<!--
<!-- <!-- <!--
الأمهات في دور المسنين:
رد الجميل أم عمر ضائع ؟!
كتبت دعاء برعي
د. عزت حجازي: دور المسنين في مصر تفتقد إلى الجهاز الوظيفي المتكامل.
د. سميح شعلان: "العيب" في المجتمعات الريفية يمنع من التفريط في أحد الوالدين.
د.سوسن فايد: على المؤسسات أن تعمل في بوتقة واحدة، لتضييق مساحة الصراع بين الأجيال.
د. يسري عبد المحسن: الأسرة والمدرسة والجامع عوامل مؤثرة في روح الانتماء، والشعور بالمسئولية تجاه الأم.
في يوم الاحتفال بعيد الأم يكثر الحديث عن الهدايا، ورسائل الأبناء إلى الأمهات، وفي احتفال هذا العام قررت "حواء" أن تكون الرسائل من أمهات دور المسنين إلى الأبناء..، وبين أم تؤكد عقوق أولادها، وأخرى تخيّرها الظروف خياراً مراً بين سعادة أبنائها أومعاناة فراقهم، تصل الرسالة الأكثر إيجازاً في أن الأمومة أبداً لن تتنازل عن العطاء، فبرغم الثمن الغالى الذي تدفعه الأمهات في تربية الأبناء، تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن وينتهي بهن المطاف في دار مسنين.. وتأتى أسباب إقامتها بالدار ورسائلها إلى أبنائها، دروساً أخلاقية وعبراً إنسانية للمجتمع كافة..
بين دور المسنين مدفوعة الإقامة بأجر رمزي، ونظيرتها بالمجان لغير القادرين، أجرت حواء عدة زيارات، وكانت البداية بلقاء ماما هدية، 72عاماً، والتي افنت عمرها في تربية أبنائها الأربعة، بعد وفاة والدهم، بدار مسنين، حيث أتموا تعليمهم، وتزوجوا، لتعاني الوحدة بعدها.. وبعيون دامعة تتعثر كلماتها قائلة: "أتيت إلى الدار هرباً من الوحدة، ورغبة مني في عدم مدايقة أحد"، حيث رفضت الأم معاشرة زوجتيّ ابنيها، حتى لا يقف ابناها موقف الحيرة، للفصل بينها وزوجتيهما.
وتستطرد: "زوجة الابن مابتريحش، ماماتك قالت، ماماتك فعلت، ما يشعرني بتهديد ابني، وحيرته بين زوجته وأمه".
وكان الدعاء لأبنائها بالهدى والسعادة، هو رسالتها.
من يرحم وحدتها؟
"هوّ قال لي ياماما لمي هدومك، وتعالي عندي.. وأنا قلت لأ؟".. سؤال بررت به ماما كوثر،59عاماً، سبب إقامتها بدار المسنين.
وتستطرد: "أنا هنا لأني لو مت في وحدتي ماحدش هايعرف"، ومن قاموس الوحدة تسرد لنا حكايتها، حيث عاش وحيدها مع أهل والده بعد انفصالها عن والده، آثرت خلالها الوحدة، أملاً في عودة وحيدها يوم ما، عاد الابن فترة دراسته بالجامعة وحسناً اقترنت أنفاسه ببيتها أثناء الأربعة أعوام الجامعية له، ثم سرعان ما تزوج الابن، وتركها للوحدة ثانية، حيث لم يزرها منذ زواجه إلا ثلاث مرات، ولأنه كثير التنقل، بحكم عمله، تذهب الأم لزيارته، فيودّعها مسافراً، بينما تخبرها زوجته بذهابها منزل والدتها، ولا تجد ماما كوثر بداً من أن تعود لمنزلها وحيدة، وهو ما أتى بها للإقامة في دار المسنين.
وتأتي رسالة الأم لوحيدها قائلة: "أنا ماقدرش أجبره على زيارتي، لكني أتمنى أن يأتي اليوم الذي يقول لي فيه: تعالي يا ماما عيشي معانا.. وبكفاية وحدة".
قلبي على ولدي انفطر
وبينما تثني ماما فاطمة، 61عاماً، على الخدمة المقدمة لها بإحدى دور المسنين، تتألم نفسياً لتركها مملكتها من بيت أسسته مرحلة تلو الأخرى، ثم تركته لمن لا يحافظ عليه من ابنيها الذكور، وتضيف: " تعبت في تربية ابنيّ بعد وفاة والدهما، وكان تعباً لذيذاً، لكن عندما كبرت شعرت بعبئي عليهما"، حيث مرضت الأم لأكثر من عامين، شعرت خلالهما بعبئها على ولديّها المشغولين بعملهما 24ساعة يومياً، ولما كان ابناها يحملانها نزولا وصعودا من و إلى الطابق الخامس، لإجراء الفحوص الطبية عليها، اقترحت الأم عليهما استبدال مسكن الطابق الخامس بآخر في الأرضي، فجاء صمت الأبناء اعتراضاً، لا لشيء غير أن وثيقة تمليك المسكن باسمها.
وبدموع أبت إلا أن تحتبسها قالت الأم: "في مقابل خدمتهما لي وأنا مريضة ولأنهم أبنائي في المقام الأول، تركت المسكن لهما، وآثرت الإقامة في دار المسنين، تحقيقاً لرغبتهما في التمسك بالطابق الخامس".
وصوبت ماما فاطمة رسالتها إلى أبنائها، قائلة: "اغتنموا فرصة حياة الأم، فرضاها في حياتها كنز يفتح بعد مماتها".
جفاء وعقوق
وتنعي ماما وداد،61عاماً، جفاء أبنائها بدموع منهمرة، لم تجف طيلة سرد مواقفهم تجاهها وعباراتهم الحادة، التي كانت لها كالسهام المسمومة.
ووفقاً للأم وداد، فإنها تعهدت رعاية أبنائها وتعليمهم، بعد وفاة والدهم في سن صغيرة، وتؤكد على معاناتها الدائمة من قسوة ولدها الأكبرعليها ووالده قبل وفاته، حيث كان دائم العزلة عنهما، وبعد وفاة والده، كثيرا ما عاتبها قائلاً: "لم تزوجت من أب لم يترك لنا مالاً في البنوك، أو إرثاً نعتمد عليه؟" حتى أنه تنصل من حضورها وأقارب والده حفل زفافه.
ظل الابن مقاطعاً لوالدته، حتى أنجب توأمه، فبعث في طلبها لرعايتهما، لبت الأم فرحة بأحفادها، إلى أن انتهى دورها، ثم عادت لوحدتها بمسكنها تلبية لرغبة زوجته، إلى أن أصيبت الأم في حادث، استعانت على إثره بابنتها، التي استضافتها في بيتها فترة أربعة أيام فقط، هي ما سمح بها زوج الابنة، لتحاول الأم خلالها إقناع ابنتها باصطحابها وزوجها وأبنائها في خدمتها حتى تتعافى.
غضب قلب الأم
ولما باءت محاولاتها بالفشل، وانتهت المدة المحددة تحدثت إلى الابن الأكبر، فجاء رده"ستترك زوجتي المنزل حال حضورك، لذا اعتبرت إنك توفيت في الحادث"، وبدموع حارقة تقول الأم: "ابني مش هايورد على جنة".
ولضيق بيوت الأبناء بالأم التي واحتياجها للرعاية، جاءت رغبتها في الإقامة بدار المسنين.
لتنهي حديثها برسالة سادها طابع الغضب، حيث قالت: "مش مسامحاكوا.. فكلما دعوت الله أن يسامحكم، زدتم قسوة علي.. كنت أتمنى أن ترعوني في محنتي، كما راعيتكم في الصغر، وضحيت لأجلكم بعمري وصحتي".
نهاية الرحلة.. دارمسنين
أما ماما كريمة، 70 عاماً، فترى أن أبناء هذا الجيل لا تصل إليهم رسائل، فهو جيل رافض للنصح، متشبث بآرائه، وإن كان مخطئاً، قائلة: (جيلنا يحيا على حكمة "اللهم وفقني لما تحبه وترضاه"، وهو ما لا يستوعبه جيل هذا الزمن، ربما لتفاوت الأعمار).
وتوضح أن السبب وراء إقامتها بدار المسنين، هو توجيهها الدائم لأحفادها، والذي أثار جدلا مع زوجة ابنها، فما تراه الجدة عيباً، ولا يخضع للمباديء والعادات، يرونه الأحفاد موضة وروشنة، حتى أن الحفيدة باتت تلبي نداءات الجدة بشيء من التعسف، إلى أن كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، بقول زوجة الابن لها: "أعملك فيهم إيه؟ اقتلهم لك، ولاّ أموتهم لك..!!".. فأيقينت الجدة عدم رغبة الأبناء والأحفاد لها.
وفي النهاية تقول: "عندما يسألني ربي عنهم سأجيب سريعاً: أتممت تعليمهم، وزوجتهم، ونهاية رحلتي دار مسنين".
رسائل موجعة
وبينما وجهت الأمهات المسنات رسائل واضحة، إلى الأبناء والأحفاد، سادت الأوجاع، إحدى دور المسنين لغير القادرين، تكتب رسائل أكثر إيلاما، فرب أوجاع تعجز الكلمات عن ترجمتها، أبلغ من أحاديث مطولة، حيث تستقبلك السيدة السبعينية بآهات ونداءات تنبيء عن عجز حركتها ولو لخطوة، وما أن تقترب خطواتك وتجلس إلى جوارها، حتى تعانقك، مرددة اسم، اعتقدت أنك هو، فيما الأخرى لا تصل إليها نبرات صوتك وإن علت وبلغت عنان السماء، وآخرون لا يملكون إلا الصمت الدائم.
وعن أسباب إقامتهن بدور المسنين، قالت رئيس مجلس الجمعية القائمة على رعايتهم: "أغلبهن لم ينجبن، ويعانين أمراض الشيخوخة، وأتين عن طريق أقاربهن من الدرجة الثانية، أو جيرانهن".
ووفقاً للمسئولة عن الجمعية، فإن الرسالة التي يوجهها المسنون من غير القادرين للأبناء والمجتمع كافة هي: "المسنون من غير القادرين في حكم المساكين، وهم أحوج إلى الزيارة، والعطف، والإعانات"، حيث ذكرت أن التبرعات للأيتام تعادل 99% من الإعانات الكلية للجمعية، بينما تبرعات المسنين تمثل 1% فقط من هذه الإعانات، وأرجعت ذلك إلى توعية الإعلام بأهمية مساعدة اليتيم وتخصيص يوم للاحتفاء به، بينما لا يوجد من يلقي الضوء على المسن، وهو ما وصفته بالقسوة المجتمعية، وطالبت بتخصيص يوم للاحتفاء بالمسن.(رنيا محمود)
وبحسب أحدث إحصاءات صادرة عن مركز المعلومات والتوثيق التابع لقطاع الشئون الاجتماعية، فإن إجمالي عدد دور إقامة المسنين 134 داراً، موزعة على 18 محافظة بأنحاء الجمهورية، تحتل القاهرة النصيب الأكبر منها، حيث يبلغ عدد الدور58 داراً، يستفيد بالإقامة فيها 1258مسنة ومسناً، ويقل العدد تدريجياً كلما اتجهنا إلى الوجه القبلي، حيث داران فقط بقنا، يقيم فيهما 28مسناً ومسنة، فضلاً عن أن المستفدين بخدمة الإقامة داخل هذه الدور 4260 مسنا ومسنة على مستوى الجمهورية، حصلت المسنات منهم على نسبة 61.5%، وهو ما يقارب ثلثي إجمالى العدد الكلي، حيث يبلغ عددهن2622امرأة مسنة، فيما يبلغ عدد الرجال المسنين 1638رجلاً مسناً، بنسبة 38.5% من إجمالي العدد، وفقاً لمركز المعلومات.
وفي لقاء لـ"حواء" مع د.عزت حجازي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أوضح أن بيان إحصاء الوزارة بعدد دور المسنين، لم يشمل إلا المرخصة منها فقط، وأن هناك دور تنتظر الترخيص، وأخرى لم تقدم عليه بعد، فبحسب المسح الميداني للدراسات التي أجريت منذ ثلاث سنوات ماضية، بلغ إجمالي عدد الدور المرخصة وغير المرخصة 175داراً، تقدر حالياً بما لا يقل عن 200 دار.
وأضاف أن ارتفاع نسبة السيدات المقيمات في دور المسنين، تعود إلى طول أعمار النساء عن الرجال بشكل عام، ومن ثم زيادة عدد السيدات المترملات عن الرجال، ولكون المرأة كائن ضعيف، فإن وجودها بمفردها دون أولاد غير مألوف لدى المجتمع، ويمثل خطورة عليها، على عكس المترملين من الرجال، والذين يملكون القدرة على العيش بمفردهم.
مفهوم دور المسنين
وقال د.عزت حجازي، إن دار المسنين مؤسسة مهمة، وأنه من الخطأ تصويرها عاراً، أو إيواء لمن لم يجدوا إيواء، حيث يأتي مفهوم دار المسنين في الدول المتقدمة، من المكان الذي يحفظ للإنسان كرامته، ويوفر له سبل العيش المتكاملة، من ثقافة وترفيه وعبادة وحركة وعلاج، وهوما لم يتوفر لدينا، ومن ثم تفتقد دور المسنين في مصر إلى المواصفات العالمية والوزارية لإنشاء الدور، وإلى الجهاز الوظيفي المتكامل بها، من طيب خاص بطب المسنين نفسي وعضوي، وأخصائي اجتماعي، وأخصائي تغذية، ممن يقدمون خدمة إنسانية راقية، تليق بآدمية الإنسان المسن.
فيما وصف إقامة أحد الوالدين مع الابن أو الابنة بالأزمة الكبيرة، وأن الأسباب التى يلجأ على إثرها المسن لدور المسنين هي قسوة ظروف الحياة على الأبناء، واختلاف قلوبهم عما كانت عليه في الماضي، فعندما يتزوج الابن تأتى رغبة زوجته في حياة أكثر خصوصية، وبإنجاب الأبناء، يصبح وجود الأم نشاذاً، يحاول بعض الأبناء مقاومته، لكنه يرضخ في الغالب، علي عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث الابن يتزوج من محيط العائلة لقيام الزوجة على خدمة الأم ورعايتها.
وتختلف نظرة المسنات عن مدى رضائهن للإقامة في دور المسنين، باختلاف حياتهن قبل الالتحاق بها، فالمسن دائم المقارنة بين حياته في الدار وما قبل التحاقه بها، حيث كشفت الدراسات المسحية أن هناك نزلاء راضون عن الإقامة بها، ما يدلل علي أن البديل كان سيئاً جدا، فأغلبهم متواضعو الحال، كانوا يعاملون معاملة قاسية من الابن أو زوجته أو الشقيق، حتى أنهم يلقون بهم إلي الشارع، وبخاصة نزلاء الدور المجانية. بينما مسنات ستظل طوال عمرها غير راضية عن الإقامة بالدار، ويتمنين العيش خارجها، ما يفسر أن حياتهن مع الأبناء كانت طبيعية قبل الالتحاق بالدار، فقط لم تسنح لها الفرصة التواجد وسط الأبناء، لشعورها بأنها شخص غير مرحب به.
وتابع د.عزت أن الدراسة، أعلنت أن كثيراً منهم يعانون الانقطاع عن الحياة الطبيعية بدخولهم الدار، لانقطاع زيارة الأقارب عنهم، ما يعني أنهم مهما حصلوا من خدمة ممتازة في الدار، فإن شيئاً مهماً ينتقصهم، والكارثة أن الكوادر الوظيفية غير مدربة على تعامل كبار السن، ومن هنا يشعر المقيم بالدار بالجفاء.
وأنهى د.عزت حديثه مؤكداً أن نسبة الحالات المقيمة بدور المسنين قليلة جدا، مقارنة بمن هم في حاجة إلي الإقامة بها، نتيجة لعدم تغطية الأحياء الفقيرة والريفية بدور مسنين، وشدد على أن المستقبل لدخول دور المسنين، ما يستدعى إنشاء دور أخرى أكثر بكثير مما عليه الآن لاستيعاب العدد، حيث بلغت نسبة تمثيل المصريين المسنين الآن6.5% ، أو 7% تقريباً من التعداد السكاني، بعد أن كانت تمثل 4% فقط في الآونة الماضية، ما يشير إلى ارتفاع نسبة تعمر المجتمع في مصر بشكل مستمر.
بين الترابط الأسرى والفردية
وعلل د. سميح شعلان، أستاذ العادات والتقاليد، وعميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكادمية الفنون، انخفاض عدد دور المسنين والمقيمين بها، مع الاتجاه إلي الوجه القبلي، بوجود قانون العيب في المجتمعات القروية الذي يؤسس لسلوك الإنسان وتصرفاته، ويمنع من التفريط في أحد والديه، و الرقابة المجتمعية التي توضع في اعتبار الفرد عند اتخاذه للقرار، فإن من يلفظ والديه أوأحدهما، يلفظه المجتمع ككل، ويحكم عليه بالدونية، وهو ما لا يستطيع أن يحيا معه الفرد داخل هذه المجتمعات.
ومضى قائلاً: "يأتي هذا على عكس المدن، حيث يطغى الطابع التكنولوجي الذي يؤسس لعلاقة الفرد بذاته على حساب الآخرين، وهو ما يقضي شيئاً فشيئاً على المشاعر الإنسانية، والعلاقات الأسرية، ما يدعى الفرد لتلبية احتياجاته وفقاً لنظرته فقط، دون رقابة مجتمعية.
صراع الاجيال والثقافات
فيما ألقت د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، باللوم على المجتمع الذي لم يهييء حصول الأم على استحقاقتها في الكبر، من تكريم مناسب، كذلك الإغراق المادي والتطلعات اللانهائية، من قبل الآباء والأمهات.
وتابعت: إن رفض الأبناء لتدخل الآباء والأمهات في حياة الأحفاد بالنصح والإرشاد، يعود إلى صراع القيم والثقافات بين الأجيال، وعدم استيعاب الآباء والأمهات لثقافات أبنائهم واطلاعهم عليها، ما يزيد حدة التصادم بين الأجيال، ومن ثم على المؤسسات أن تعمل في بوتقة واحدة، لتضييق مساحة الصراع بين الأجيال، من تفعيل دور وزارة الثقافة بالبرامج التثقيفية التي من شأنها خلق لغة بين الأجيال، وتطوير السياسة الإعلامية العشوائية وغير المدروسة، التي تهتم بالفعل ورد الفعل فقط، كذلك تجديد الخطاب الديني، ليتجانس مع المجتمع، ودور الصحافة، حيث الهدف المشترك بين كل هذه المؤسسات من شأنه خلق لغة بين الأجيال.
وأكد د. يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي، بجامعة القاهرة، أن جفاء الأبناء يعود إلى التنشئة، وعدم الترابط الأسري، ومدى علاقة الود بين الأبناء والآباء، والارتباط بالأم، فالأسرة، والمدرسة، والجامع، عوامل مؤثرة في روح الانتماء، والشعور بالمسئولية تجاه الأم.
وأشار إلى الخطأ التربوي في ترك الأم ابنها بمعزل عنها ووالده، حيث من الأجدر أن تربيه على أن هناك مستويات مجتمعية مختلفة، تعود إلى إرادة الله، وأن عليه أن يعوض ما يراه منتقصاً في والده، وأن يعترف بأبوته ولا يتنصل منه، مهما كان مستواه الاجتماعي.
ووصف د. يسري الحدة في معاملة الأبناء للوالدين بجفاء المشاعر.
ساحة النقاش