فلوس زوجتى ! «2»

كتبت: سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى عن قارئى الشاب النابه أحمد «36 سنة» المبرمج وخبير الالكترونيات الذى يعمل فى شركة إنترنت براتب كبير وحكيت لك كيف أن راتبه وهو صغير السن كان يفوق راتب والده وكيل الوزراة الذى وصل إلي تلك المرتبة فى أواخر سنوات خدمته، وكان يتقاضى تقريباً نصف راتب الابن.

وحكى أحمد أنه الشقيق الأصغر لثلاث بنات متزوجات يكبرونه فى السن والشقيق الأكبر لأخين صغيرين أى أنه نمرة أربعة بين الإخوة والأخوات الستة، ثلاث بنات وثلاثة صبيان.

قال أحمد أن والده توفى بعد أن خرج على المعاش مباشرة وأنهم أسرة مستورة، فقد قام الوالد قبل وفاته بتجهيز بناته الثلاث بأحسن جهاز وكان توفيقاً من الله أن رزقن بالأزواج الصالحين.

 

وحكى أحمد أنه حجز شقة فى مدينة أكتوبر بالتقسيط وأنه دفع القسط لفترة، ثم فوجئ بالشركة ترفع الأقساط بدعوى غلاء الخامات ومستحضرات البناء وقال إنه طلب من أمه أن تبحث له عن عروس مناسبة إلا أن القدر أرسل له بعروسة بقسمته ونصيبه منذ أربعة سنوات عندما زارت الشركة مجموعة سياحية بقيادة مرشدة سياحية ذات شخصية قوية وجمال، وتمكن من اللغة وقال فى نفسه إنها العروس المناسبة، خصوصا أنه عرف منها أنها ليست مرتبطة وتضغره بخمسة سنوات ووالدها طبيب كبير السن ووالدتها ربة بيت محترمة، وتبادلا الهواتف وتحدث وخطبها أحمد وكانت الفرحة متبادلة بين أسرتها وأسرة أحمد وقال إن حفل زفافه كان نهارياً على الطريقة الأمريكية من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة مساءاً وأن ذلك أعجب كل الناس.

 

واستطرد أحمد .. كانت أول سنة سعادة بحب وحملت فيها زوجتى وطلبت من أمى أن تتكفل برعاية الصغير وفعلت وكانت زوجتى تعمل وهى عاشقة لعملها وتستمتع به وتجد سعادتها فيه ولا أنكر عليك ياسيدتى أنها كانت تساعد مساعدة كبيرة فى مصاريف البيت ورعاية الطفل ودفع راتب الدادة التى تلازمه فى بيت أمى، ولكن حدث ما حدث فى مصر وقامت الثورة وانقطع السائحون عن المجئ ووفرت شركات السياحة معظم العاملين بها.

وكانت مفاجأة مؤلمة لنا فقد انقطع من رزقنا الكثير، وذلك لأننى كنت لازلت أواصل دفع أقساط الشقة التى اشتريتها لزواجى بمدينة أكتوبر!

واستطرد .. وبدأت نها تصرف من مدخراتها بل رأت أن تستثمر وجودها فى البيت بلا عمل فى أن تنجب لى طفلاً آخر ثم بنت جميلة وصار عندى ثلاثة أبناء فى أربع سنوات، وطبعاً كما تعرفين ياسيدتى فإن السياحة لم تعد كما كانت وصارت مشغولة بأولادها الثلاثة فهى تعشق الأطفال، ولكن المشكلة التى جئتك من أجلها أننى لا أريد أن أبين أمام زوجتى أن رواتبنا قد خفضوها إلي النصف، وأننى أصبحت فى مشكلة كبيرة وهى الحفاظ على المستوى الذى كنا نعيش فيه قبل أن تترك «نها» العمل وقبل أن يكون لدينا ثلاثة أطفال بدلاً من واحد وفى نفس الوقت أعرف أن الإسلام ينص على أن الذمة المالية للزوجة منفصلة عن الزوج، فلا استطيع أن أطلب من «نها» أن تساهم معى فى النفقات التى زادت والغلاء المستمر فى كل شىء.

والشركة التى اشتريت منها الشقة ضاعفت الأقساط فى السنتين الأخيرتين ولا أريدها أن تشعر بأى شئ وفى نفس الوقت لا أعرف كيف أتصرف ولا أقبل أن أطالبها بمساعدتى، علماً بأننى أعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة بعد الظهر على نظام الشركات الأجنبية كلها ولا أستطيع أن أعمل عملاً إضافياً فماذا أفعل أريد أن أظل محترماً فى نظر زوجتى التى أحبها وتحبنى وبيننا ثلاثة أطفال مثل القمر!

 

قارئى الابن أحمد .. ليس معنى أن تكون للزوجة ذمة مالية منفصلة أن تكون بعيدة عنك وعن أحوالك، صارحها يا ابنى بما حدث وبالأقساط التى زادت وبالشركة التى خفضت الأجور فهى حبيبتك وأم أولادك واتركها تتصرف وشأنها ولا حياء فى الدين ولاحياء بين الزوج وزوجته  

المصدر: مجلة حواء-سكينه السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,611

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز