كلنا بالطبع يذكر فيلم الفنان الكوميدي المحبوب أحمد حلمي «بلبل حيران »، ففي هذا الفيلم جسد أحمد حلمي ازدواجية الرجل المصري وتذبذه فهو يحب الفتاة القوية المستقلة المثقفة المغامرة ولكنه يريد أن يتزوج من فتاة ضعيفة تستشيره في كل كبيرة وصغيرة وربة منزل من الطراز الأول، هذه أحبها وهذه أتزوجها شعار يرفعه الرجل منذ قديم الأزل ومايزال يرفعه الشباب إلى الآن فما سر هذه الإزدواجية؟وهل هي أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق والخيانة الزوجية ؟!! تعالوا معا نجيب عن هذا ...

يقول حسام محمود، مهندس: أعجبت بجارة لى أثناء دراستى بالجامعة وكنت أفكر جديا في الزواج منها لأن بيننا قصة حب كبيرة، لكن عندما تخرجت فى الكلية تعرفت على فتاة أخرى يمتلك والدها شركة برمجيات، فتوسطت لي لدى والدها كي أعمل بالشركة، وبعد عامين حصلت على مركز مرموق بها، وكنت أنوي الزواج من جارتي، إلا أن صاحب الشركة عرض علي الزواج من ابنته، ما دفعني للاعتذار لجارتى التي أحبها عن الارتباط بها، وتقدمت لخطبة ابنة صاحب الشركة على الرغم أنني لا أحبها.

ما زالت عقلية سي السيد الذي كان متزوجا من أمينة ويحرمها حتى من زيارة مسجد الحسين بينما يصادق الراقصات وبنات الليل حية بين بعض الشباب، فمحمد نور، طالب بكلية الإعلام يذكر أن لديه صديقات كثيرات لكن لا يرى في إحداهن زوجته المستقبلية نظرا لتحررهن وتأثرهن بالثقافة الغربية، ويقول: عندما أفكر فى الارتباط سأبحث عن فتاة ملتزمة دينيا متمسكة بالعادات والتقاليد المجتمعية.

ويقول محمد سعيد: أحببت فتاة أثناء دراستى في الجامعة وكنت أنوى الارتباط بها إلا أن أهلى رفضوا أن أتزوج من فتاة قاهرية وأن أبحث عن أخرى من قريتى بمحافظة الفيوم، وبعد انتهائى من الدراسة أصرت والدتى على أن أتولى إدارة مصنع أبي في الفيوم وأترك القاهرة وتزوجت ابنة خالي، لكن زواجنا لم يستمر سوى عامين، وعدت إلى القاهرة كي أبحث عن حبيبتي لكننى وجدتها قد تزوجت.

الإعلام فى قفص الاتهام

ترجع د. سامية قدري، أستاذة علم الاجتماع، ازدواجية الرجل إلى الأعراف المجتمعية التى تلعب دورا كبيرا فى اختيار الشاب لزوجته، وافتقاد البعض منهم إلى الثقة بالنفس لذا يرفضون الارتباط بالفتاة القوية ذات الشخصية المستقلة خشية أن تتفوق عليه علميا وثقافيا وماديا ما يدفعه للبحث عن فتاة ضعيفة تحتاج إليه دوما، إلى جانب الإعلام والدراما التى قدمت نماذج نسائية لا تصلح سوى للحب وأخرى تتناسب مع الزواج والاستقرار، بالإضافة إلى التربية داخل الأسرة حيث يعظم الوالدين من حق الولد ويعطياه حرية التصرف فى الوقت الذى يحدان فيه من تحركات الفتاة ويجعلان من أخيها رقيبا عليها.

الفتاة السهلة

يرى. مصطفى يونس، أستاذ علم النفس، أن التساهل من قبل بعض الفتيات فى العلاقات العاطفية التى تتطور أحينا إلى علاقات جنسية دون زواج وراء ازدواجية أغلب الشباب وبحثهم عن الفتاة المنطوية الريفية التى يضمن أنها لم تعرف شابا غيره، ويقول: نظرا لصعوبة وجود هذا النموذج من الفتيات أصبح الشباب يملون شروطا صعبة على الفتاة التى يتقدمون لخطبتها أو يبحثون عن فتاة ملتزمة دينيا ليزداد مع تلك الاتجاهات الخلافات الزوجية ومعدلات الانفصال.

التمييز بين الأبناء

بعد التعرف على أسباب ازدواجية السلوك لدى الشباب كيف يمكن الحد منها بينهم؟ يقول د. أسامة علي قناوي: خبير التنمية البشرية: لتجنب هذا السلوك لدى الشباب يجب مراعاة عدم التمييز بين الولد والبنت منذ الصغر، وتعريف الأبناء أن العبث بمشاعر الفتيات والتلاعب بهن أمر مرفوض اجتماعيا ودينيا، إلى جانب غرس العادات والتقاليد المجتمعية فى نفوسهم منذ الصغر خاصة الفتيات.

وترى الكاتبة الروائية سلوى بكر أن هذا السلوك لن يختفى إلا إذا تغيرت القوانين التى ترسخ للعنف المجتمعى والأسرى ضد النساء كقانون الزنا وعقوبات القتل حفاظا على الشرف، إلى جانب العادات الاجتماعية التى تسيئ للفتاة وتجعل منها سلعة تباع وتشترى فى بعض المجتمعات.

سيكولوجية الرجل

تقول د. إيمان سرور، أستاذة الط النفسي: الازدواجية لدى الرجل ليست مرضا نفسيا بل هي طبيعة وصفة متأصلة فيه، فطبيعة الرجل التعدد، وهذا ليس قاصرا على الرجل المصري فقط فالرجال فى مختلف أنحاء العالم لا يكتفون بامرأة واحدة، ولكن الأمر يزداد أحيانا سوءا بسبب سطوة العادات والتقاليد التى تجعل من بعض الرجال يرون فى المرأة التى قد يرتبطون بها عاطفيا امرأة لا تصلح للزواج ويبحثون عن أخرى لم تربطهم بها أي علاقة فى حين أنها قد تكون ارتبطت من قبل دون علمهم، ولكن بعض الرجال لا يثقون بحكم التربية فى المرأة التى يعرفونها قبل الزواج!