في عيد تحرير سيناء قلب الوطن.. لا يخفى على أحد الدور البطولي والخدمات الجليلة التي قام بها أبناء وأهالي سيناء بعد الاحتلال عام 1967 ومروراً بحرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، بعض هذه البطولات التي لا ينساها المصريون يدخل في مصاف المعجزات التي أسداها السيناويون بما فيهم المرأة السيناوية التي دافعت عن أرضها وعن أحد بوابات مصر ضد الغزاة المعتدين بشراسة ومكر ودهاء تتطلبه أجواء الحروب الماكرة.. منها بطولات قاموا بها بجهود فردية، ومنها ما قاموا به بالتنسيق الكامل مع فهود المخابرات العسكرية المصرية، راضين بما كتبه الله لهم سواء بالاستشهاد أو بالأسر، وهو ما كانت تتحمل تبعاته المرأة السيناوية التي كانت تجد نفسها فجأة دون زوج أو ابن أو شقيق.
ولم تكن تلك البطولات تقتصر على قبيلة معينة، فكل أهالي سيناء شاركوا في هذه الملحمة وقدموا مساعدات وتضحيات مذهلة مع القوات المسلحة الباسلة.. رجالهم ونساءهم وشبابهم وأطفالهم وفي المقدمة شيوخ القبائل الوطنيين.. بدءا من محو آثار الهزيمة بالبطولات التي سطرها التاريخ إبان حرب الاستنزاف التي شهدت العديد من العمليات التي روعت العدو وحطمت صلفه وغروره، ووصولا إلى تاج الحروب في العصر الحديث حرب أكتوبر 1973.
قد لا يعرف أبناء ولا بنات هذا الجيل شيئا عن المناضلات السيناويات العظيمات؛ حتى أننا لم نصادف سطرا واحدا عنهن خلال شهر الاحتفالات بالمرأة المصرية، فللأسف عادة ما ينصب التركيز على رائدات العمل النسائي المسلط عليهن الضوء من نجمات العاصمة، فماذا نعرف عن المجاهدة السيناوية العظيمة "فهيمة" التي كانت أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية، فهي أول امرأة مصرية تحمل جهاز اللاسلكي متنقلة خلف خطوط العدو، قلبها لا يعرف الخوف من العدو الغاشم، مهمتها نقل التموين للأبطال بالجمال خلف الخطوط، وتمكنت بمساعدة زوجها من إخفاء أحد الفدائيين لمدة طويلة بأن حفرت له حفرة وضعته فيها وغطته بأكوام الحطب وكانت تقدم له الطعام والشراب بصفة مستمرة، وهي أول سيدة يتم تكريمها من قبل الدولة هي وزوجها وتم منحها نوط الشجاعة من الطبقة الأولى.. تحية للمرأة السيناوية في عيد تحرير سيناء.