كانت المرأة المصرية حاضرة وبقوة فى كافة المشاهد السياسية التى عاشتها مصر، بل شاركت وبفاعلية فى صنع القرار ورسم ملامح مستقبل وطنها، حيث تصدرت الصفوف فى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالحكم الإخوانى، إلى جانب مشاركتها فى استكمال خارطة الطريق، ففى عام 2014 بلغت نسبة تصويتها فى الاستفتاء على الدستور 55%، كما سجلت فى العام نفسه 54% من إجمالى أصوات الناخبين لتحسم الماراثون الرئاسى للرئيس عبد الفتاح السيسى.
ولم تكن مجلة "حواء" غافلة عن هذا الدور الكبير للمرأة بل حرصت على توعيتها بدورها تجاه وطنها، والتحذير من المخاطر التى تهدد استقراره وأمنه، وما يمكن أن تساهم به لمواجهة محاولات إسقاطه، واستكمالا لهذا الدور تطلق "حواء" مبادرة "استعدى للانتخابات الرئاسية.. صوتك أمانة" لحث نساء مصر بكافة فئاتهن على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، فكونوا معنا وعبرن عن آرائكن فى مرشحى الرئاسة دعما لهذا الوطن .
لا شك أن المرأة وبخاصة كبيرات السن اللائى عرفن إعلاميا بـ«حزب الكنبة» كن على مدار الاستحقاقات الدستورية التى أجريت بمثابة كلمة السر التى تحسم أى سباق انتخابى، فهل ستحسم ربات البيوت الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال مشاركتهن الإيجابية بها؟ وهل سيحرصن على المشاركة بنفس القوة هذا هو ما حاولنا معرفته من خلال جولتنا التالية ؟
أكد عدد كبير من السيدات حرصهن على المشاركة فى الانتخابات المقبلة لاختيار الرئيس القادر على العبور بمصر إلى بر الأمان، وتباينت أسباب اختيارهن بين أسماء المرشحين، فعلى الرغم من أن معظمهن رفعن شعار "اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفهوش" إلا أن بعضهن علقن اختيارهن على البرامج الانتخابية وما تحمله من حلول لما يشهده المصريون من مشكلات وفى مقدمتها ارتفاع الأسعار، حيث أبدت السيدة هويدا السيد اعتزامها المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورغم أنها حسمت موقفها من المرشحين وتنوى التصويت للرئيس عبد الفتاح السيسى إلا أنها ترغب فى التعرف على برامجهم الانتخابية قائلة: "عايزة أعرف هم هايقدروا يعملوا إيه، أو هيوعدوا الشعب بإيه، علشان أتأكد إن اختيارى صح".
وأشارت إلى أنها لم تكن تهتم بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية قبل ثورة 25 يناير نظرا لما كانت تشهده تلك الانتخابات من تزوير لصالح بعض المرشحين، "ما كنتش مهتمة بالسياسة ولا الانتخابات، كانوا بينجحوا اللى هما عايزينه، فليه أتعب نفسى وأروح اللجنة وأنا عارفة إن صوتى مش فارق"، مؤكدة أنها ستحث أبناءها وزوجها على المشاركة الإيجابية خلال الانتخابات المقبلة كما فعلت فى 2014، "هاخلى زوجى وأولادى ينزلوا ويدوا صوتهم للسيسى، هو اللى ينفع يمسك البلد".
حمانا من الإرهاب
أما السيدة نادية أحمد فلم تكتف بالمشاركة فى الانتخابات بل أكدت اعتزامها حشد سيدات الحى اللائي يقطن فيه لإيمانها بضرورة مشاركة المرأة وبفاعلية فى اختيار رئيسها، وتقول: "شاركت لأول مرة فى انتخابات 2014 وخليت زوجى وبناتى ينزلوا ويدوا صوتهم للى شايفين إنه يصلح للبلد"، لافتة إلى أنها انتخبت الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات السابقة رغم تصويت بناتها وزوجها لمرشح آخر، مؤكدة دعمها للرئيس لاستكمال ما بدأه فى فترة رئاسته الأول قائلة: "هانتخب السيسى، كفاية إنه حمانا من الإرهاب والإخوان اللى ضحكوا علينا بدقونهم وقال الله وقال الرسول".
زيادة الدعم
توجيه الرئيس لوزارة التموين بتوفير مختلف السلع اللازمة للأسرة المصرية لدى البقاليين التموينيين، وصرف رغيف الخبز بالكارت الذكى كانا سبابا حسم السيدة الأربعينية ماجدة جلال موقفها من الانتخابات المقبلة بتأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسى، وتقول: "كنا بنتهان من أجل شراء 5 أرغفة، وممكن أرجع بيتى بعد ساعة أو أكثر دون أن أشترى رغيفا واحدا"، مشيرة إلى إمكانية استبدال ما تبقى من حصتها فى الخبز بسلع تموينية قائلة: "لو ما أخذت حصتى فى الخبز ممكن أشترى بالباقى سكر وزيت".
وعن المرشحين المنافسين للرئيس فى السباق الانتخابى قالت: من حقهم الترشح ومن حق الشعب أن يختار، لكن من وجهة نظرى أرى أن فرصهم ضعيفة وأن النتيجة محسومة.
تكافل وكرامة
"عارفة إن صوتى هيفرق: علشان كده هانزل وشارك فى الانتخابات" بهذه الكلمات بدأت أم حسين، السيد الخمسينية حديثها مؤكدة حرصها على المشاركة فى اختيار رئيس للبلاد، ورغم أنها لم تنل حظها من التعليم إلا أنها كانت ضمن ربات البيوت اللائى ارتفع وعيهن السياسى بعد الإطاحة بنظامى الوطنى ثم الإخوان، وتقول: "ماكنتش مهتمة بالسياسة، لكن بعد ثورة 25 يناير اللى جعلتنا جميعا كربات بيوت نتابع الأحداث بل نتبادل الأخبار فيما بيننا أصبحت حريصة على المشاركة فى أى حدث سياسي"، لافتة إلى أنها شاركت فى الاستفتاء على دستور 2014 وكذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مؤكدة أن بناتها الأربع حرصن على المشاركة بعد أن كن يقاطعن الانتخابات، معربة عن اعتزامها انتخاب الرئيس وحث بناتها وجيرانها على تأييده فى الانتخابات المقبلة، وعن أسباب دعمها للرئيس فكان حرص سيادته على تقديم كافة أشكال الدعم للمرأة خاصة المعيلة وراء تأييدها له فى تولى فترة رئاسية ثانية، قائلة: "رفع المعاشات، ونزل معاشات جديدة، وبناخد عيش وتموين ببلاش، فليه مانتخبهوش؟".
نقطة تحول
لم تقتصر الأمية السياسية على ربات البيوت غير المتعلمات بل كان لخريجى الجامعات من الفتيات اللائى آثرن الاهتمام ببيوتهن وأولادهن حظا منها، فأسماء عمر التى أنهت دراستها بكلية التجارة لم تكن تعرف أسماء وزراء الحكومة قبل ثورة 25 يناير، إلا أن هذه الثورة كانت بمثابة نقطة تحول فى حياتها، فمعها استشعرت أنها وغيرها من الفتيات قادرات على إحداث التغيير، بل من الممكن أن يكون لهن دور فى بناء هذا البلد ورسم مستقبله وتقول: لم أكن أعرف حتى اسم رئيس الوزراء في ذلك الوقت، لكن على مدار السنوات الثلاثة الماضية أصبحت أتابع من يتم تعيينه ومن يتم عزله"، مؤكدة أن المرأة المصرية حريصة على المشاركة فى الانتخابات المقبلة لأنها تريد التغيير إلى الأفضل من أجل وطنها ومصلحة أطفالها والأجيال المقبلة.
غلاء الأسعار
ارتفاع بعض أسعار بعض السلع فى بعض الأوقات كان سببا لرفض السيدة إيمان إسماعيل تأييد الرئيس، ورغم أنها أكدت اعتزامها المشاركة فى الانتخابات المقبلة إلا أنها لم تحدد موقفها من المرشحين حتى الآن، وتقول: سأنتظر للتعرف على البرامج الانتخابية لكل مرشح، واللى هاشوف أنه يقدر يخفض الأسعار ويوفر فرص عمل لأولادنا أكيد هانتخبه".
لكن يبدو أن تأييد الرئيس لم يقف عند حد حشد أفراد الأسرة والجيران فقط للتصويت له بل امتد لمحاولات إقناع المعارضين، حيث صرخت السيدة فاطمة عبد الرحيم فى وجه جارتها إيمان بمجرد تحميلها الرئيس مسئولية غلاء المعيشة قائلة: "اصبروا شوية، السيسي هيعدل المايلة، ويصلح الدنيا، وهتبقى الأمور تمام، أصله خدها خربانة".
كما قالت أم حسن، جارتها الثانية: بعد تولى السيسى الحكم أصبحت أحصل على السلع الضرورية لأسرتى من محلات البقالة التموينية دون أن أدفع جنيها واحدا، فلماذا لا أنتخبه؟ وتابعت: "كنا بنتذل علشان نأخذ شوية سكر وكم زجاجة زيت، والتاجر كان بيحسسنا إنه بيمن علينا"، لافتة إلى تحسن الأوضاع وتوفر مختلف السلع خاصة بعد زيادة نصيب الفرد النقدى على البطاقات التموينية إلى 50 جنيها.
السلع الاستهلاكية
أما السيدة فايزة عطا الله فترى أن الرئيس اتخذ الكثير من الخطوات الملموسة فى التصدى لارتفاع الأسعار، حيث وفر كافة السلع بالمجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين، إلى جانب طرحها بأسعار مخفضة بمنافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والتى حملت شعار "تحيا مصر"، وأضافت كلنا يدرك ما قام به سيادة الرئيس خلال توليه الحكم وبالرغم من دعمى الشديد له فى الإنتخابات المقبلة إلا أنى سأترك لأبنائى حرية إنتخاب من يمثلهم بعد معرفة برنامجه الانتخابى.
***
قبل التصويت.. معلومات تهمك
مع الاستعداد للعرس الانتخابى والسياسى الأكبر الذى سيختار خلاله المصريون رئيسهم، من المهم لك عزيزتى الناخبة التعرف على ضوابط التصويت، والأخطاء التى قد تبطل صوتك، والحقوق التى يكفلها لك القانون والدستور أثناء عملية التصويت.
- أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمنى لانتخابات الرئاسة يبدأ تصويت المصريين بالخارج من 16 : 18 مارس، وداخل مصر من 26: 28 من نفس الشهر.
- تم تحديد أماكن الانتخاب من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات فى المدارس العامة القريبة من محل إقامة الناخب والتى تكون داخل نطاق مركز أو قسم الشرطة التابع له.
- يمكنك معرفة اللجنة التابعة لها من خلال الموقع الرسمى للهيئة الوطنية للانتخابات، حيث أتاحت الهيئة خدمة "اعرف لجنتك" وذلك باستخدام بطاقة الرقم القومى.
- يمكنك الإدلاء بصوتك فى اللجنة الفرعية المقيد بها بطاقة الرقم القومي، حيث تعد المستند الوحيد الواجب على الناخب اصطحابه إلى داخل اللجنة، مع التأكد من سريانها حتى لا تحرمى من التصويت.
ساحة النقاش