حقا إنه زمن الفن الجميل بكل ما فيه من جمال ورومانسية وصدق مشاعر, وقت أن كانت الأفلام السينمائية خير دليل للعشاق والمحبين، مع أفلام ليلي مراد وحسين صدقي, فاتن حمامة وعمر الشريف, سعاد حسني وباقة من فتيان الشاشة الأوائل، نجلاء فتحي وكذلك أفلام العندليب، وغيرهم من الفنانين العظماء الذين أثروا السينما بفنهم وصدق أدائهم, لكن اختلف الأمر في وقتنا هذا فعلى الرغم من ادعاء بعض الأفلام أنها تناقش قصص الحب، إلا أنها لا تحمل عمق ولا مشاعر المحبين، فما السر وراء تلك الظاهرة..
(ليلي): واحد من هذه الأفلام الرومانسية.. إنه من الأفلام السينمائية التي تناولت قصص حب خالدة وتدور أحداثه في إطار تضحية فتاة بحياتها من أجل مستقبل حبيبها بعد توسل والده لها بالابتعاد عن ابنه الوحيد, الفيلم بطولة ليلي مراد, حسين صدقي.
حسن ونعيمة: يتناول الفيلم قصة حب (حسن المغنواتي) و (نعيمة) الفتاة التي يتنافس على حبها شخص آخر غريم لحسن, لكن القصة تنتهي بزواج حسن ونعيمة وفي الفيلم باقة من الأغنيات العاطفية، الفيلم بطولة سعاد حسني, محرم فؤاد.
حبيبي دائما: واحد من أروع الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية، تدور أحداثه حول حب إبراهيم الطالب بكلية الطب (نور الشريف) لفريدة (بوسي)، ولكن تقف بينهما الفوارق الاجتماعية التي أدت إلى زواج فريدة من رجل أعمال أسامة (سعيد عبدالغني), وتنفصل فريدة عن زوجها لتعود إلى القاهرة, تشكو دوما من صداع متكرر وبعد فحوصات يكتشف إبراهيم أنها مصابة بمرض خبيث، فيتزوجها ويسافرا إلى لندن للتأكد من حقيقة المرض, وينتهي الفيلم بمشهد احتضار فريدة وهي في أحضان إبراهيم.
اذكريني: تقع مني (نجلاء فتحي) في حب الكاتب المشهور محمود حسين (محمود ياسين) ويبادلها نفس المشاعر, لكن يتزوج محمود بأخرى تعاني من مرض في القلب, ومن ناحية أخرى تتزوج منى من رجل آخر يدعي (عبد الرحيم) لتنجب منه, ويقع حادث لمحمود, وتقوم منى بزيارته بالرغم من اعتراضات زوجها.
أيامنا الحلوة: تدور أحداث فيلم (أيامنا الحلوة) حول فتاة فقيرة تسكن إلى جوار ثلاثة شباب يقعوا في حبها جميعا, إلا أنهم يكتشفون وقوعها تحت وطأة المرض ويتهافت الجميع على مساعدتها, بطولة فاتن حمامة, عبدالحليم حافظ, عمرو الشريف, أحمد رمزي.
نهر الحب: تضمن فيلم (نهر الحب) الكثير من المشاهد الرومانسية منها رقصة الحياة التي رقصتها نوال (فاتن حمامة) مع خالد (عمر الشريف) وغاصا من خلالها في نهر الحب, أصبحت تلك الرقصة هي الأشهر في تاريخ السينما المصرية.
كلام فى الحب: هو واحد من الأفلام الحديثة تدور أحداثه حول ناهد التي تعمل جرسونة في مطعم وتجمعها صداقة قوية بزميلتها في العمل سلمي (حنان ترك), وهي امرأة رومانسية تبحث عن الحب وتصادفها بعض المشاكل النفسية والاجتماعية إلى أن تقابل إبراهيم (هشام سليم) لتعيش معه قصة حب تخرجها من معاناتها.
إذاعة حب: تدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي كوميدي, تقع (ليلي) منه شلبي التي تعمل بالإعلام خاصة تقديم البرامج الإذاعية في حب زميلها حسن (شريف سلامة) يشارك في الفيلم إدوارد ويسرا اللوزي.
نور عيني: تدور أحداث الفيلم حول علاقة حب تجمع بين تامر حسني ومنه شلبي, أحبها رغم أنها كفيفة وكان مصمما على الزواج منها إلا أن يشاء القدر ويفترقا وارتبطت بصديقه (عمرو يوسف) الطبيب النفسي وحينما رأت حبيبها تعرفت عليه من خلال إحساسها.
ولكن لماذا اختفت الآن قصص الحب من شاشة السينما؟ :
تقول الناقدة الكبيرة ماجدة موريس، إن سبب اختفاء قصص الحب من السينما عن الفترة الزمنية الماضية هو أن السينما انعكاس للواقع وواقعنا المصرى أصبح بعيدا عن الرومانسية، فكل الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى تتحدث عن جرائم القتل، أما العواطف والرومانسية فليست ضمن أولوياتنا، وحتى أنه يوجد الكثير من العلاقات الزوجية ليست قائمة على حب ومع هذا تستمر!
«لم يختف بل اختلف فى طريقة التناول » هذا ما أكد عليه الناقد الكبير طارق الشناوى مضيفا: كل زمن يطرح ملامحه وأفكاره ومنطقه، فزمن ليلى مراد، وأم كلثوم، مختلف عن هذا الزمن من حيث العرض والمعالجة والدليل على ذلك فيلم «رغدة متوحشة » أيضا فيلم «عقدة الخواجة »، الذى يدور حول شاب فقير وطموح تجمعه قصة حب بابنة رجل أعمال له نفوذ وأموال طائلة.
يؤكد السيناريست مصطفى محرم على عدم اهتمام الكتاب بالأعمال التى تخاطب العاطفة فلم يصبحوا على دراية بها، بل أصبح انشغالهم بالنقل والاقتباس عن أفلام أجنبية تتسم معظمها بالعنف بل وتأتى بعيدة تماما عن الإبداع.
ويرى الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما أن كلمة «حب » أصبحت مخجلة، فمنذ الصغر تتربى البنت على أن كلمة «حب » عيب ولا يصح أن ترددها لأنها تحمل مضمونا مختلفا عن كونها كلمة سامية وبريئة فيوجد أنواع كثيرة للحب حب الأم والأب لأبنائهما، محبة الأصدقاء ومعظم هذه الأنواع يتم طرحها على الشاشة ولكن بنسبة منخفضة.
ساحة النقاش