إلا ابنتى !
أكتب لك مشكلتي بعد أن أعياني البحث عن حلها .. فأنا سيدة على مشارف الأربعين .. بدأت حكايتي منذ ستة عشر عاماً حين تزوجت من رجل حاد الطبع لا يعرف سوى الصوت العالى والعناد لغة للحوار ! ... وقد باءت جميع محاولاتى لتغيره بالفشل حتى ابنتى الوحيدة لم تسلم هى الأخرى من صياحه , فكانت ترتجف خوفاً منه بمجرد عودته من عمله .. على هذا الحال مضت حياتى الزوجية حتى وصلت ابنتنا إلى خمسة عشر عاماً ، لتبدأ أزمتي التى بصددها كانت تلك الرسالة .. فقد لاحظت تغيراً شديداً فى سلوكها , فبعدما كانت خجولة لدرجة أن نبرة صوتها تصل للمتحدث معها بالكاد ، أصبحت تنفعل على أتفه الأسباب بل وترد الكلمة بعشرة أمثالها .. ويوم تلو الآخر بدأت تقضى غالبية يومها أمام النت ... وبتقصي الأمر اكتشفت مصادقتها للشبان عبر الفيسبوك وخلافه ودخولها معهم في حوارات ومزاح غير لائق .. والأغرب عدم إنكارها ما تفعله عند مواجهتي لها بل ردت بوقاحة قائلة : " أنت غير مسموح لك بلومي , فيكفى ما أتجرعه فى هذا البيت من نكد والذى لا أجد ما يخرجني منه سوى تلك التسالى على النت !" .. وهنا لم أتمالك أعصابي من أن أنهال عليها ضرباً مما زاد من تمردها .. ولا أعرف كيف أعيدها لصوابها خاصة وأن استمرارى في تلك الزيجة فقط من أجلها !...
م ع "مصر الجديدة"
- يعتقد البعض أن بقاءهم في زيجة خالية من كافة أحرف التفاهم كفيل باستقرار أبنائهم .. وهم بذلك يحكمون على أنفسهم وأبنائهم من قبلهم بالتعاسة .. وهو ما وقعتي فيه .. فقد تصورت أن قبولك لعلاقة زوجية مرضية أسمى أنواع العطاء لابنتك متناسية أن عدم إشعارها بمعاناتك أهم مفردات هذا العطاء .. والنتيجة إتيانها تلك الأفعال الغريبة عن سلوكها المعتاد وكأنها تطلق بصرختها صفارة إنذار بضرورة رعايتها نفسياً .. ولا تنسي أن ابنتك تمر بفترة عمرية حرجة فالرفض والتمرد من التداعيات المصاحبة لهذه المرحلة. ولكي تمر بسلام عليكِ إصلاح حياتك الزوجية أولاً .. فرغم يقيني من صعوبة هدم جسور التباعد التى بنيت بينك وبين والدها على مدار سنوات إلا أن مستقبل ابنتك يجبرك على المحاولة .. ومن ثم يجب مصارحة زوجك بمخاوفك عليها من جراء خلافتكما مع أهمية عدم الخوض في تفاصيل قد تسفر عن رد فعل عنيف يتخذه ضدها .. وفي حالة عدم توصلكما إلى صيغة توافقية فعليكما عدم الخوض في المشاكل أمامها .. ولا تنسي تدعيم أواصر الصداقة بينك وبينها مع توجيها بأسلوب غير مباشر للمخاطر التى قد تتعرض لها من جراء تصرفاتها ..و لتكن رسالتك درساً لكل أب وأم يبرزان خلافاتهما أمام الأبناء .. وأدعو القراء للتعليق على هذه المشكلة عبر موقع المجلة الإلكتروني الأتي:
سارقو الأحلام
تمسك بأحلامك .. لا تمنح لأحدهم فرصة الاستيلاء عليها لعدم تناسبها مع طموحاته !.. سر في طريقك .. و تعامل بحذر مع ألغام الكره التي يزرعونها في كل خطوة أمامك .. فهم يستخدمونها في تدمير معنوياتك مما يسهل المهمة المكلفين بها لعرقلة نجاحاتك !.. و تذكر أن مجرد تفكيرك فيهم يضعك دون أن تدري تحت قيد رغباتهم .. و شيئاً فشيء تتسرب آمالك من بين يديك لتستيقظ فجأة على صرخة حلمك الذى سلب منك و أنت منشغلاً في صراعاتك !.. ولأنني تذوقت المرار بفعل مكائد سارقي الأحلام , فلا أجد سوى الورقة و القلم لأحذركم من ألاعيبهم و أكررها ثانية تمسك بأحلامك.
ساحة النقاش