حواء التى عشقتها

كتبت :ايمان حمزة

جئت حواء المجلة التى أحببتها بل عشقتها طوال عمرى طفلة تختار مايعجبها من أجمل موديلات البنات التى تقدمها صفحات أزياء حواء لتحكيها لى أمى ، ثم فتاة شابة تتفتح عيونى على أبواب الجامعة ، اخترت الصحافة طريقاً لحياتى وعملى بكلية الإعلام جامعة القاهرة وهناك زاد ارتباطى بمجلتى حواء عندما كانت عنوان بحثى الصحفى عن الصحافة النسائية المصرية والعربية كانت حواء هى أصل الأصالة والعراقة والتاريخ .. الحاضر والمستقبل .. أعرق مجلة للمرأة المصرية العربية صدرت ولم تتوقف يوما حتى الآن ، وفى الكلية اخترت ضمن ثلاثة زملاء من قسم الصحافة للتدريب الصحفى بمؤسسات الأهرام وكنا قد تفرقنا فى اختبار الحس الصحفى والعملى فى كتابة الموضوعات الصحفية بجريدة صوت الجامعة التى تصدرها الكلية وقيل لنا وقتها أنهم يقدمون لنا فرصة عمرنا فالأهرام كانت أهم الصحف المصرية المحترمة فى ذلك الوقت، ولكنى اعتذرت لأستاذى عاطف الغمرى وكان وقتها نائب رئيس تحرير الأهرام ورئيس القسم الخارجى وقلت له إننى أريد أن أصبح صحفية بمجلة حواء .. ذهل الأستاذ وقال إنك تضيعين فرصة عمرك التى يتمناها كل زملائك من كل شباب الصحافة وستندمين .. ولكننى تركت فرصة عمرى غير نادمة وجئت إلى مجلة حواء وكأننى أطير لما أحب ، وهنا استقبلتنى الأستاذة الكاتبة الصحفية سعاد حلمى رئيسة التحرير وكاتبة القصص الواقعية الرائعة .. بكل حب لأنضم إلى أسرة مجلة حواء التى كنت أحب أن أقرأ لهم لأجد نفسى وسط كوكبة من الصحفيين الكبار ذات القيمة والخبرة الذين اعتبرونى ابنة لهم وأيضا من الزملاء الذين يماثلونني فى السن ، اجتمعنا جميعاً على حب «حواء» وتشاركنا على المنافسة لتقديم أفضل ما عندنا من أجل مجلتنا ولقارئاتنا .. نتنافس على تقديم كل ماهو جديد من نجاحات الفتايات والشابات والمرأة المصرية والعربية فى كل مجالات الحياة الرياضية والعلمية والعملية .. نقدم تحقيقاتنا وحملاتنا الصحفية لاختراق المرأة مجالات الرجال فى طريقها، لأخذ كل حقوقها المتساوية مع أبناء آدم .. نقدم كل آمال وطموحات بنات حواء ولا نغفل آلامهن ومشاكلهن وكيف نقدم الحلول من خلال الخبراء والمتخصصين والمسئولين .. كانت حواء بالنسبة لنا ولقارئاتنا الأم الحنون التى تعطى كل خبراتها لبناتها وأبنائها ، تعلمهم كيف تختار الفتاة طريقها الصحيح فى الزواج بمن تحب ومن يناسبها وكيف تحيا بسعادة معه، وكيف تكون مشجعاً ومشاركاً له فى الحياة ونجاحاتهما معاً فى الأسرة وفى العمل .. تساندها فى كل تحديات الحياة ومشاكلها وتبين لها طريق الناجحين وكيف تحدوا الصعاب ليحققوا ما وصلوا إليه .. تقدم ما يدور بعالم آدم بجانب حواء ، طموحاته وأحلامه وآماله فهى حريصة على تقديم كل ما يدور فى عالم الأسرة ككل .. تعلمهم صحيح دينهم من خلال رجال الدين المستنيرين ، وحقوقهم القانونية وأيضا كل الرعاية للصحة والجمال .. تقدم القصص الشيقة القصيرة .. والطويلة المسلسلة وتستعرض أيضا أجمل القصص العالمية إلى جانب معالجة ماتقدمه الشاشة الصغيرة والسينما ونجومها مع مايفيد قضايا المرأة وأسرتها .

وبالمجلة أعتز أننى تعاملت مع كل القامات الصحفية الكبيرة لنا جميعاً وأولهم الرائدة الصحفية النسائية الكاتبة أمينة السعيد التى كانت فى هذا الوقت مستشارة لمؤسسة دار الهلال بعد أن كانت أول رئيسة تحرير لمجلة حواء وأيضا رئيسة مجلس إدارة دار الهلال ورئيسة تحرير مجلة المصور ثم كانت الكاتبة الصحفية إيفون رياض ثالث رئيسة تحرير لمجلة حواء وكانت معها أختها نعمات رياض كاتبة الموضوعات الإنسانية والنفسية وأيضا تولت تقديم الحلول والنصائح للرد على باب مشكلتى التى تواجهه فى حياتها العاطفية والزوجية بعد الأستاذة صوفى عبدالله ثم توالت الكاتبة الصحفية إقبال بركة رابع رئيسة تحرير للمجلة وقد كانت هذه الكوكبة ومعهم الأساتذة سهير الكيال وافتتان ممتاز وصفية ناصف يقدمن كل مايدور فى عالم المرأة وأسرتها .. وكان أيضا معهن الأستاذ أحمد ذكى عبدالحليم مدير التحرير وصلاح بيصار المخرج الصحفى وكوكبة من رجال وشباب أسرة حواء يعملون بالإخراج والتنفيذ والمراجعة اللغوية كنا جميعاً تعمل بروح جميلة تشعرك بدفء الأسرة المصرية وقيمها الجميلة.. هكذا كانت أسرة مجلة حواء دائماً .. مهما كانت بيننا بعض الاخلافات فى الرأى ووجهات النظر إلا أننا يجمعنا دائما حبنا لمجلتنا وتنافسنا لتقديم كل مايفيد قرائنا وعلى السعى لكل سبق صحفى نحققه لمجلتنا قبل الآخرين وخاصة للناجحين من المصريين والمصريات على كل المستويات داخل مصر دولياً وعالماً . أمثال العالم المصرى د. أحمد زويـل وعالمــة الليزر د. لطفـيــة الـنــادى والـعـالـم د. «مصطفى عمرو السيد» ونافو الذهب وعلاج مرض السرطان والدكتورة «رشيقة الريدى» وجائزة اليونسكو لأبحاثها فى علاج البلهارسيا وغيرهم الكثير والكثيرات .. من المصريات والمصريين الذين شاركوا بعلمهم وأبحاثهم فى خدمة البشرية ولا ننسى أن نقدم أيضا نجاحهم فى حياتهم الأسرية ورعاية أبنائهم مع نجاحهم العملى .. وهما أمران لا غنى لأحد عنهما فى حياته عنها ونجحت مجلتنا فى إثارة القضايا الهامة للمرأة ومجتمعها كما نجحت فى تحقيقها عبر هذه السنوات مثل المرأة وتعيينها بالقضاء وقضايا الأحوال الشخصية ووثيقة الزواج .. ومعاش المرأة العاملة لزوجها بعد وفاتها من أجل أن تستمر حياة الأسرة وأبنائها فى مستوى اقتصادى مماثل .. وهى حقوق تعود بالفائدة على المرأة والرجل والأسرة معاً وهى غايتنا جميعاً .. فليست حقوق المرأة انتقاصاً من حقوق الرجل بل هى مكملة له ولحياة كل أفراد الأسرة وتستمر مسيرة مجلة حواء تتدفق إليها الدماء الجديدة من الأجيال الشابة بكل أفكارهم العصرية المتجددة التي تناسب كل زمان تصبح مشاركة فى صنع ودعم ثورة مصر 25 يناير 2011 وتلتحم بالثوار وتكتب عن تضحياتهم وعن تضحيات الشعب وماذا يريدون من أجل وطنهم مصر ومن أجل حياتهم ومستقبلهم وأبنائهم وأحفادهم من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لكل المصريين، بل شاركت حواء فى متابعة كل ثورات الربيع العربى ودور المرأة المصرية والعربية المشرف فى صنعها وتضحياتها من أجل نجاحها .. هذه نبذة مختصرة عن مجلتى التى أحببتها دوماً بل عشقتها .. وكنا جميعاً نعمل كالنحلة من أجلها ومازلنا رغم كل ما قد نواجهه من قلة إمكانيات مادية أمام طوفان الانبهار التكنولوجى فى مستوى ورق الطباعة الفاخرة للمجلات النسائية الجديدة ولكنها كانت دائماً قوية بمادتها الصحفية التى تهم القارئة وتحافظ على سعرها الرمزى لتصل برسالتها لكل بنات حواء.

وفى عيد ميلادها الثامن والخمسين تحية حب وتقدير واعتزاز لمجلتى ولكل أفراد أسرة تحريرها من الرواد والأجيال المتوالية والشابة ولكل قرائها الذين نعتز دائماً بهم ونحترم قيمتهم وحبهم لنا