كتبت -منار السيد

قـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا .. أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا... سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى... الأمير "أحمد شوقي" الذي حاول أن يعطي المعلم قدره العظيم من خلال أبياته الرائعة ..فالمعلم أو "الخوجة" وكثيرا منا لا يعرف المعنى الحقيقي للخوجة فالخوجة هو( العالم الشريف ؛السيد ؛المدرس )، فيالعظمة المعلم "الخوجة" ،ولكن مهما كانت عظمة المعني لم تتساوَ أبدا بالرسالة الشريفة العظيمة الذي يؤديها المعلم ، ولكن أين هذه الرسالة وسط الإهانة المادية والمعنوية التي يتعرض لها المعلم يوميا .. فكيف يستطيع أن يؤدي هذه الرسالة؟... ll

يقول محمود حسان " مدرس لغة عربية": إن أكثر شريحة مظلومة في المجتمع هي شريحة المعلمين بالرغم من أن أهم رسالة هي الرسالة التي يحملها المعلم فهو الذي يبني الأجيال ، ويبث فيهم الأخلاق الحميدة والمبادئ والقيم ، ولكن كيف يؤدي المعلم هذه الرسالة في ظل الظروف الصعبة الذي يعاني منها المعلم ، وأهم هذه المشكلات المرتبات الضعيفة التي تكاد تكون معدومة ، فالمعلم يتم تعينه على أساس مرتب 120 جنيها فقط هذا إذا تم تعينه من الأساس ، ويتم محاربتنا إذا قررنا إعطاء الطلاب دروس خصوصية لزيادة دخلنا ، فماذا أفعل لاستطيع أن أعيش وأنفق على أسرتي إذا لم أتجه للدروس الخصوصية ولا استطيع أن أعمل شيء سوى التدريس فهل من حل آخر ينقذ أمثالي من المعلمين...

ضبط النفس

ويبدأ إبراهيم ناجي مدرس رياضيات من حيث ما انتهى به " محمود" حيث يقول: أين حق المعلم في عيش حياة كريمة ؟، وكيف يطالبون المعلمين بالشرح الكافي الوافي وبهدوء الأعصاب أثناء التعامل مع الطلاب وضبط النفس في مقابل الأعمال غير اللائقة التي تصدر من الطلاب تجاه معلميهم ، في ظل معاناة المعلم المصري الذي يتم التعامل معه على أنه مواطن من الدرجة الثانية لايمكنه الشكوى أو الإدلاء بمطالبه مثله مثل باقي العاملين في الدولة ، فإذا طالب بحقه في الحصول على الحد الأدني يتم الضغط عليه وتتداول أقاويل أنه لا يصح أن يضغط المعلمون على الدولة بتهديدهم بعدم الذهاب للمدارس حتى يتم الاستجابة لمطالبهم ، ولكن أريد أن أؤكد أنه ليس من أخلاق المعلم أن يضغط على الدولة ولكن المشكلة في أننا طالبنا بحقنا كثيرا ولكن لم يستمع إلينا أي مسئول .. كل ما نريده هو توفير الجو الملائم لنا كمعلمين لنستطيع توصيل الرسالة المقدسة للأجيال..

العقود

ويطالب محمد السيد " مدرس مؤقت" بالتثبيت حيث يقول : مر على عقدي أكثر من 3 سنوات وفي نظام عقود التربية والتعليم التثبيت يتم من خلال مراحل يبدأ بعقد مؤقت ويليه عقد مميز لأصبح معلما مساعدا وفي النهاية نصل بعد ثلاث سنوات للتثبيت النهائي وها أنا وزملائي مر علينا أكثر من ثلاث سنوات ولم نحصل على العقد المميز ولا وعود بالتثبيت ، بل اكتشفنا أنه تم تغيير صيغة عقودنا لإجبارنا أن نظل على نظام العقد دون الحق في المطالبة بحقوقنا ، واعتصمنا وطالبنا بحقنا على مدار عام ومازلنا حتى الآن قيد الوعود دون معرفة نهاية وضعنا ، وللعلم مرتبنا لايزيد عن 200 جنيه فمن يرضى بذلك .

أداء مثالي

ويؤكد على مطالب المؤقتين أحمد جمال "مدرس مؤقت" حيث يقول لا أحد يستمع إلى مطالبنا أو ينظر إلى حالنا فهناك تجاهل تام لحقوق المعلمين وخاصة المؤقتين منا ، ونحن دائما في وضع مطالبة بأداء مثالي ومتميز في وسط المعوقات والحياة الصعبة التي نعيشها ، ووسط كل ذلك هناك هجوم حاد على المعلمين بتهمة التقصير واستعمال القسوة مع الطلاب وليس معنى ذلك أننا نشجع هذا السلوك الخاطيء ولكن على المسئولين أن يبحثوا في العوامل التي تؤدي إلى الحالة النفسية السيئة التي يتعامل من خلالها المعلم مع الطلاب ، ويجب توفير العوامل المناسبة للمعلم لتهيأته نفسيا وماديا لأداء واجبه على أتم وجه .

المكافأة الشاملة

وليس حال المؤقتين فقط هو الذي لايرثى لها ولكن الأسوأ حالا هو "المعلم بالمكافأة الشاملة " حيث تتحدث أميرة إبراهيم " معلمة بنظام المكافأة الشاملة قائلة :أتقاضى مكافأة شهرية "105 "جنيهات فقط وأنا خريجة تربية عام انجليزي وبالرغم من ذلك وافقت على العمل كمدرسة تعليم أساسي ، على أمل أن يتبدل الحال ولكن حتى الآن لم أتعين أو حتى أتعاقد ، فماذا أفعل ولا أحد يتخيل الحالة النفسية السيئة التي أشعر بها وأنا مضطرة لأداء واجبي على أكمل وجه وفي نفس الوقت أتعرض أنا وغيري من زملائي في المهنة لهذه الإهانة المادية ، فالتدريس هو أسمى المهن الذي تقدره كل الدول إلا مصر ، فوضع المعلم في إهانة يوم بعد يوم دون النظر لحالته النفسية والاجتماعية والضغوط الحياتية الممارسة ضده.

ولتكتمل الصورة توجهنا بالسؤال لخبراء الطب النفسي للتعرف على الحالة النفسية

وتتحدث فادية زايد " أستاذ الطب النفسي" حول المعلم وحالته النفسية والمعنوية قائلة : يتعرض كثير من المدرسين لمتاعب نفسية وضغوط تأتيهم من جوانب مختلفة , من خلال علاقاتهم الاجتماعية أو متاعب أسرية, أو من ظروف مرضية ,أو من جراء طول السنوات التي يقضيها المدرس بين فصول لا تتبدل وروتين يومي ومناهج دراسية لمواد يتكرر عطاؤها سنوياً دون تبديل أو تعديل يتم فيها, تبعث الملل فيه ويتأثر عطاؤه يوما تلو الآخر.

التوتر النفسي

ومن الأمور التي تؤثر على صحة المعلم النفسية أيضا هي عدم توافر شروط أهليته للتعليم كقدراته العامة و قدراته الخاصة وسمات شخصيته وميوله ومستوى تحصيله ومستوى تدريبه والقيم التي يؤمن بها ، ذلك أن التعليم يتطلب مستوى من القدرات العامة وحين تقل هذه القدرات عند المعلم بمقدار ملحوظ عن الحد الأدنى اللازم قد يصاب بتوتر نفسي يؤدي به إلى الإحباط والقلق وما إلى ذلك من اضطرابات نفسية تضر بحالته النفسية عموما وتغدو الفرصة عندئذ جاهزة لأشكال من التعاسة والمشكلات.

التأهيل النفسي

وأكدت على ضرورة توفير برامج تأهيل نفسي للمعلمين من حيث التكيف مع الضغوط الحياتية في محاولة للتغلب عنها ليستطيع التعامل بطريقة سوية مع الطلاب لأن مهنة التدريس تتطلب نوع من الهدوء النفسي و الصبر, وحتى تتم العملية في ظروف هادئة تجلب الأمن للطلاب بعيدة عن التوتر والقلق الذي يحمله المدرس وبالتالي ينعكس سلباً على الطلاب ويؤدي إلى خلق نوع من الاضطرابات , لذلك فبرامج التأهيل النفسي تساعد المعلم كثيرا للتخلص بقدر كبير من التوتر والقلق التي يلحق به أثناء مسيرته التعليمية  

المصدر: مجله حواء-منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 440 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,373

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز