فى رمضان الست .. شقيانه كتبت : هايدي زكى ما بين المنزل ومتطلباته والعمل والتزاماته تدخل المرأة العاملة فى دوامة لا متناهية خاصة فى رمضان الذى تكثر فيه العزومات وما تستلزمه من تحضير لأشهى الأكلات، إلى جانب تخصيص أيام لشراء الملابس للأولاد، ومع قرب رحيل الشهر الكريم تحرص على إعداد الكحك وتنظيف المنزل لاستقبال العيد، فكيف يمكنها التوفيق بين التزامات عملها ومتطلبات منزلها؟ «حواء » استمعت إلى معاناة المرأة العاملة ونقلتها إلى المختصين فى محاولة لتعريفها بأفضل طريقة تمكنها من التوفيق بين العمل والأسرة. البداية مع هبه محمد، موظفة بإحدى الشركات والتي تعاني من متطلبات شهر رمضان وتشكو من ضيق الوقت قائلة: أعود من عملي قبل موعد الإفطار بساعتين مرهقة ومتعبة بسبب معاناة المواصلات اليومية, لأبدأ في تحضير الإفطار قبل الآذان, وبعد تناول الإفطار أبدأ معاناة أخرى في ترتيب المطبخ وتنظيفه, بعدها أبدأ في تحضير السحور وهكذا فأنا في دوامة مستمرة أطالب خلالها بفعل كل شيء دون مساعدة من أحد وكأن الجميع صائمون وأنا المفطرة. أما نوال مهدي مدرسة فتقول: يمكن للمرأة التغلب على ضيق الوقت وإرهاق الصيام في رمضان من خلال تحضير الأطعمة ووضعها في الفريزر، كما يمكنها تحضير طعام الإفطار يوميا قبل السحور حتى يصبح جاهزا للتسخين أو الطهي قبل الإفطار ما يوفر عليها الجهد أثناء الصيام خاصة وأنها تعود من العمل مرهقة غير قادرة على عمل أي شيء. قائمه أسبوعية تقترح منال حسن، موظفة على المرأة العاملة شراء كل متطلباتها قبل رمضان أو بشكل أسبوعي لتجنب الإرهاق وضياع الوقت قبل الإفطار، بجانب تجهيز بعض الأطعمة في المساء حتى يقلل من توترها وقت الإفطار. وتقول سعاد إبراهيم، مربية أطفال: على كل امرأة عمل قائمة أسبوعية للأطعمة المراد إعدادها حتى توفر على نفسها مشقة التفكير والتحضير, فالتفكير يوميا في أصناف جديدة أمر مرهق خاصة أثناء الصيام, وتجنب إضاعة الوقت في متابعة الأعمال الدرامية واستثماره في تحضير متطلبات المنزل. وتنقل هناء عبد المنعم، موظفة تجربتها في إدارة وقتها في رمضان قائلة: أقوم بتحضير وجبة الإفطار لتكفي يومين لتوفير الوقت وإعطاء نفسي فرصة للراحة في اليوم التالي وتخصيصه للعبادة وقراءة القرآن وتنظيف المنزل والانتهاء من بعض متطلبات عملي. تنظيم الوقت بعد الاستماع إلى تجارب المرأة العاملة في تنظيم الوقت في رمضان كيف يمكن لها التوفيق بين متطلبات منزلها والتزامات عملها؟ تقدم د. وفاء الشاطر، خبيرة التنمية البشرية بعض النصائح التي تساعد المرأة في تحقيق هذا الهدف فتقول:على المرأة العاملة تنظيم وقتها من خلال تحديد أولوياتها في رمضان لتجنب الإرهاق، والاستفادة من تقليل ساعات العمل في رمضان لنيل قسط من الراحة عند العودة من العمل حتى تتمكن من الاستمرار في العطاء، إلى جانب ادخار إجازاتها إلى شهر رمضان لتتمكن من التمتع بروحانيات هذا الشهر مع القيام بمتطلبات المنزل، ولأن شهر رمضان يتميز بالعزومات أنصح المرأة بترتيب وتنظيف منزلها قبل هذا الشهر بفترة كافية لأن ذلك يتطلب جهدا ووقتا كبيرين، مع محاولة تنظيم العزومات وتقليلها بقدر الإمكان لتوفير الوقت والجهد. مشاركه الزوج والأبناء أما آية عزب، استشاري الصحة النفسية وخبيرة العلاقات فتقول: تصاب الكثير من السيدات بالقلق والتوتر في رمضان بسبب الضغط النفسي والبدني وشعورهن بعدم وجود الوقت الكافي للقيام بمهام المنزل ومتطلباته بجانب التزامات عملهن، لذا على المرأة العاملة توزيع بعض متطلباتها على الآخرين مثل "الزوج والأبناء" وطلب المساعدة منهم، فهذا يخفف عنها الأعباء المنزلية ويشعرها بأن هناك من يشعر بها ويقدر مجهودها، فمراعاة الزوجة والأم في رمضان واجب على الزوج والأبناء، إلى جانب تخصيص أوقات محددة للزيارات العائلية الرمضانية حتى تستطيع تدبير أمورها, مع مراعاة عدم إعداد العزومات أيام العمل فتحضير عزومة بعد يوم عمل من الأمور الصعبة على المرأة العاملة، كما يفضل عدم السهر والنوم مبكرا والحد من عدد المسلسلات التي تتابعها خلال الشهر الكريم. نصف وقت يعظم المجتمع من دور المرأة ويحملها المسئولية كاملة لأعباء المنزل وتوفير كافة متطلباته، فكيف يمكن تغيير نظرة المجتمع لها؟ دعت د. سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الدولة إلى مراعاة ضغوط المرأة العاملة في رمضان من خلال إعطائها الحق في العمل نصف يوم لأن هذه الضغوط تؤثر بالسلب عليها وتمنعها من إعطاء كافة طاقتها لعملها، لافتة إلى أن هذا النظام يؤخذ به في العديد من المؤسسات، وتقول: لا شك أن المرأة تحت هذه الضغوط تعجز عن إعطاء كل طرف حقه سواء العمل أو المنزل, وإذا كانت إمكانيات المرأة المادية محدودة تمنعها من العمل لنصف يوم يمكنها الاستعانة ببعض الوسائل الأخرى مثل إعداد الأكلات السهلة والبسيطة أو الأكلات المنزلية الجاهزة لمرة أو مرتين أسبوعيا لتخفيف مسئوليتها وأعبائها المنزلية, وفى المقابل على أفراد أسرتها تقليل طلباتهم، لأن عدم قدرتها على تلبية كل طلباتهم يشعرها بالتقصير رغم محاولتها الدائمة للموازنة بين منزلها وعملها.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,693

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز