة والبكاء، وقررنا أن نبحث له عن زوجة جديدة يرضى عنها أولا ويقتنع بها ثم يتزوجها إذا أراد بكامل رغبته ومرت عدة شهور وإذا بوالد أحمد يقول أنه وجد من يريدها زوجة له وكان يبدو سعيدا!!

 

ويستطرد أحمد.. جاء أبى ومعه سيدة فى منتصف العمر لا تزيد عن الثلاثين لكنها جميلة فعلا وبدت أمامنا طيبة ولطيفة ومهذبة.. وعلمنا يا سيدتى أنها أم لولد وبنت وأنها مطلقة وأن والد أطفالها قد هاجر إلى الخارج دون أن يترك لهم مليما واحدا!

ويستطرد أحمد.. قلنا «زى بعضه» إذا كان أبى سعيداً بها فلا بأس وتزوجا فى الفيللا التى قد كتبها أبى باسمى واسم شقيقى الوحيد منذ أن كانت أمنا على قيد الحياة، وظل أولادها مع والدتها وكان أبى ينفق عليها من الألف إلى الياء فى المدارس والنوادى وعلى أعلى المستويات وكان يقول: دول يعتبروا يتامى ودى تعتبر زكاة عن أموالى وبصراحة هى تستاهل كل خير!!

كل هذا فى السنة الأولى وعندما جاءت السنة الثانية بدأت تطالب أبى - مثل سابقيها - بشقة فاخرة أو فيللا باسمها هى وكان أبى يرجئ البت فى هذا الموضوع بدعوى أن «السوق واقف» وأن العمل فى اضرابات دائمة ومفيش شغل ووعدها بأن يفكر فى الأمر عندما تتحسن الأحوال ثم كانت مفاجأت غير سعيدة إذ وجدنا أبى منهارا يصرخ قائلاً.. إنه قد حصّل من البنك حوالى ربع مليون جنيه لكى يبدأ بها مشروعا جديدا ووضع ماله فى الدولاب وأقفل عليه وعاد فلم يجد المال!! وسأل زوجته فبكت وعملت ضجة وقالت أنها لا تعرف عن الموضوع أى شيء وشك فى الشغالات والجناينى والطباخ وكانوا جميعاً قد قضوا فى خدمتنا ما يزيد على ثلاثين عاما فاستدعاهم البوليس وأخذ بصماتهم ووجدهم أبرياء من التهمة وانهار أبى فقد كان فى ضائقة مالية حقيقية بعد ظروف مصر الأخيرة وكانت كل النظرات والعبرات والإيرادات تشير إلى أن زوجته هى التى أخذت الفلوس وربما، تكون هربتها إلى شقيقاتها أو أمها أو وضعتها فى حساب خاص بالبنك!

وقال أحمد: لا أستطيع أن أصارح أبى بهذا الشك لأن فيه موته فماذا أفعل يا سيدتى؟

 

الحلّ هو أن تجمع العائلة كلها ويقول الوالد.. أو أنت أو شقيقك أن البوليس يشك فى الجميع وأنه ينوى تفتيش كل البيوت لأن المبلغ غير قليل وأن تتولى لجنة منكم تفتيش البيوت كلها فعلا وحصر أرقام حسابات العمل فإذا كانت هى الفاعلة فعلا - وطبعا - لا أحد غيرها - فسوف يكشف أمرها أيضاً مع معاونة المباحث فى هذا الموضوع بمراقبة الأحوال المالية للجميع فعلا وعندها فإنها لن تواجه بالاتهام وربما تتضح الأمور وهذا هو رأيى فما هو رأى قرائى وقارئاتى؟ 

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 759 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,774,881

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز