كتب: نبيله حافظ
حينما تعجز العقول عن فهم الواقع .. ونفقد القدرة على فك ألغاز وطلاسم الأحداث الجارية...ونصبح في حالة ترنح وتخبط وفقدان للاتزان ، ويحاول كل منا تحليل ما يراه أمام عينيه وما يسمعه بأذنه وتكون المحصلة في النهاية لا شيء ، ونصبح على حافة الجنون يكون الحل الأمثل هو الانفصال عن هذا الواقع بكل ما فيه .. لأن هذا هو المخرج الوحيد لي ولأمثالي من ملايين المصريين الذين يعيشون على أعصابهم ويتجرعون مرارة الشارع المصري ويشاهدون بأم أعينهم مصر وهي تنزف دما وتشرف على الموت ولا تجد من ينقذها من هذا المصير .. ليصبح الحل الوحيد هو الانفصال عن هذا الواقع المرير والسباحة في عالم الأحلام الجميلة الوردية نحلم ونتمنى من المولي عز وجل القادر أن يجعلها حقيقة وليست حلماً .
وجدتني أسرح بخيالي بعيدا إلى هبة الله لنا ، إلى الكنز الجميل الذي ظهر في حياة المصريين بفضل سواعدهم وكفاحهم وعرقهم ودمائهم إلى قناة السويس، قناة أجدادنا التي حفروها بحب شديد وإخلاص لا حدود له لمصر والأجيال القادمة ، توهموا أو تخيلوا أن أبناءهم الذين سيأتون من بعدهم سوف يحافظون عليها وعلي خيراتها ويجعلونها منارة للعالم كله لتصبح إلى الأبد معجزة من معجزات الدنيا فإلي أي مدى سرح خيالي ..؟ وبماذا حلمت ..؟
حلمت خير اللهم ما اجعله خير أن إقليم قناة السويس ـ بورسعيد،الإسماعيلية، السويس ـ أصبح مركزاً صناعياً عالمياً متكاملاً ، اقتصاديا وعمرانيا وسياحيا .
في الإسماعيلية وادي التكنولوجيا وهي منطقة تشمل صناعات ومراكز خدمية وإدارية وجامعة تكنولوجيا وأنشطة سياحية وطبية تجذب أنظار العالم وتستوعب مئات الآلاف من المصريين ليصبح هذا المشروع أحد ركائز التنمية لمركز القنطرة شرق ومحافظة الإسماعيلية ...
أما في السويس فوجدتني احلم بمشروع ميناء شرق بورسعيد الذي يجعل هذه المدينة مقصد العالم كله بما فيها من بنية وخدمات وإنشاءات ، وبما تملكه من رصيف ميناء مبهر يجعل تجارة العالم تتهافت عليه .
ووجدتني استغرق في أحلامي أكثر وأحلم بمنطقة صناعية ضخمة بشمال غرب خليج السويس والعين الساخنة ، تشمل هذه المنطقة مشاريع لبناء السفن الكبيرة والصغيرة ، واللنشات والآلات ، ومعدات وهياكل ومستلزمات إنتاج السيارات ، ومشاريع إنتاج السلع الكهربائية المعمرة ، والآلات الصناعية ومصانع أسمدة ، ومصانع غزل ونسيج ، ومصانع سيراميك وأدوات صحية ، وتصنيع خزف ورخام .. كل ما تتخيله العين موجود علي ارض هذا المشروع.
هذا الحلم ـــ حلم تطوير محور القناة ــ ليس من وحي خيالي بل هو مشروع حقيقي علي أرض الواقع موجود علي الأوراق ومرسوم بكل تفاصيله وهو طوق النجاة لمصر لأنه يحمل معه رخاء اقتصادياً ويحقق إيرادات هائلة ــ مائة مليار دولار سنويا ــ وهذا الدخل كفيل بحل مشكلات وأزمات مصر الاقتصادية..
ليس هذا فحسب ، بل سوف يعيد لمصر قوتها ومكانتها الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم
الحلم سهل تحقيقه إذا ما خلصت النوايا واتقينا الله في مصرنا لعله يستجيب لدعواتنا وينقذنا مما نحن فيه !
ساحة النقاش