فى الفن .. عمل المرأة

حق.. شرف.. حياة

كتبت : منال عثمان

منذ نعومة أظافرنا تعلمنا أن العمل حق وشرف وواجب طالما نملك الأهلية النفسية والبدنية لممارسته،و كثيرة هى الأمثال الشعبية التى تناولت قيمة العمل مثل (جدع من غير عمل عليه العوض مافيش أمل).. أيضا (قعدة من غير عمل خيبة وندامة وخبل)..والإيد البطالة..إلخ...>>

وعلى هذه التيمات الشعبية ذخرت موروثاتنا بالكثير..والحقيقة أنه منذ أزاحت المرأة اليشمك وتخلت عن موقعها وراء المشربيات منذ نهايات القرن التاسع عشر مع انتفاضة السيدة "هدى شعراوى" ورفيقاتها فى هذا الزمن والذى تلاه والمرأة تثبت أنها صاحبة طاقة مذهلة فى العمل مهما علا شأنه أو قل فهى له.. تديره بكل يقظة وهمة ،ومع الوقت أصبح جزءا لا يتجزأ من وجودها بل فى بعض الحالات هو الوجود كله ويمثل لها المعنى الحقيقى للحياة والتحقق الذاتى،والفن فى كل منابره تنبه مبكرا لهذا الأمر فقدمت "مديحة يسرى" مثلا فى نهاية الأربعينيات فيلم(الأفوكاتو مديحة) وتناول قضية عمل الفتاة دون أن يؤثر هذا على حياتها الخاصة أو أن تتباهى بنفسها وعملها وترفض زواج ابن عمها الفلاح .. ويجوز كانت إشارة للمرأة فى هذا الحين أن تنتبه ألا يجورعملها على بيتها أو العكس..لكن هناك أعمال أخرى تناولت عمل المرأة بمنظور مختلف.

مراتى مدير عام

فيلم المخرج "فطين عبد الوهاب،وشادية، وصلاح ذوالفقار" الذى كان مفصله الرئيسى الزوجة التى تختارها الوزارة لتكون مديرا عاما فى المصلحة التى يعمل بها زوجها مهندسا للمشروعات فيقرر الزوج أن يخفى هذا عن زملائهما وتقع مفارقات كوميدية كثيرة فى هذا الشأن وتستطيع الزوجة بإدراكها وعلمها وخبرتها أن تنهض بالمصلحة ويكتشف الموظفون أن المدير العام زوجة زميلهم وينتهى الأمر بخلاف بين الزوجين تؤثر بعده الزوجة أن تنتقل مديرا عاما فى مصلحة أخرى لكن يهرول خلفها زوجها وينتقل فى نفس المكان فقد اكتشف أنه ليس فقط يحبها لكن مؤمنا أيضا بقدراتها العملية.

الاتحاد النسائى

فيلم المخرج "ناجى أنجلو" الذى كتبته الروائية "سلوى الرافعى" ولعبت بطولته الراحلة "مديحة كامل" فى دور الدكتورة (منى) عالمة الذرة التى تعانى من إلقاء زوجها عليها كل المسئوليات ويعيش هو فى دور الرجل الذى يأمر فيطاع،ونفس الحال سكرتيرتها التى لعبت دورها "نوال أبو الفتوح" وشغالتها الراحلة "وداد حمدى" فتقرر أن تنشئ اتحادا نسائيا لمجابهة هذا الظلم الذى تتعرض له النساء وتتكالب معظم النساء للاشتراك فى هذا الاتحاد الذى يتسع ويكون أول قراراته أن كل النساء يتركن أشغالهن ويتفرغن للمنزل بمختلف مستوياتهن وطبقاتهن مما يتسبب فى حالة من شلل للمجتمع تامة فى كل مرافقه ويعدن لأعمالهن بعد هذا الدرس القاسى ويعرف الرجال أن عمل المرأة ضرورة وحياة لهن ولهم أيضا.

استقالة عالمة ذرة

قصة "إحسان عبد القدوس" التى تحولت إلى فيلم لعبت بطولته "سهير البابلى، وأبو بكرعزت" فى دورى لزوجين علماء ذرة من الأكفاء جدا فى مجالهما المهم وكان من الملحوظ تفوق الزوجة فهى تعنى الكثير لزملائها،وتحمل الزوجة وتنجب ولدا يكون سببا فى عذاب والديه فكلاهما مشغولا بأبحاثه خصوصا الأم التى تقع دائما فى فخ مربيات لا يعرفن التربية أو لديهن أطماع فى البيت أو محتوياته أو.. أو.. ويتركن دائما الطفل بلا رعاية فيكون القرار أن تستقيل عالمة الذرة من أجل تربية طفلها ولكن قبل أن ينتهى الفيلم أوصت النساء بألا يفعلن مثلها فقد قهرتها الظروف لكن عليهن أن يكن أكثر منها وعيا.

دور ياموتور

وعمل المرأة الفن لم يتناوله فقط دراميا لكن هناك أيضا أغانى تناولته فى سياقات مختلفة فلا ننسى مثلا أغنية "ليلى مراد" الجميلة (دور ياموتور) ،وأغنية "شادية" (تسلم الإيد الشغالة) ، وأيضا أغنية "نور الهدى" (حلاوة طعمك يا طرح إيدى)..

على أية حال الفن فى فترات تألقه كان من ضمن اهتمامات مبدعيه أن يقدموا عملا يوضح أهمية العمل فى حياة الإنسان وخصوصا المرأة {

 

 الفن لحظة

اعترف أننى فى حالة دهشة مليئة بالغضب من كل هذه المسلسلات التركية التى تملاء الفضائيات خصوصا التى أنشئت بعد الثورة ولم أستجب أبدا لكل الدعوات لرؤيتها من باب حتى العلم بالشىء إلى أن أجبرتنى الظروف على ملازمة المنزل فترة لعلاج قدمى المصابة.. ووجدتنى أبحث عن مسلسل تركى حتى لا أكون فعلا مثل "الأطرش فى الزفة"..ولا أعرف من حسن حظى أو سوئه أننى تابعت مسلسل اسمه (على مر الزمان) ..فهو يتحدث عن أسرة القبطان (على) لديه زوجة (جميلة) وأولاد لهم قصص فرعية فى الدراما،وهذا القبطان يترك أسرته ليتزوج من امرأة أخرى وعندما تقرر زوجته هى الأخرى الزواج يقتل لها زوجها.. إنها دراما تتفرع منها قصص صغيرة تجعلك دائما فى حالة تشوق لمعرفة ماذا سيجرى غدا ولعل هذا هو سر المسلسلات التركية .. فالمط والتطويل مصنوع بحنكة وقدرة كتابية خاصة - بصراحة - نفتقدها نحن،فأنت لا تشعر باتساع قماشة الحكاية بين أيدى المؤلف لكن لو توقفنا بتحليل أكثر واقعية سنملأ الأسطر بعيوب درامية كثيرة فالأحداث دائما تدور فى أماكن قليلة بل هو شارع واحد يقيم فيه معظم الأبطال لدرجة أنك تشعر أن تركيا كلها تمر منه .. ناهيك عن تشابك العلاقات و التى تحتاج لفترة حتى تفسرها لأنك تكون قد نسيت ماذا يشكل هذا لتلك أو هذه لذاك .. لا أعتقد أن هواة مشاهدة المسلسلات التركية سيتوقفون أمام هذه التحليلات فيكفيهم أن هناك دراما أعادتهم إلى أماكنهم أمام الشاشات يتابعونها بشغف شعرت به للأسف.. كما شعرت بالأسى على أعمالنا ونجومنا وقبلهم كتابنا أصحاب المهارات الخاصة فى الكتابة ..ففى كل رمضان نجد مسلسلات عدة لكل النجوم تقريبا وبعد رمضان تتكرر إعادتها .. وبالرغم من هذا الكثيرين لا يشاهدونها لا أول ولا ثانى مرة لأنهم شغوفين بالدراما التركية وكأن هؤلاء "يؤذنون فى مالطا".. ولله الأمر من قبل ومن بعد  

المصدر: مجله حواء- منال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,098,077

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز