لم يغب أطفال مصر عن الأجندة الرئاسية بل كانو محل اهتمام الرئيس طوال السنوات الماضية والتى شهدت تحولا كبيرا فى الحفاظ على حقوقهم ومواجهة كافة أشكال العنف التى قد تمارس ضدهم بدءا من تغليظ عقوبة ختان الإناث وتجريم زواج القاصرات وحتى إطلاق برنامج حماية «الأطفال بلا مأوى » ما يعكس إيمان القيادة السياسية بهذه الفئة التى تعد نواة لبناة المستقبل، وهو ما حاولنا التعرف عليه بصورة أكبر فى السطور التالية..
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، لذلك كان الرئيس على قناعة تامة بأن الإصلاح الحقيقى يبدأ بتطوير التعليم، من هنا كانت العديد من الخطوات والبرامج التى حاولت تحقيق هذا بدءا من إنطلاق بنك المعرفة المصري وحتى استراتيجية تطوير التعليم ككل.
كما جاء الاهتمام بمن هم دون سن التعليم، حيث وجه سيادته إلى التوسع فى إنشاء الحضانات وتطويرها، لتطلق وزارة التضامن الاجتماعى برنامج تنمية الطفولة المبكرة بهدف تطوير 500 حضانة ب 125 مركزا لتنمية الطفل والأسرة بالمجتمعات العمرانية الجديدة وتأسيس 500 حضانة منزلية بإشراف حكومى.
تأمين صحى شامل
لأن العلاج حق لكل مواطن منذ مولده وحتى وفاته وفقا لما نص عليه الدستور كان توجيه الرئيس بإدراج الأطفال دون سن السادسة تحت مظلة التأمين الصحى بعد أن كانوا ضمن نظام العلاج على نفقة الدولة وهو ما تضمنه قانون التأمين الصحى الجديد.
وعلى مستوى ذوى الإعاقة أصدر وزير التعليم قرارا يلزم المدارس بإدماج الأطفال من ذوى الإعاقة، وجاء قانونهم ليدعم القرار ويؤكد أهمية توفير كافة الظروف المساعدة لإتمام عملية الدمج بما يحقق مصلحة هؤلاء الأطفال.
ختان الإناث
سعى المجلس القومى للأمومة والطفولة من خلال برامج حقوق الأسرة والطفل إلى توعية الأطفال بحقوقهم، حيث دشن حملة «أولادنا » بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لنبذ عنف الأطفال، بعدها تم إقرار قانون يشدد عقوبة ختان الإناث فى 2017 باعتبارها من أبشع الجرائم التى ترتكب بحق الفتيات.
أطفال بلا مأوى
كما شهدت قضية أطفال الشوارع اهتماما كبيرا من الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث أطلق برنامج حماية «الأطفال بلا مأوى » والذى تبنته وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع صندوق تحيا مصر الذى أعاد تطوير عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية بـ 10 محافظات، كما نجح فى دمج ما يقرب من ١٣ ألف طفل تحت مظلة البرنامج من بين ما يقرب من ٢٠ ألف طفل مستهدف فى هذه المحافظات حيث تم إعادة تأهيلهم اجتماعيا ونفسيا وإلحاق بعضهم بمراحل التعليم المختلفة.
تجريم زواج القاصرات
لكونه انتهاكا واضحا لحقوق الطفل دق السيد الرئيس ناقوس الخطر بشأن زواج الأطفال ليبدأ بعدها البرلمان مناقشة قانون لتجريمه ينص على معاقبة المأذونين الذين يسجلون عقودا عرفية لمن هم دون السن القانونية بالسجن والوقف، وسحب الولاية من الأب حال إكراه ابنته على الزواج قبل بلوغها السن القانونى.
دعم رئاسى
أشاد المحامى محمود البدوى، رئيس إحدى الجمعيات الحقوقية لمساعدة الأحداث باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف الطفولة حيث وجه الاهتمام لصالح مشروعات تتعلق بخدمة أطفال الشوارع ما يؤكد اهتمامه بحل المشكلة، لافتا إلى أن هذا القرار سيكون له أثر جيد خلال السنوات المقبلة مع بدء تطبيق برنامج حماية الأطفال بلا مأوى علي أرض الواقع.
وقال البدوى: لم يكن ليكتب لمشكلة أطفال الشوارع الحل دون الاهتمام الرئاسى بها والدعم المالى لها، وبالفعل نحن نجنى ثمار عام كامل من العمل الدؤوب فى هذا الإطار، مشيدا بالدور الذي تلعبه وزارة التضامن فى خدمة قضايا الطفولة بشكل عام وأطفال الشوارع بشكل خاص.
توعية مجتمعية
تقول النائبة البرلمانية د.هالة أبوعلى، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والأمين العام السابق لمجلس الأمومة والطفولة: يعد توجيه الرئيس إلى زيادة عدد حضانات الأطفال خطوة مهمة جدا، كما أن قرار دمج ذوى الإعاقة بالمدارس قرار جيد ويحتاج إلى دعم مجتمعى حتى يعود بمردود إيجابى.
وتتطلع د.ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب إلى تنظيم حملات توعوية للأبوين بكافة حقوق ومكتسبات الأطفال التى أقرتها لهم القيادة السياسية بما يساعد فى تطبيقها بشكل كبير على أرض الواقع، داعية المؤسسات المعنية بالطفل إلى الاستفادة من الاهتمام الرئاسى بهذا الملف خلال الأعوام المقبلة.
ساحة النقاش