من منا لم يحزن صغيراً على ذبح الخروف الذي ظل يلهو معه قبل العيد كلنا مررنا بهذا الشعور لكن ليس جميعنا  نجح في تجاوز هذه اللحظة ليتحول بعضنا إلى نباتيين لايقربون اللحوم أو مرضى يتلقون جلسات استشارة نفسية للتخلص من الكوابيس التى تطاردهم كل ليلة .
لتتحول سنة الأضحية إلى عقدة نفسية قد تفسد على البعض خاصة الأطفال فرحتهم بأيام العيد ولياليه فكيف يواجه الآباء خوف أبنائهم من ذلك المشهد وما الأسلوب الأمثل لتجاوز هذه الأزمة التى تلاحقنا منذ المهد إلى اللحد...هذا ما نناقشه في السطور التالية.

دعاء رفعت






تقول يسارة سعيد 21 عاما :لقد أصبحت نباتية منذ أن شهدت ذبح الخروف في العيد " واستمر رعبي الشديد من ذلك المشهد لمدة ثلاثة أيام  وكان عمري وقتها عشر وألى الآن لا آكل أي شيء يتم ذبحه .

ويحدثنا محمد بهاء 28 سنة عن ذكرياته  مع  تجربة الأضحية: كان أمراً صعباً وشعرت بالإشفاق على أول خروف ذبح أمامي وساعتها فكرت ماذا لو كنت مكانه ودمعت عيناي ساعتها لكن سريعا ما سيطرت على نفسي خاصة أن العيد فرحة ويشهد تجمع العائلة والمقصد من الأضحية لم شملها في جو تسوده البهجة ،لكن إلى الآن ورغم الفرحة بالعيد وطقوسه إلا إنني أشعر برعشة خوف غريبة وقت ذبح الأضحية .

أكره الجزار

أما إيمان عادل 25 سنة فتعلق: أكره الجزار ولا أشتري اللحوم أبدا  والسبب وراء ذلك رؤيتي وأنا صغيرة لأحد الخراف وهو يذبح بالإضافة إلى أنني لا أشهد ذبح أضحية العيد إلى اليوم ومازال منظر الدماء يخيفني ويسبب لي دواراً يمكن أن افقد معه توازني.

اعلن استسلامي

ويعلن عبد الغفار محمد 24 سنة استسلامه لرهبة المشهد قائلاً :فشلت كل محاولاتي للتحلى بأقصى درجات الشجاعة ,وأذكر أنني في إحدى المرات التى يحديت فيها نفسى انتهت لأن سقطت مغشيا على .
وأزمتى ما زالت مستمرة و أضطر كل عام لحضور واقعة ذبح أضحية العيد لأني الأخ الأكبر وحاول كثيرون إقناعي بأن أذبح بنفسي وحين حاولت فقدت الوعي أيضاً.

وتروي لنا , مروة أحمد 25 سنة عن ابن عمها  قائلة " كنا انا وأبناء اعمامي متقاربين في السن وجميعنا كان يخشى يوم النحر إلا أحدهم والذي كان يلهو بدماء الأضحية وتحول في المستقبل إلى شخص عنيف جداً مع كل من حوله وحينما تزوج كان يضرب زوجته إلى أن انفصلا وباستشارة أكثر من طبيب
نفسي عن حالته أكدوا أن ذلك ربما يرجع لتعرضه لمنظر مخيف في سن صغيرة .
اضطراب عميق

ويرى د. محمد صلاح أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب جامعة القاهرة أن تعلق الطفل بخروف العيد  ثم ذبحه يؤدي إلى فجوة بداخله فهو يتعامل معه كدمية يلعب بها ومعها ويصدم حين يراها تموت وهو حدث لا يستوعبه عقله خاصة في هذه السن الصغيرة.
 وحين يتعرض أي شخص في سن صغيرة لحادثة لا يستوعبها عقله يكون رد فعلها عليه عادة سلبية في سلوكه العام مع نفسه ومع الآخرين فربما يعاني الطفل بعدها من كوابيس يرى فيها كل من يحبهم يذبحون بذات الطريقة التى ذبح بها الخروف ما يصيبه باضطراب نفسي لا يستطيع معه التأقلم مع كل من حوله .

حالات مختلفة
 ويستطرد د. صلاح :  تختلف آثار تعرض الأطفال في سن صغيرة لمشهد ذبح أضحية العيد فهناك من يصبح شخصا عنيفا جدا مضطرب السلوك مع الأخرين
وهناك من يعاني الدوار وفقدان التوازن من منظر الدماء، وهناك من تتكون لديه شخصية ضعيفة تجعله يخشى كل شيء م حوله
لا يعرفه.
اشرحوا لهم
وأخيرا يؤكد أستاذ الاجتماع أنه على الآباء أن يشرحوا لأبنائهم مغزى الأضحية بشكل بسيط يفهمه الطفل كما أنا أنصحهم بألا يبقوا الذبيحة أمام أعين الطفل مدة طويلة حتى لا يتعلقوا به فهو لايعي الفرق ما بين حيوان يربيه ليلهو به وأخر يذبح.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2284 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,469,281

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز